Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    03-Apr-2018

تسويات دولية في الطريق - د. صفوت حدادين

 الراي - اعلان الرئيس الأميركي قرب سحب القوات الأميركية من سوريا الذي تزامن مع دخول قوات النظام السوري و حلفائه إلى الغوطة الشرقية و السيطرة عليها ليسا بحدثين منفصلين و التمعن

فيهما يلزم استحضار تصريحي ولي العهد السعودي الذي يزور اميركا بخصوص النظام السوري و «ايران».
بالتأكيد أن «اميركا» لديها الكثير لتفعله في «سوريا» التي يتهيأ الفرنسيون لنشر قواتهم أيضاً في شمالها، لكن يبدو أننا على مقربة من مناخ بات جاهزاً لتسويات دولية.
لهجة «ترمب» المتشددة تجاه «ايران» يمكن اعتبار الانسحاب من «سوريا» أول هبّات تراخيها، و إن حدث وقام الرئيس الأميركي بالانسحاب من الاتفاق النووي مع «ايران»، و هو أمرٌ بات من المستبعد حدوثه، فلا يجب النظر إليه على أنه خطوة تأزيم بل خطوة اضافية باتجاه قولبة مزيد من التسويات.
حديث «محمد بن سلمان» عن بقاء «بشار الأسد» و «حرب بعيدة المدى مع ايران» هو في ذات الاتجاه، فالسعودية لا ترى الحرب مع «ايران» وشيكة قبل عشر إلى خمسة عشرة سنة.
«ترك الآخرين يفعلون ما يشاؤون هناك»، و التي وردت في معرض اعلان «ترمب» خروج «اميركا» من «سوريا» ما هي إلا هروب للأمام فالوجود الأميركي هناك أولاً و آخراً لم يضر النظام السوري و حلفاءه بقدر ما نفعهم عسكرياً و سياسياً و ها هو النظام السوري الآن يعيد لملمة مناطق في سوريا أُخليت من «داعش» بمجهود اميركي-كردي و باتت مهيأة لسيطرته عليها من جديد.
الهروب الأميركي للأمام أحد أسبابه بلاشك العناد الروسي الذي لم يجعل الرياح تجري بما تشتهي السفن لكن في ذات الوقت هو استراتيجية «واشنطن» للظفر بتسويات تجلب منافع اقتصادية و هي قمة اولويات ادارة «ترمب» التي لا يعنيها كثيراً الحفاظ على موطئ قدم في «الشرق الأوسط» إلا إذا كان سبباً لمكاسب اقتصادية و هو أمر لا تخفيه هذه الادارة و تتحدث عنه علانية!
«ايران» من طرفها تبالغ في التهدئة هذه الأيام و ربما لن تجد غضاضة قريباً في تقليص نفوذها ارادياً في «سوريا» و «العراق» في رسالة حسن نوايا مباشرة إلى «واشنطن» و «الرياض» و ما الحديث عن حرب مؤجلة إلا دعوة لخطوات ايجابية من «طهران» قد لا تتأخر.
مناخ التسويات قد يشهد أيضاً عودة النظام السوري إلى الأجواء وقد تحمل الوشائج الدبلوماسية العُمانية- السورية التي تعززت اخيرا بذور مبادرة عُمانية لعودة النظام السوري إلى الأجواء الاقليمية.
هل تكون القمة العربية في «الرياض» موطن المفاجأة بهذا الشأن؟ لننتظر و نرى...كما قلنا هو مناخ
التسويات!
sufwat.haddadin@gmail.com
إقرأ أيضا