Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    12-Nov-2020

«رحلتي».. سيرة حافلة بالعطاء والعمل

 الدستور-فدوى بهجت خصاونة

«رحلتي» قصة تشدك من الكلمة الأولى عمل متكامل وسيرة حافلة بالعطاء والعمل، بقلم الإعلامية الأديبة الأردنية فداء طه.
تناولت الكاتبة السيرة بسرد الأحداث بأسلوب جميل ولغة بسيطة، وتدرجت بالحديث عن بطل العمل باعتباره شخصية عايشت الاحتلال وكان لها دور بارز في المقاومة فرسمت البطل وكأنها ترسم لوحة ذات أبعاد طولية وعرضية، ووصفته وصفا دقيقا وكأننا نراه يسير في المدن ونستشعر حركته وضربات أقدامه في الزقاق؛ يستظل أركان المكان ويستند على جدران المدن التي تعيش في وجدانه كيف لا ومدينته هي درة المدن ومهبط الأنبياء؟
القدس مرسومة على جبين كل الأحرار ولن تغيب ملامحها وسط تعرجات وخطوط العمر؛ خريطة فلسطين ممتدة في عروق بطل الرواية من الوريد إلى ذات الوريد في دورة حياته الكاملة.
رحلتي سيرة ومسيرة حافلة بالعمل والمصاعب وصولا إلى النجاح.
لقد امتلكت الكاتبة ذكاء خارقا في أسلوبها في السرد التدريجي لسيرة والدها (رجل الا?عمال العصامي ) فلم تتحدث بلسانها ولكن الحديث بلسان البطل؛ ليقص علينا رحلته السعيدة في معترك الحياة فصاغت الكاتبة الأحداث بأسلوب يجعل القارئ في حالة رغبة لا?كماله حتى يشبع فضوله لمعرفة ما ستكون عليه النهاية.
تبدأ الكاتبة بسرد تفاصيل الطفولة حيث ولد في الخليل لأب كريم معطاء وأسرة كبيرة ممتدة؛ فقد توفي والده وهو في السابعة من العمر وبدأت مرحلة العمل والكفاح معتمدا على نفسه في تأمين حياة كريمة لوالدته وإخوته فانتقل إلى القدس فعمل أجير فران، كان يحمل العجين الذي يفوق وزنه مع أقرانه ولم يأخذ قسطا من الراحة فلم يعش طفولته لم يلعب وتنقل في العمل ليبيع في محلات الخضار.
كان دائم التعطش للعمل كحاجة السمك للماء؛ عمل مع السياح، وحصل على ثقة وإعجاب كل من يتعامل معه كل هذا ضمن إطار زمني وبقيت تتحدث عن عمله من الصفر حتى وصل إلى ما وصل إليه فجمع ثروته بكد ومشقة.
أما عن القدس فيقول: هذه المدينة تعلم أهلها الكفاح والبطولة؛ ففي كل يوم تمنحنا درسا في النضال وصولا إلى المجد.
دخل المعترك السياسي فلا شيء يعلو على حب الوطن فكان يتابع الأوضاع والتفاصيل الإقليمية والوطنية، وانخرط في العمل الوطني وأصبح قياديا بارزا، وتنقل إلى عدة مدن مثل دمشق والسعودية لبنان الأردن أريتريا وصولا إلى السودان.
يقول البطل : إنني أحزن على حال العمل الوطني وعلى الجيل الحالي الذي يفتقد الثقافة والوعي لقد أصبحنا منقسمين متناحرين وخرجنا عن الهدف الأساسي للعمل الوطني مما جعل عدونا يزدهر ويكبر ونحن نتأخر وتتفكك؛ علينا أن ننبذ كل أشكال التعصب والعنصرية ليعود العمل الوطني منظما كما كان فيعود مجدنا وننتصر.
لم تكن الكاتبة فداء طه الإعلامية القديرة ترى والدها (بطل الرواية) كثيرا نظرا لانشغاله الدائم بالعمل؛ إنها شخصية تعتمد على نفسها وتسخر كل إمكاناتها وطاقتها لانجاز العمل المطلوب بأقل وقت وأفضل نتيجة؛ وتقول حتى أنه يوم الإجازة لم يكن يوما للراحة؛ ولكنه يوم لمواصلة العمل في الحديقة وفي البيت وتحضير الفطور فهو يوم عائلي بامتياز.
ولم تتوقف الإعلامية فداء طه عند هذا الحد بل تطرقت إلى قضية العصر، وهي وباء كورونا؛ فبدأ البطل بالحديث قائلا: جاءت أزمة كورونا وغيرت العالم وتوجهاته ونحن اليوم نعيش العالم الجديد بتفاصيل تبدو واضحة وما بعد كورونا ليس كما هو قبله فقد جاء اختبارا حقيقيا للجميع؛ وتمكنت في ظروف الحظر من العيش بمفردي بالوقت الذي كانت زوجتي بزيارة للعاصمة الأردنية عمان وحصلت الإغلاقات فمارست هوايتي بالعمل في إعادة صياغة المكان وتجميله فاعتنيت بالحديقة والأزهار وكنت سعيدا جدا.
فكل ظروف كورونا أعادتني إلى ذكرياتي مع الأوضاع والظروف الاقتصادية التي مررنا بها ونحن صغار وهي فترة الأربعينات فقد عشنا ظروف مشابهة بعد الحرب العالمية الثانية التي اندلعت عام1939وانتهت عام 1945 فكانت الظروف مماثلة تماما لما هو الحال مع كورونا، وخاصة في السودان التي أقيم فيها حاليا فحالها كحال كل دول العالم من معاناة بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة.
ويسهب البطل بالحديث عن أولاده وحبه لهم جميعا دونما تمييز فلديه خمسة عشر من الأبناء من ثلاث زوجات ولا يستطيع أن يبدأ يومه إلا أن يطمئن عليهم كلهم فهم عقده الفريد على حد وصفه.
ولأنه الإبن البار يتحدث عن والدته ودعواتها وأنها هي السبب فيما وصل إليه فقد كانت تدعو له على الدوام وكانت من الحافظات للقرآن وتعطي دروس فقه في المسجد الأقصى.
ويختتم بالحديث عن أمله الذي لا زال يكبر معه بالنصر؛ فهو الحلم الذي سيتحقق، كما يقول