Tuesday 16th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    08-Dec-2018

خُطبة الجمعة - م. فواز الحموري

الراي - موعد واجتماع أسبوعي يتجدد وينعقد مع ثقل الهموم ومشاكل الأيام الماضية، وموعد يتجدد لرفع الهمة مع خُطبة الجمعة والفترة القصيرة في رحاب بيت االله ومقصد الرجاء بمشاهدة الجيران والمعارف الكبار منهم والصغار.

صلاة الجمعة فرصة ليست اجتماعا أسبوعيا وحسب ولكنها وسيلة مناسبة للحديث عن مواضيع عديدة والخروج بعبر مفيدة ومعالجة سريعة لمواضيع محددة على الساحة الداخلية والخارجية إضافة لمناسبات خاصة.
يحضرنا منبر رسول االله الوسيلة القادرة على رص الصفوف وبث التفاؤل والوصول إلى قلوب وعقول الناس وإرساء الحوار الشامل مع الأمة على جميع مستوياتها؛ كان رسول االله صلى االله عليه وسلم إذا استجد على المسلمين أمر صعد المنبر وخاطب الأمة بصدق وأمانة وبقول الفصل.
نستذكر خطب المصطفى ومن على منبره وفي جميع المناسبات؛ يتقدم ويقدم الحلول ويترك الأمة على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، ونستذكر الأصل في خطبة الجمعة كما وردت عن رسول االله بان تكون جامعة وهادفة، ليست بالطويلة ولا القصيرة تعالج ما يستجد من أمور وتحديات وتقدم الحلول.
فضل يوم الجمعة عظيم من بين أيام الأسبوع؛ فيه يتجمع المسلمون ويلتقي بعضهم بعضا في يوم فيه ساعة مستجابة وفيه أجر عظيم ومغفرة من الجمعة إلى الجمعة إذا اجتنبت الكبائر.
قال النبيّ صلّى االله عليه وسلّم: (خيرُ يومٍ طلعت عليه الشَّمسُ يومُ الجمعةِ، فيه خُلِق آدمُ، وفيه أُدخل الجنَّةَ، وفيه أُخرج منها، ولا تقومُ السَّاعةُ إلَّا في يومِ الجمعة، (رواه الإمام مسلم).
وقال أيضاً: (إنَّ مِن أفضلِ أيَّامِكم يومَ الجُمعةِ، فيه خلَق االلهُ آدَمَ وفيه قُبِض، وفيه النَّفخةُ وفيه الصَّعقةُ؛ فأكثِروا علَيَّ مِن الصَّلاةِ فيه؛ فإنَّ صلاتَكم معروضةٌ علَيَّ (رواه ابن حبان).
كان من هدي النبي صلّى االله عليه وسلّم تعظيمه ليوم الجمعة، وإظهار المزيد من الطاعة والقُربات، وتعظيم شعائر االله تعالى، وذلك ابتداءً من الاغتسال، ولبس أجمل الثياب، والإنصات لخطبة الجمعة، والنهي عن الحديث فيها، وكان من سنّة الرسول صلى االله عليه وسلم أن يصعد المنبر إذا اجتمع المسلمون وقت الصلاة؛ فيخطب فيهم خطبتين بينهما جلسة خفيفة، وكان على المنبر كأنّه منذر جيش، وكان يقطع خطبته إذا طرأ طارئ، وكان من منهجه القِصَر في الخطبة، والإطالة في الصلاة. خُطبة الجمعة مناسبة عظيمة نتحدث عنها كمطلب حيوي للتفاعل بين الخطيب والمصلين وإبراز الكثير من الشجون والهموم والتطرق لمشاكل الحياة اليومية وإحاطة الناس بأمور دينهم. نتحدث عن جملة من الأمور ذات الصلة؛ الخطبة ذاتها والخطيب نفسه والدعاء وعن دور الخطبة العام في إذكاء روح الأمل والعزم والتصدي للتحديات بقوة لما تتعرض له الأمة الإسلامية من أزمات وعقبات وصعوبات. أحسنت وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية صنعا في اعتماد الخطبة الموحدة لتكون ذات صلة بقضايا الساعة وبحيث يترك للخطيب الحرية في معالجة موضوع الخطبة وفقا لذلك وبأسلوب شيق وممتع يراعي جميع مستويات المصلين وظروفهم الصحية والنفسية ويجذبهم لموضوع الخطبة باقتدار.
تأهيل الخطباء والوعاظ سياسة تنتهجها وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية وتحتاج هذه الجهود إلى متابعة حثيثة فبعض الخطباء تنقصهم مهارات الاتصال والتواصل والقدرات في إلقاء الخطبة بأسلوب مميز ومسل وممتع ونبرة صوتية مريحة للمستمع ومتلقي الخطبة.
حوالي ربع ساعة أكثر أو أقل قليلا هي الفترة الزمنية المعقولة لخطبة الجمعة ويمكن خلالها الإشارة إلى الكثير من القضايا ذات الصلة بموضوع الخطبة وكذلك لفت النظر إلى بعض الممارسات التي تحتاج إلى تنبيه وإرشاد وخصوصا لدى فئة الشباب والأجيال الفتية وجذبها لموضوع محدد وتناول ذكي وشيق يلبي الاهتمام اليومي بقضايا قد تبدو بسيطة ولكنها في نظر المتلقي والجالس في بيت االله مهمة لدرجة كبيرة.
شملتنا قبل فترة مجموعة من الإشاعات ولعل المسجد وخطيب الجمعة هما الأنسب لرصد ورد تلك الإشاعات من خلال جمع الصف ومحاربة الفتنة وقطع الطريق عمن يريد فساد المجتمع وإشاعة السوء ومحاربة الجميع من الملتزمين بالأخلاق الإسلامية السمحة.
لا بد من ترشيد خطاب السمو والرقي في المجتمع وترشيد عبارات الدعاء الغاضبة والتي تحشد النفوس للشر؛ فلم يرد أبدا في رسالة الإسلام السمحة أي اثر للدعاء الساخط والمتسلط على أي أحد، ولعل خلق الرسول الكريم عندما طلب منه ملك الجبال الإذن بخسف الجبال على فئة معينة، تدبر رسول الرحمة ودعا بحنان إليهم لعل االله يخرج منهم شخصا يدعو للإسلام.
خُطبة الجمعة موضوع حري بنا جميعا اعتباره من المحاور المهمة في أجندة الأسبوع؛ انه يمهد لأسبوع قادم وحوار يتسم بالحداثة والفكر النير والتخطيط السليم لمستقبل أمة.
بين الجمعة والجمعة ثمة مساحة يجب أن تتسع للعمل والعطاء والانجاز والقدوم للمسجد كيوم عيد أسبوعي ولبس أبهى حلة والاحتفال بيوم الجمعة على أفضل وأحسن صورة، هو خيرُ يومٍ طَلعت عليه الشَّمس؛ فيه خُلَق آدم، وفيه أُدخل الجنّة، وفيه أُخرج منها، ولا تقوم السَّاعة إلّا في يوم الجُمعة كما حدثنا عنه رسولنا الكريم ورواه مسلم .