Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    23-Oct-2017

الرياض والإتجاه الصحيح! - صالح القلاب

الراي - حطّت قبل أيام، يوم الأربعاء الماضي، في مطار بغداد أول طائرة ركاب سعودية منذ واحد وعشرين عاماً ولعلها مصادفة سعيدة ان يتوجه في هذا اليوم ذاته رئيس الأركان العراقي الفريق أول عثمان الغانمي على راس وفد عسكري عالي المستوى إلى الرياض استجابة لدعوة رسمية وحيث قام رئيس الوزراء هادي العامري، بزيارة جديدة وصفت بأنها في غاية الأهمية وحقيقة ان هذا يدل على ان السياسة التي اتبعتها المملكة العربية السعودية بالانفتاح على العراق العظيم الذي بلده لا عروبة والذي هو بلد العروبة يتحول إلى دولة هامشية ومجال حيوي وعلى الأصعدة كافة لإيران المجاورة التي ولشديد الأسف قد تحوّلت إلى دولة توسعية بغطاءٍ مذهبي بغيض بدأ العراقيون يدركون أهدافه السياسية التي لم تعد خافية على أي كان وبخاصة في هذه المنطقة التي غدت

مرجلاً يغلي بالاضطرابات المدمرة.
 
لقد جاءت مبادرة تعبيد الطرق مع العراق، جدار الأمة العربية الشرقي، من الرياض بتوجيهات ملزمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أطال االله عمره ولقد ثبت ان الأشقاء في بلاد الرافدين شعبا وحكومة واحزابا وانتماءات مذهبية كانوا بانتظار هذه الخطوة وهكذا فقد تيقن الجميع السعوديون والعراقيون من انهم جناحان لأمة واحدة وان هذه الامة تصبح مُقعدة وكسيحة اذا ابتعد هذان الجناحان عن بعضهما ولعل ما يُثبت هذا هو الحال التي اصبح العرب عليها ليس خلال الفترة منذ عام 2003 وانما قبل ذلك عندما ركبت شياطين الفُرقة من اتخذ قرار غزو الكويت في عام 1990.
 
والمفترض في ضوء هذا التقارب «الاستراتيجي»، الصادق بين قُطبين عربيين رئيسيين، وهذا ان ليس الرئيسيين، انه لا علاج لداء المذهبية والطائفية الذي تفشى كثيرا في الجسد العربي خلال السنوات الاخيرة إلاّ الالتزام القومي الاصيل الصادق والبعيد عن المناورات والألاعيب السياسية والمصالح الآنية، فالنكوص العروبي هو البيئة التي تنتعش فيها هذه الامراض القاتلة فعلا التي جعلت سورية، قلب
العروبة النابض حقاً وفعلاً، تتمزّق مذهبياً وعلى هذا النحو وجعلت الغزاة يتناهشونها وبحجج باطلة وسخيفة من بينها حماية مراقد آل البيت الذين هم جذر هذه الامة العظيمة التي بقيت محمية بقلوب وسيوف العرب منذ ان اصبحت دمشق عاصمة اول دولة عربية هي اول من ركب جنودها البحار عندما كان معاوية بن أبي سفيان والياً في عهد أمير المؤمنين العظيم الخليفة الثاني عمر بن الخطاب الذي
حرّم على العرب والمسلمين «سبي» المرأة العربية.
 
وهنا وبدون اي تعصب، وهذا مع اني اعتبر نفسي متعصبا قوميا كرد على ما يتعرض له العرب من استهداف تجاوز كل الحدود، فانه بالامكان القول إن هذا «النفس» العروبي هو الذي انهى حالة الارتباك التي عاشها العراق العظيم، منذ الغزو الأميركي في عام 2003 ،وهو الذي حسم الامور بالسرعة التي حُسمت بها وهو الذي حال دون التدخلات الخارجية المتدثرة بالبراقع الطائفية وهو الذي سيمنع افناء الاشقاء الاكراد الذين سيعطيهم حقوقهم طالما ان مشكلة هؤلاء الاساسية مع امم دول الجوار الاخرى وليس مع العرب الذين كانوا يعتبرون صلاح الدين الأيوبي، أحد أكبر رموز أمتهم وأحد الخلفاء الراشدين.
 
إن هذا التطور الواعد في علاقات هاتين الدولتين اللتين بدونهما لا عربا ولا عروبة هو الشمعة التي اضيئت في هذا الظلام المرعب الذي بدأت تغرق فيه هذه المنطقة العربية وهذا الوطن العربي منذ ان اصبحت المذهبية السياسية هي الطريق لكراسي الحكم في بعض دول العرب.. انه علينا ان نتفاءل فالعراق بدأ ينهض فعلا من كبوة نتمنى ان تكون عابرة والمؤكد ان المملكة العربية السعودية عندما اتخذت اول خطوة في هذا الاتجاه الصحيح فلأنها تعرف ان بلاد الرافدين هي الجدار الشرقي لهذه الامة ولانها تعرف ان استمرار حالة الانحدار هذه التي وصل اليها العرب ستؤدي الى الدمار الشامل والى اوضاع اسوأ كثيرا من الاوضاع التي تترتب على احتلال المغول والصليبيين «الفرنجة» والتي ترتبت على الحقبة العثمانية البغيضة التي انتهت بتسليمنا للغزو الأوروبي سلمت فلسطين، بدون تآمر بالطبع، للصهيونية الاستعمارية