Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    04-Jun-2019

كُردستان العراق في مَهبّ.. «الانقسام»!*محمد خروب

 الراي-لم يُسهِم انتخاب نيجيرفان بارزاني رئيساً جديداً لإقليم كردستان العراق خلفاً لـِ «عمَِّه» مسعود، في تبريد الأجواء المُحْتَقِنَة في الإقليم، وبخاصة بين الحزبين الكبيرين اللذين اقّتسما كعكة الحُكم, منذ توافقا قبل ستة عشر عاماً (بعد الغزو الأميركي/البريطاني عام 2003) على توحيد «الادارتين»، اذ كان الحزب الديمقراطي بزعامة كاك مسعود يحكم إدارة إربيل/دهوك، فيما واصل الاتحاد الوطني برئاسة جلال طالباني إدارة معقله في السليمانية وحلبجة، إلى أن جاء الغزو فمضيا الى اقتسام المناصب على نحو يُكرِّس «عُرّْفاً»، يكون منصب رئيس جمهورية العراق من حصة الاتحاد الوطني وكان للرئيس الراحل جلال طالباني، فيما أُوكلت رئاسة الإقليم لزعيم «الديمقراطي» مسعود بارزاني، وكانت الحال ذاتها في رئاسة برلمان كردستان وحكومة الاقليم.

 
مياه كثيرة تدفقت في مياه أنهار الإقليم، الزَّاب الكبير وشقيقه الصغير كما نهر دجلة، وتواصَلت الخلافات بين الحزبين اللذين خاضا حرباً أهلية كارثية، أفضت ضمن أمور أخرى إلى تقسيم فعلي للإقليم.. سليمانية/ اربيل لم يُخرِج كُرد الإقليم من تداعياته سوى الغزو الأميركي/ البريطاني.
 
لكن الثقة بينهما بقيت مفقودة ومُهتزّة، عكستها تحالفاتهما الإقليمية وعلاقاتهما مع بغداد، وأيضاً في مسألة الرواتب والمخصصات وخصوصاً الإدارة المنفصلة لقواتهما المُسلحة (البيشمركة) المُنقسمة بين ثُنائية..سليمانية/اربيل.
 
وكان أن «نضَجَت» فكرة الاستفتاء في ذهن كاك مسعود الذي حدّد يوم 25 أيلول 2017 لإجرائه، رغم المحاولات والنصائح التي بُذلت لثنيه عن الخطوة غير المحسوبة جيداً، إلا أنه اصر عليها مُراهِناً على وعود لم يلتزمها أصحابها الإقليميون والدوليّون، فكانت عقابيلها مثابة القشة التي قصمَت علاقة مهتزّة وصلت حدود التخوين والتواطؤ بعد سيطرة الجيش العراقي على كركوك وهزيمة بيشمركة بارزاني، وتنصّل الاتحاد الوطني من دعم الاستفتاء وتحميله رئيس الإقليم مسؤولية ما لحق بالمشروع الوطني الكردي.
 
انتخابات برلمانية (في الاقليم) جرت في 30 أيلول الماضي، اسفرت عن فوز باهر للديمقراطي (45 من 111) اسهمت في رفع معنويات جمهور الحزب ورئيسه مسعود، وكانت اقرب الى الهزيمة بالنسبة للاتحاد الوطني، الذي حصل على (21 مقعداً) فيما حل حزب كوران «التغيير» ثالثاً بـ«12» مقعدا وحركة الجيل الجديد » 8 مقاعد».
 
تركيبة افضت مؤخرا وبعد ثمانية أشهر الى انتخاب نيجيرفان بارزاني رئيسا جديدا للاقليم, رغم مقاطعة الاتحاد الوطني وحركة الجيل الجديد لجلسة برلمان الاقليم, لوّح بعدها «الاتحاد» بفض الشراكة مع الديمقراطي مُتّهِما إياه بنقض الاتفاق «الاستراتيجي» لتقاسُم المناصب والمسؤوليات.
 
راج أن الرئيس السابق كاك مسعود دخل على خط الوساطة، الا ان اصرار حزبه على ترشيح إبنه مسرور لرئاسة الحكومة، وايضا سعيه تسلّم رئاسة برلمان الاقليم، تدفع للاعتقاد بأن الهوّة بينهما آخذة في الإتساع ليغدو الاقليم برأسين، احدهما في اربيل والآخر في السليمانية، وهذا أمر مؤسف وشديد الخطورة على الكرد والمنطقة.