Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    10-Aug-2017

هكذا يتصرف الرجال العظماء - د. منجد فريد القطب
 
الغد- الأهم في زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني لفلسطين هو تجسيد لسيادة دولة فلسطين على أراضي 67، وذلك حسب المواثيق والمعاهدات الدولية التي تنص على ذلك وقرارات الأمم المتحدة بهذا الخصوص وفكرة إنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وبهذا يسود السلام بمنطقة الشرق الأوسط وهذا حلم أردني فلسطيني مشترك. 
الزيارة تأتي في ظروف صعبة تمر بها المنطقة على وجه العموم وفلسطين والحرم القدسي الشريف على وجه الخصوص. وبالوقت الذي تقف فيه فلسطين وحيدة أمام هذا العدو الشرس يأتي موقف الأردن بقيادته الهاشمية الحكيمة مدعوما بشعبه الوفي ليقف وقفة عز وشموخ ويؤازر فلسطين شعبا وقيادة شرعية حتى تتجسد وحدة الدم والعروبة بين الشعبين والقيادتين أمام الهجمة الشرسة من اليمين الإسرائيلي المتطرف الذي يسعى جاهدا لتجسيد فكرة يهودية الدولة.
وكما فعل سابقا بالحرم الإبراهيمي الشريف يحاول جاهدا أن يفعل بالحرم القدسي الشريف  لتقسيمه زمانيا ومكانيا، وبهذا يتحقق حلم بناء هيكلهم المزعوم، ولذا فعلى الفلسطينيين كسلطة وطنية شرعية تمثل طموحات وآمال الشعب الفلسطيني بالابقاء على الحرم القدسي تحت إشراف وزارة الأوقاف الأردنية ويبقى للهاشميين بقيادة الملك عبدالله الثاني مسؤولية المحافظة على هذا الإرث الديني والأخلاقي والحضاري للأمتين العربية والإسلامية، وأن تفكر السلطة الوطنية الفلسطينية بجميع مؤسساتها العاملة والفاعلة وعلى رأسها منظمة التحرير الفلسطينية بالانصهار في بوتقة الوحدة الوطنية في أرجاء الوطن الفلسطيني، كما يجب الاستفادة بهذا الوقت بالذات من حكمة ورصانة وعقلية الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن لكي يرتاح الشعب الفلسطيني ولو قليلا من هذا العبء الموضوع على عاتقه عربيا وإقليميا ودوليا.
ولا بد في هذه العجالة من التأكيد على أن الانقسام الفلسطيني الفلسطيني حرف الى حد كبير البوصلة الموجهة نحو القدس، فاسرائيل هي المستفيد الوحيد من الصراع وتتخذ منه ذريعة لتمرير مخططاتها الاستيطانية المستشرية في الأراضي الفلسطينية ولتمرير مشاريعها الاستعمارية من السيطرة على مياه جوفية واحكام قبضتها الحديدية على المقدسات بشقيها الاسلامي والمسيحي واحداث شرخ في اللحمة والنسيج الاجتماعي والسياسي والاقتصادي الفلسطيني، وخلق بيئات لتفريخ قوى التطرف كمصلحة لديمومة اسرائيل واستمرارية تفوقها الاستراتيجي بالمنطقة العربية.
ولا ننسى أن هناك أمورا يراها جلالة الملك ببصيرته الثاقبة في كثير من الأمور التي تقع حاليا بالمنطقة من هجمة لعدو إسرائيلي متطرف إلى واقع عربي صعب ومفكك، عدا عن أن هناك فئات تتاجر بالدين الإسلامي وتصبغه بالدم مع أنه دين رحمة وسلام وتسامح وعدالة اجتماعية، وهناك المد الإيراني وتأثيره في سورية ولبنان والعراق واليمن، واستهدافه لدول الخليج كالبحرين، وركوب موجة ما يسمى بالربيع العربي وخلط الأوراق العربية والخليجية والاقليمية، لذا فعلينا جميعا تثمين الموقف الأردني الذي بقي رغم اعبائه الكثيرة وتحمله قضية اللاجئين وضعف الموارد والامكانيات شامخا بوجه كل هذه الصعاب مع إخوته وأشقائه الفلسطينيين داعيا الى لم الشمل العربي واستصدار قرارات أممية كقرار اليونسكو التاريخي الذي بدد مزاعم اسرائيل ومنعها من تزوير التاريخ والاستيلاء على الأماكن المقدسة وطمس هويتها العربية والاسلامية والمسيحية والادعاء زورا وبهتانا بأن القدس مدينة المدائن وحاضنة مقدساتنا هي عاصمة يهودية.
هكذا يتصرف الرجال العظماء، وبشدة الظلمة يظهر نور الأمل بالحياة الكريمة لشعوب هذه المنطقة.