Wednesday 1st of May 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    31-Jan-2018

الجنوب اليمني : مخاطر «التشطير» !! - صالح القلاب

الراي -  بعد مذبحة المكتب السياسي في 13 يناير 1986 صدرت إحدى الصحف اللبنانية بعنوان كبير على الصفحة الأولى يقول:»جُنَّت عدن» وليس جنة عدن وحقيقة أن تلك المذبحة التي إرتكبها الرئيس علي ناصر محمد كانت جنوناً إنتهى بتلك الدولة إلى الإرتماء في أحضان الرئيس علي عبداالله صالح الذي إختار «تلطُفاً» علي سالم البيض نائباً «شكليا» له وهنا فإنه لا بد من الإشارة إلى أن ما أجبر الجنوبيين على هذا الإرتماء هو إنهيار الإتحاد السوفياتي الذي كان يعتبر الحاضنة السياسية والإقتصادية ..والعسكرية لدولتهم .

الآن يبدو أن عدن قد «جُنَّتْ» مرة ثانية بالفعل إذا كان ما حصل فيها ومايحصل هو إنقلاب عسكري جديد يضاف إلى العديد من الإنقلابات العسكرية السابقة وأنه إنقلاب «تشطيري» وحقيقة أنني إلى الآن أستبعد أنْ يكون الحزب الإشتراكي وأيٍّ من الرئيسين السابقين علي ناصر محمد وعلي سالم البيض متورط في هذا التطور فالوقت ليس وقت إنقلابات عسكرية واليمنيون، الذين لا يستحقون إلا الخير والإستقرار، لا ينقصهم المزيد من الهموم بالإضافة إلى همومهم الموجعة الحالية وهم ليسوا بحاجة إلى حروب جديدة تضاف إلى هذه الحرب الطاحنة التي من الواضح أنّ نهايتها غير قريبة .
لكن ومادام أنَّ النفوس أمارة بالسوء فإنه غير بعيد أن يكون الشيطان ومعه شياطين آدمية كثيرة قد وسوس في صدور بعض قادة الحزب الإشتراكي الذين لا زالوا يحنون إلى ذلك الماضي الذي أصبح بعيداً والذي لم يكن وفي كل الأحوال :»لا جنة ولا هُمْ يحزنون» والذي إن هو عاد فإنه سيكون وبالتأكيد أسوأ كثيراً من الذي سبقه وسيؤدي إلى صراعات لا نهاية لها وإلى تدخلات خارجية ليس عربية وفقط لا بل ومن كل فجٍّ عميق!!.
إن الوطن العربي يشهد الآن تمزقاًّ جغرافياً ووجدانياً وسياسياً غير مسبوق مما يعني أن العودة باليمن إلى مرحلة «التشطير» ستنتقل عدواها إلى بعض الدول المجاورة والبعيدة فهناك حاليا هذا الوباء المذهبي الذي بثت إيران جرثومته اللعينة في العديد من الدول العربية:»العراق وسورية ولبنان واليمن».. نعم اليمن لأن إرتباطات الحوثيين لا علاقة لها بالتشيع النظيف والصادق والجميل ولا بالمذهب الزيدي الذي يتآخى تآخياً فكرياً مع المذاهب الأربعة السنية الحنفي والشافعي والمالكي والحنبلي.
وعليه فإن العودة لـ «التشطير» الآن، بينما يعيش اليمن وتعيش بعض الدول العربية هذه الصراعات المذهبية والطائفية المصدرة من إيران الفارسية، ستكون جريمة تاريخية لا بل أنها ستكون أم الجرائم وهنا فإنه بإمكان الأشقاء الجنوبيين أن يتحلوا بالمزيد من الصبر والتحمل وإلى أن يتخلص بلدهم الكبير من محنته الحالية ويصبح بإمكانه الأخذ بأفضل الصيغ «الفيدرالية» التي تحقق لهم الشعور بأن لهم هويتهم الخاصة وأن لهم كيانهم الخاص وإنْ في إطار واسع كبير.. وواعد هو اليمن بحدود ما بعد عام 1990.