Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    14-Aug-2017

البخيت: المجتمع الأردني خبير في التكيّف مع الظروف المختلفة

 رئيس الوزراء الأسبق يدعو للتأمل بالخلفيات التي تشكّل الشخصية الأردنية المعاصرة

 
عمّان- الغد - استعرض رئيس الوزراء الأسبق معروف البخيت ثلاث خلفيات رأى أنها "أثرت بشكل مباشر في تشكّل الشخصية الأردنية المعاصرة"، مشيرا الى أن فهم هذه الشخصية ورسم ملامحها المستقبلية يتطلبان التوقف عند هذه الخلفيات.
في مقدمة هذه الخلفيات، بحسب ما قال البخيت بمحاضرة له بعنوان "محطات من تطور الشخصية الوطنية الأردنية" بمنتدى الفكر العربي الاثنين، "البنية الاجتماعية الأردنية والتقاليد الثقافية الاجتماعية المستندة على احترام البُنى الاجتماعية القرابية وعلى رأسها العشائر، بمفهومها الاجتماعي والقيمي النبيل، القائم على الكرم والبذل والتكافل الاجتماعي، وليس بمفهومها ووظائفها السياسية".
وقال إن نمو المجتمع الأردني ونضجه وتطوره خلال أكثر من قرن ونصف جاء بظل ما سمّاه "حالة طوارئ تاريخية" لم تتوقف بدءاً من الصراع والنضال ضد الهيمنة العثمانية إلى النضال للتخلص من الانتداب البريطاني، وصولاً إلى الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، ثم الصراعات المحيطة التي لم تتوقف.
وأشار إلى أن المجتمع الأردني بنى دولته ومؤسساته في ظلّ حالة من الندرة؛ "أي بموارد محدودة وظروف صعبة، ما جعل الأردنيين خبراء بإدارة الندرة والتكيّف مع هذه الحالة في إدارة الموارد الطبيعية والمياه والطاقة وغيرها، وهي الحالة أيضاً التي أوجدت لديهم القدرة والمراس على التكيف مع ظروف مختلفة".
ووصف البخيت الشخصية الأردنية بأنها بنّاءة بالرغم من واقع الندرة، مشيراً إلى ملامح من تطور التعليم والرعاية الصحية والمياه وسائر الخدمات خلال العقد الأول من نشأة الدولة الحديثة أو إمارة شرقي الأردن منذ العام 1921، ما يوضح حجم النقلة النوعية ومستواها بالقطاعات الأساسية، والانتقال بالبلاد إلى مرحلة جديدة مؤسسية، تأسست عليها تالياً نهضة الأردن واستقلاله.
وأوضح، أن لشخصية المغفور له الملك المؤسس عبدالله بن الحسين، الدورَ الكبير بتحديد صورة وملامح الدولة الأردنية، وتعزيز قيم الاعتدال والوسطية والانفتاح، "وهو ما ميّز القيادة الهاشمية على مر العصور، فكان الملوك الهاشميون، دوماً، يتمثلون رسالة الثورة العربية الكبرى، وقادوا مسيرة شاقة للبناء والنهضة وتأسيس الدولة الحديثة".
وأكد أن الأداء الديمقراطي، "بصرف النظر عن مسمّاه أو شكله أو مستوى نضجه، كان لافتا في الحالة الأردنية منذ ما قبل تأسيس الإمارة، ويمكن القول إن النزعة نحو الديمقراطية والشراكة، ورفض الاستئثار والاستبداد، هي نزعة أصيلة في الشخصية الوطنية الأردنية، بدليل تعامله مع الأحداث السياسية الكبرى بالمنطقة بمنطق التشارك والحوار والنقاش العام على قاعدة التمثيل، منذ مؤتمر "أم قيس" الشهير العام 1920، مرورا بتشكيل الحكومات الأولى التي سبقت قيام الدولة الحديثة".
وأشار، في هذا الصدد إلى أن وزارة المرحوم حسن خالد أبو الهدى الثالثة 17 تشرين الثاني (نوفمبر) 1929 تشكلت من ست حقائب وزارية، شغل ثلاثا منها أعضاء من المجلس النيابي هم: علاء الدين طوقان، عودة القسوس وسعيد المفتي، ما يعني أن نصف عدد الوزراء كان من النواب.
وقال: إن هذا الشكل من التعبير الديمقراطي الحضاري المتقدم ربما يكون أول شكل ناضج ومنجز للديمقراطية، على مستوى الإقليم، خصوصاً، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار، استمرارية التجربة، وعدم انقطاعها، كما حدث تالياً في مصر أو العراق، مع نهاية العهد الملكي الدستوري فيهما، وانتقالهما إلى تجارب أخرى، ابتعدت عن النمط البرلماني الملكي الدستوري.
وفي عهد الاستقلال، وبشكل خاص، مع خمسينيات القرن الماضي، حقق الأردنيون "إنجازاً مهماً واستثنائيا"، مع قيام حكومة المرحوم سليمان النابلسي من 29 تشرين الأول (أكتوبر) 1956 - 10 نيسان (ابريل) 1957 بوصفها حكومة استكملت كافة شروط ومواصفات الحكومة البرلمانية.
وقال البخيت "قد تكون هذه الحكومة بالذات، هي أول، وربما أيضاً، آخر حكومة يشهدها الإقليم العربي كله، تقوم على أساس مواصفات برلمانية حزبية ديمقراطية كاملة، ما يُسجّل للأردن، بقيادته ومؤسساته وأحزابه المعارضة، فضل السبق، وعياً وإنجازاً وتطوراً ديموقراطياً".
وأشار البخيت الى مؤسستين ساهمتا باستكمال نضوج الشخصية الأردنية المعاصرة خلال العقود الماضية، "هما: المؤسسة العسكرية التي أعادت إنتاج الشخصية الأردنية وأطّرتها وطنياً، والمؤسسة التعليمية التي عملت على عملية إعادة إنتاج موازية للشخصية الأردنية ولكنها معرفية وتأهلية".
وفي إطار قراءته لعناصر تكوين الشخصية الأردنية تاريخياً، أكد البخيت ضرورة التمييز بين التاريخ الحافز والتاريخ العبء، موضحاً أن "قوة الدولة من زاوية القوة الناعمة تعد التاريخ المركزي للدولة مصدراً أساسياً لقوتها، لأنه أحد الأسس المرجعية لتشكل الشخصية الوطنية"، مبينا أن الأردن ينتمي جغرافياً وثقافياً لمنظومة بلاد الشام، إلا أنه متداخل ومشتبك جغرافياً وديموغرافياً مع الجزيرة العربية ومصر.
وقال، إن المجتمع الأردني تشكّل من مسلمين ومسيحيين التحموا معاً بشخصية واحدة ومنظومة متكاملة، وكانوا دائماً نموذجاً للتآخي. وقام المسيحيون الأردنيون بدور كبير ورائد في مجال التعليم ومكافحة الأمية، ولاحقاً في مجال جمع وحماية التراث، وخلال عهد الإمارة كانوا رواداً في الإدارة العامة وفي المعارضة الحزبية، والصحافة والإعلام، وفي التأسيس للمدنية الأردنية.
وكان أمين عام المنتدى محمد أبو حمور قال في كلمة تقديمية إن الحديث عن الشخصية الوطنية الأردنية، هو "حديث عن نموذج عربي التكوين، مرتبط بهوية الأردن العروبية والإسلامية الحضارية والثقافية". واصفا الشخصية الأردنية بأنها "نهضوية بنّاءة وإيجابية، طامحة للتحرر والاستقلال والتقدم".
FacebookTwitterطباعةZoom INZoom OUTحفظComment