Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    05-Feb-2018

ذرائع العربدة «الصهيواميركية»: «السارين», «البلوك التاسع».. و«مصنع الصواريخ» (2/2) - محمد خروب

 الراي - قد تُسهِم تداعيات إسقاط المقاتلة الروسية سو25 ومصرَع قائدها, في تبريد نسبي وإن غير مؤكد, لحملة التحريض بنفاق استعماري عنصري معروف..بريطانيا وفرنسا وبعض «الكيماوي» التي تشنّها واشنطن ضد دمشق (تُسانِدها العرب.. كالعادة), إلاّ أن الإدارة الأميركية التي سارعت للتنصّل من مسؤوليتها عن تزويد الجماعات الإرهابية بصواريخ «ستينغر» ارض ــ جو المحمولة على الكتف,وزَعْم المتحدِّث باسم البنتاغون «ان الولايات المتحدة لم تمُد اياً من القوات الحليفة في سوريا بأي اسلحة كهذه , ولا تنوي القيام بذلك في المستقبل», لن يعيقها من مواصلة تصعيد اتهاماتها في هذا الشأن, بهدف عرقلة مساعي الحل السياسي للأزمة السورية, والتي شكّلت نتائج مؤتمر الحوار السوري في سوتشي محطة مهمة على هذا الصعيد. وفق ما قال انطونيو غوتيرش امين عام الأمم المتحدة, رغم ان وزير الدفاع الأميركي ماتيس قلّل من اهمية «سوتشي» وادّعى انه «لم يُحقِّق نتائج تُذكَر».

إدارة ترمب مُصرَّة على تحقيق أهدافها «الخمسة» التي حدّدها وزير الخارجية تيلرسون في كلمة له بجامعة ستانفورد رفيق الحريري لشؤون الشرق الأوسط في مجلس ,جاءت على النحو التالي (على ما جاء في مقال لمدير مركز الأطلسي..فريدريك سي.هوف):
1-إلحاق هزيمة «دائمة» بتنظيمي داعش والقاعدة.
2» -سورية مستقِرة, موحّدة ومستقِلة, تحت قيادة.. «ما بعد الأسد».
3 -نفوذ إيراني «مُتلاشٍ» في سورية.
4 -ظروف مواتية لعودة اللاجئين المشرّدين «داخلياً» الى ديارهم.
5 -سورية «خالية من اسلحة الدمار الشامل».
الأهداف الثاني والثالث والخامس هما «زبدة» حملة التحريض الأميركية المسعورة «الجديدة» على دمشق, أما الباقي منها... فمجرّد تزيّد وكذب وتجميل لقباحات إمبريالية. معروفة.
ماذا عن أكاذيب ومبالغات نتنياهو..في شأن مصنع الصواريخ الإيرانية «دقيقة التوجيه», الذي يزعم أن طهران بدأت إقامته في «لبنان»؟
تقول اسرة تحرير صحيفة هآرتس الإسرائيلية في افتتاحيتها:»....إن تهيئة الرأي العام الإسرائيلي والدولي, هي بشكل عام خطوة اولية ضرورية لعملية عسكرية, ومن هنا ايضا التخوّف الذي يثيره هذا الخطاب. يمكن بالطبع ان نفترِض بأن التهديدات تأتي لردع ايران ولبنان , ولتشجيع الأسرة الدولية على التدخّل او لحمل الحكومة اللبنانية على وقف المخطط الإيراني. ولكن..تتساءل الصحيفة, ماذا إذا تبدّد هذا الإفتراض,ولم ترتدِع ايران؟ هل اسرائيل ملزمة في حينه بالخروج الى..حرب؟
.. تواصِل اسرة تحرير الصحيفة الإسرائيلية:»...إن حكومة اسرائيل مُلزَمَة بالتالي تجاه مواطني اسرائيل بتفسير دقيق,موضوعي ومقنِع...لماذا بالذات يُغيِّر مصنع صواريخ في لبنان الميزان الإستراتيجي , بشكل يستوجِب خروجاً للحرب؟. على الحكومة أن تَعرِض على الجمهور, تقديرات الوضع بالنسبة الى عدد القتلى المُتوقّع,الضرر للبنى التحتية المَدنيّة والكلفة الإقتصادية المقدّرة, مقابِل الخطر الذي في إقامة مصنع الصواريخ. للجمهور (تستطرِد) أن يسأل إذا كانت اسرائيل ستخرج الى حرب في غزة أيضا, كي تدمِّر مخزون الصواريخ الذي يُهدِّدها؟ وهل ايران ايضا ستصبح هدفا بسبب الصواريخ الباليستية؟
أياً كانت ادعاءات نتنياهو بعدم السماح لايران بالتمركز في سوريا, فإن وسائل الإعلام الاسرائيلية بمختلف توجهاتها, أكدت ان نتنياهو وجد «صداً» من بوتين في سوتشي, لافِتة ان نتنياهو وليبرمان يريدان بقرعهما طبول الحرب, تهيئة الجبهة الداخلية والرأي العام لحرب جديدة، دون ان يُعيرا اي اعتبار الى حقيقة ان لدى حزب االله من القوة, ما يحول دون اسرائيل والقدرة على كسب حرب مدمرة كهذه.. متسائِلة عمّا إذا كان من الحكمة الذهاب الى حرب غير مضمونة النتائج؟ أم... «التعايش» مع وضع كهذا؟
كذلك من الأهمية ربط كل هذا الضجيج «الحربي» الاميركي الاسرائيلي, بما يواجه ترمب ونتنياهو من مصاعب سياسية وقانونية كل في بلده, والاحتمالات المفتوحة لانعكاس نتائج التحقيقات الجارية الآن, سواء ضد ترمب حول التدخل الروسي المزعوم في الانتخابات الرئاسية الأميركية, ام في ما خصّ نتنياهو بملفاته الاربعة, وآخرها ملف الغواصات الذي بدأ يُطبِق عليه، ما «يجبرِهما»... العمل بكل الوسائل وبخاصة عبر إفتعال الأزمات والتلويح بالحروب وفرض العقوبات وتكرار الإشارة الى شعار «أميركا أولاً لشد عصب الأفنجيليين والمتعصبين البيض في الحال الأميركية, فيما يواصل نتنياهو الإيحاء لمعسكر الفاشين والمستوطنين وانصار ارض اسرائيل الكاملة, بأنه لن يتخلى عن قناعاته الأيديولوجية أو يساوم على الأرض التي منحها «الرب»..لليهود, حيث لا مكان لِـ»الأغيار» في ارض اسرائيل غير مكانة الحطّابين والسقّائين,,في محاولة لإبعاد الانظار عن امكانية انتهاء او تضرّر مستقبلهما السياسي والشخصي في المدى المنظور.
غير ان ما يمكن التكهن به حدود التأكيد, ان عدوانيّهِما المحتمَلين.. لن يكونا نزهة وسيدفعان ثمناً باهظا لأي حماقة يُقدِمان عليها, سواء بشكل عدوان منفرد أم على نحو مشترَك.
kharroub@jpf.com.jo