Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-Oct-2017

«ليلة الكريستال» في القدس! - محمد كعوش

 

الراي -  في الوقت الذي كان فيه ممثلو حركتي فتح وحماس يحتفلون في القاهرة بتوقيع اتفاق المصالحة وانهاء حالة الإنقسام والإنفصام، كان المستوطنون المتطرفون يحطمون زجاج السيارات والواجهات التجارية وزجاج نوافذ البيوت والإعتداء الجسدي على السكان في بعض احياء القدس المحتلة في الليل والنهار بشكل متوحش يشبه « ليلة الكريستال» في شتوتغارت وبعض المدن الألمانية، وابطالها من النازيين العنصريين.

قرأت عن ليلة الكريستال، أو الزجاج المكسور، في اكثر من مصدر، وشاهدت فيلما سينمائيا أميركيا بثته فضائية عربية اخيرا، يروي تفاصيل احداث تلك الليلة التي وقعت احداثها قبل ثمانين عاما في مدن المانية ضد اليهود، ارتكب خلالها شبيبة هتلر والجستابو ورجال النخبة النازية اعمال عنف ضد اليهود، وهي من الأحداث التي دفعت بالكثيرين من يهود ألمانيا الى الهجرة لفلسطين حيث وجدوا لهم أماكن آمنة مستقرة.
 
ما حدث في القدس المحتلة من جرائم عنصرية ارتكبت بحق سكانها واهلها العرب يشبه الى حد بعيد ما حدث في المانيا، الثابت أن «شبيبة نتانياهو» والعنصريين من الأحزاب اليمينية المتطرفة يمارسون عقدة الأضطهاد ويرتكبون الجرائم اللاانسانية واللااخلاقية في الأراضي المحتلة وهي تمثل اكبر انتهاك ضد حقوق الأنسان، في غياب عربي كامل.
 
يقولون أن الأنقسام الفلسطيني هوسبب هذا الأنهيار، وهو الذي شجع حكومة اليمين في تل ابيب على تنشيط حركة الأستيطان وتفعيل مشروع التهويد. واعتقدنا ولا نزال، أن المصالحة الوطنية هي لخير الشعب الفلسطيني ووحدته، ولكن هناك اسئلة كثيرة مطروحة أمام كل فلسطيني وعربي تتمحور حول الخطوات التالية، فالمصالحة وحدها غير كافية.. ماذا بعد ؟
 
هناك همس ومخاوف في الشارع الفلسطيني والصالونات السياسية العربية حول تسوية جديدة غير عادلة للقضية الفلسطينية برعاية اميركية ، وهناك تساؤل حول الخيارات الفلسطينية المستقبلية الممكنة ، وشكل وحجم مشاركة حماس في السلطة الأئتلافية بين الفصائل الفلسطينية ، اضافة الى مصير سلاح حماس والتنظيمات الأخرى في غزة.
 
الذين يتساءلون غير متفائلين ، لأن وضع المنطقة يغشاه الضباب ويلفه الغموض ، ويبدو ان صمود سوريا سيغير شكل التحالفات والمصالح الأقليمية والدولية ، اضافة الى ان الرئيس ترمب غرق في ملفات أخرى مثل التحدي المتبادل بينه وبين الزعيم الكوري الشمالي « أبو الصواريخ « ، كما هو مشغول اليوم بملف النووي الأيراني ، والتطورات في فنزويلا ، وخلافاته مع دول الأتحاد الأوروبي ، بعدما انسحب ، أو سينسحب من معاهدات دولية متعددة.
 
وأكثر من ذلك ترمب وعد ناخبيه من المحافظين المتشددين باعادة الولايات المتحدة الى سابق عظمتها ، لذلك قسّم التاريخ والعالم الى شطرين نصفه للأخيار ونصفه للأشرار وهو يشتبك مع النصف الآخر حسب تصنيفاته ومفاهيمه ومقاييسه ، حتى بتنا لا نعرف الى أين يقود الولايات المتحدة والعالم.
 
أمام هذا المشهد نرى ان على السلطة الفلسطينية ، بعد المصالحة ، أن تسعى الى استراتيجية تعدد الخيارات ، بعدما وهب االله العرب والعالم نعمة الصمت أمام كل هذه الجرائم التي يرتكبها خصوصا في القدس المحتلة ، التي تعاني من ليالي الكريستال في كل وقت ، بهف تهجير اهلها وسكانها لتنفيذ مشروع التهويد ، فهم يريدون «أسرائيل يهودية « لكل اليهود