Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    03-Aug-2017

اللامركزية والانتخابات..! - د.جورج طريف
 
الراي - ايام معدودة تفصلنا عن اجراء الانتخابات البلدية وانتخابات مجالس المحافظات (اللامركزية ) في كافة الدوائر الانتخابية في المملكة باشراف الهيئة المستقلة للانتخاب التي أعلنت جاهزيتها لمتابعة العملية الانتخابية بكافة مراحلها وسعيها للتطور في أدائها، تطبيقاً لأفضل الممارسات والمعايير الناظمة للعملية الانتخابية في الشفافية والنزاهة وذلك بالتعاون مع مختلف الشركاء في العملية.
 
اجراء الانتخابات البلدية اصبح لدينا في الاردن أمرا روتينيا وطبيعيا من حيث عملية اجرائها المتواصل منذ فترات طويلة، غير أن ما هو جديد في الأمر هو انتخابات مجالس المحافظات التي تعد التجربة الأولى التي تجري في الأردن بتوجيهات من جلالة الملك عبدالله الثاني وتطبيقا لعملية الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي التي بدأت مراحلها منذ سنوات وصولا الى تكريس النهج الديموقراطي في مختلف نواحي الحياة.
 
ومما لا شك فيه أن الوصول الى مجالس محافظات منتخبة وتطبيق اللامركزية في محافظاتنا كما ورد في قانونها وأنظمتها بالطريقة التي تحقق أهدافها سيشكل نقطة تحول كبيرة على طريق الديموقراطية، وسيؤدي الى كثير من التغييرات الايجابية التي تؤطر دور نائب المستقبل بطريقة تجعله يتفرغ للاهداف المرجوة منه ومن المجلس النيابي وهو الرقابة والتشريع وترك مسؤولية المحافظات بمشاكلها الخدمية ومتطلبات تحسينها وتطويرها وتنميتها الى مجالسها المنتخبة.
 
وعلى الرغم مما بذلته ومازالت تبذله الهيئة المستقلة للانتخاب ووسائل الاعلام المختلفة في حملاتها التوعوية ومحاضراتها وندواتها وورشات عملها بهذا الشأن الا أنه ومن خلال متابعتنا واطلاعنا ومشاهداتنا نلاحظ عدم وضوح الرؤية بالنسبة للعديد من المواطنين بشأن مفهوم اللامركزية ، الأمر الذي يتطلب من الهيئة وكافة الدوائر المعنية بالعملية الانتخابية بما فيها وسائل الإعلم المختلفة ضرورة الأستمرار في التوعية عبرمختلف الوسائل المتوفرة وتكثيف حملاتها في المحافظات والالوية ضمن الوقت المتبقي والمتاح لضمان نجاح هذه العمليةوضمان مشاركة المواطنين بفعالية تامة.
 
تكوين مجالس المحافظات وتطبيق اللامركزية خطوة اصلاحية في الاتجاه الصحيح تحقق رؤية جلالة الملك في الوصول الى أكبر قدر من االمشاركة الفاعلة للمواطنين في صنع القرار ، وفتح المجال لهم للادلاء برأيهم بكل حرية، واحترام الرأي والرأي الآخر،والتعددية السياسية تعزيزا لمسيرتنا الديموقراطية.
 
وأملنا كبير في الهيئة المستقلة للانتخاب التي يقع على كاهلها العبء الأكبر وباقي الدوائر والمؤسسات المعنية بالعملية الانتخابية في العمل على ضمان إجراء انتخابات نيابية نزيهة وشفافة تتوافق مع المعايير الدولية، وبما يكفل إعادة ثقة المواطن بالعملية الانتخابية ومخرجاتها، ومعالجة تراكمات الماضي السلبية والبناء على ما تم تحقيقه من إنجازات وخطواتٍ إصلاحية بصورة تعكس وجه الأردن الحضاري.
 
tareefjo@yahoo.com