Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    06-Feb-2018

الأردن مؤهل لقيادة المنطقة في مجال السياحة التعليمية - د. ابراهيم بظاظو

الراي -  يتمتع الأردن بعدد كبير من مقومات صناعة السياحة التعليمية والتي تؤهله فعلياً لقيادة المنطقة؛ لما يتمتع به من موقع جغرافي متوسط بين دول المنطقة، ونقطة اتصال وتواصل بين الأقاليم، وتمتعه بالأمن والاستقرار، وتوسع آفاق صناعة تكنولوجيا المعلومات في الأردن، والبنية التحتية للاتصالات،إضافة إلى كون الأردن مقراً للعديد من الشركات والمؤسسات الدولية في صناعة التعليم على مستوى الشرق الأوسط. مما يتوجب تحويل استراتيجيات الجامعات الأردنية للاستثمار في مجال السياحة التعليمية في المنطقة، لذا يجب العمل على جعل الجامعات الأردنية مركزا إقليميا ودولياً في مجال السياحة التعليمية، وذلك من خلال الميزة النسبية للموارد البشرية المؤهلة في الأردن، كما أن للحكومة دوراً قوياً وحيوياً في إنجاح هذا القطاع من خلال خلق البيئة المناسبة، مما يستوجب الشراكة الفاعلة بين الجامعات الحكومية والخاصة كجامعات وطنية للعمل سوياً لترويج خدمات السياحة التعليمية في الأردن على غرار الدول المتقدمة في هذا المجال، من أجل تحقيق الفوائد الاقتصادية المستدامة للإقتصاد الأردني.

تتمثل القيمة المضافة في السياحة التعليمية بمعدل إنفاق عال للطالب الوافد 6 أضعاف نصيب الفرد الأردني من الناتج المحلي الإجمالي، فمجمل العائدات المترتبة على كل طالب وافد فتصل بالمتوسط الى 15 ألف دولار سنوياً لتشمل الرسوم والمعيشة الأمر الذي يجعل من الاستثمار الوطني في هذا الاتجاه استثمارا ناجحا، أما القيمة المضافة للسياحة التعليمية تصل إلى 60 بالمئة، وقد بلغ عدد الطلبة الوافدين في الجامعات الأردنية لعام 2016 حسب الجنسية ومنها، الجنسية الفلسطينية 8281 طالبا، والعراقية 5834 طالبا، والسورية 5641 طالبا والسعودية 1496 طالبا، والعمانية 1186 طالبا، والمصرية 786 طالبا، واليمنية 1229 طالبا ،اما الوافدون من الأجانب فكانت أكثر الجنسيات على التوالي هي: الماليزية 2461 والتايلندية 366 طالبا، والصينية 279 طالبا والأمريكية 240 طالب، والنيجيرية 193 ،والتركية 169 طالب. على الرغم من كون الجامعات الأردنية من أهم الجامعات على المستوى الإقليمي، لما تمتلكه من قدرات هائلة مكنتها من متابعة التطور الهائل في شتى ميادين الحياة المعرفية والعلمية، إلا أن الأرقام بأعداد الطلبة الوافدين متواضعة، ويرجع ذلك إلى عدد من الأسباب والتي تتمثل بضعف استراتيجيات توجه الجامعات الأردنية نحو التعليم الدولي والسياحة التعليمية ويتضح دلك من مراجعة استراتيجيات وخطط الجامعات، إضافة إلى ضعف التوجه التسويقي نحو استقطاب الطلبة الأجانب، ويتبين من خلال قلة فاعلية الوحدات الادارية التي تستند اليها مهام ادارة الطلبة الوافدين في بعض الجامعات الأردنية، وعدم وجود خطة استراتيجية تسويقية تستهدف استقطاب الطلبة الدوليين في معظم الجامعات الأردنية، وعدم وجود متابعة وتحليل أوضاع الخريجين الوافدين والتواصل معهم، إضافة إلى انعدام التنسيق بين الجامعات ووزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة لترويج السياحة التعليمية على غرار الدول المتطورة في هدا النمط من السياحة.
 
وبناء على ما سبق يجب تفعيل المواقع الالكترونية للجامعات لتسويق خدمات السياحة التعليمية وتوفير كافة المعلومات للطلبة الراغبين بالدراسة في الأردن بعدة لغات حسب الأقاليم المستهدفة بعملية التسويق، والعمل في بوتقة واحدة بين الجامعات الحكومية والخاصة بالتعاون مع هيئة تنشيط السياحة لتخصيص مخصصات مالية وبشرية لغايات الحملات الترويجية والسفر لاستقطاب طلبة من جنسيات مختلفة، والتعاقد مع شركات متخصصة لخدمات الطلاب الدوليين، ويجب أن تقوم هيئة تنشيط السياحة بدورها في اشراك الجامعات في المعارض المخصصة في مجال التعليم العالي التي تقام في بعض الدول العربية والأجنبية والعمل بروح الفريق الواحد. يعتمد تطور السياحة التعليمية على تعميق الترابط والتعاون والعمل بروح الفريق الواحد بين وحدة شؤون الطلبة الوافدين في وزارة التعليم العالي ووزارة السياحة ووزارة الداخلية والجامعات؛ بهدف إبراز الجانب التعليمي على كافة المستويات، لاستقطاب أكبر قدر ممكن من الطلبة العرب والأجانب إلى الأردن بهدف تحصيل العلم الجامعي، أو في مجال التدريب في المجالات المختلفة، مما يشكل قوة دفع هامة في تفعيل الاقتصاد وتُقليل اعتماد الجامعات الرسمية على الدعم المالي، إضافة إلى أن الطلبة الأجانب سيكونون سفراء للأردن بعد تخرجهم، ولهذا الأمر آثار ايجابية ممتدة على المدى البعيد على قطاع السياحة والتجارة مع الأردن والاستثمار فيه، كما أن العائد الاقتصادي على الدولة كبير جداً وذلك لقيام هذا السائح بعملية صرف دائم للعملات الصعبة مما يؤدي إلى دخول العملات الصعبة بشكل مستمر لخزينة الدولة، ويستفيد الطلبة الأردنيون من التنوع المتزايد في الجامعة، مما يسهم في ارتفاع التصنيف الدولي للجامعات الأردنية على المقاييس العالمية.