Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    05-Aug-2018

«الكونغرس» وعدد اللاجئين الفلسطينيين* كمال زكارنة
الدستور - 
في سياق النهج الامريكي الهادف الى تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين الذين يعتبرون الذخيرة الحية للقضية الفلسطينية وما بدأته في هذا الاطار من عمليات تجفيف للموارد المالية التي تغذي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الاونروا من اجل وقف خدماتها وانهاء وجودها بصفتها هوية اللجوء الفلسطيني، تقدمت السياسة الامريكية خطوة اخرى على طريق شطب حق اللاجئين في العودة ونسف قضيتهم من الاساس عندما طرح عدد من اعضاء الكونغرس الامريكي فكرة خبيثة جدا حددت عدد اللاجئين الفلسطينيين في العالم بـ» اربعين الفا « وهو عدد الذين غادروا فلسطين مجبرين عام 1948، ولم ياخذ اصحاب هذا الطرح بعين الاعتبار التكاثر الطبيعي للاجئين والزيادة في اعدادهم على مدى سبعة عقود ماضية، وربما نسي  هؤلاء ان الاربعين الفا وفق حساباتهم ،ويبدو انهم غير متخصصين بالمحاسبة، فارق الحياة منهم كثيرون وبذلك اصبح عدد اللاجئين اقل من العدد الذي حددوه ،ووفقا لحساباتهم فان عدد اللاجئين الفلسطينيين يفترض ان يتراجع ويصبح اقل من اربعين الفا ولا يرتفع الى نحو خمسة ملايين ونصف المليون لاجيء ،انها محاولات تصفوية واضحة ومكشوفة للقضية الفلسطينية ووسائل ضغط على القيادة الفلسطينية والدول العربية لاجبارها على التنازل عن فلسطين التاريخية لصالح الدولة اليهودية احادية القومية.
عندما يتدخل اعضاء من الكونغرس الامريكي بغض النظر عن ثقلهم السياسي وحجم تأثيرهم على القرار الامريكي الخاص بالسياسة الخارجية للادارة الامريكية باعداد اللاجئين الفلسطينيين بهذا الشكل ويعملون على الغاء صفة اللجوء وحقوق اللاجئين الانسانية وغيرها ويتحول اكثر من خمسة ملايين ونصف المليون لاجىء الى «البدون» حسب مفهومهم، فان هذا يعني ان الولايات المتحدة تدير وتقود غرفة العمليات المركزية فعلا لتصفية القضية الفلسطينية جغرافيا وديمغرافيا؛ فقد بدأت على الارض بالاعتراف بالقدس الموحدة عاصمة للكيان المحتل ولم تعد تستخدم مصطلح الاراضي المحتلة وهذا يعني التصفية الجغرافية للقضية، والان تعمل على تصفية قضية اللاجئين ضمن التصفية الديمغرافية للقضية التي تسبق عملية الترانسفير الكبرى للشعب الفلسطيني من ارضه بحسب المخططات الصهيونية .
انها سياسة تدميرية منسقة وممنهجة بالتعاون مع الاحتلال، سوف تتمدد في المنطقة لاحداث تغييرات جوهرية على الارض سياسية واقتصادية ايضا، معتقدين بان الظروف تخدمهم وعليهم استغلال الفرص التي قد لا تتكرر مستقبلا  بحسب تفكيرهم العدواني التوسعي.
لا خيار فلسطينيا وعربيا غير رفض كل هذه المخططات والمحاولات والصمود في وجهها والتصدي لها مهما كانت قوتها وحجم ضغوطها ومن يقف وراءها.