Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    14-Dec-2017

الحروب الصهيونية و«دونالد قلب الأسد»! - محمد كعوش

الراي -  ليس من أجل القدس وحدها نكتب، رغم تاريخها المبجل ومكانتها المقدسة عند العرب والمسلمين،ولا من أجل القدس وحدها قامت الإنتفاضة وانفجرت صرخة الدم في فلسطين، وانتشرت موجة الإحتجاجوالتنديد في الوطن العربي والعالم الإسلامي والإنساني، بل هو الإنفجار الكبير ضد الإحتلال بكافةاشكاله.

الإحتلال هو القضية الشاملة التي تدق على جدار الذاكرة، وهو الذي يذكرنا على الدوام بأن اسرائيل
ومستعمراتها قائمة فوق الأرض الفلسطينية التي انتفضت لإيقاظ الوعي العربي والإسلامي المغيب
والضمير العالمي المفقود!
ما يجري اليوم يشكل المرحلة الأخيرة من مشروع أميركي – صهيوني كبير بدأ باحتلال العراق، واعلان ولادة شرق أوسط جديد يقوم
على خطة شيطانية بتفاصيلها الداعية الداعمة لخلق فصائل سياسية دينية وعرقية تعمل على تخريب نسيج المجتمات وتفكيك
الدول وتقسيمها على قاعدة مذهبية وعرقية.
الرئيس جورج بوش الأبن الذي ادّعى الأيمان والفضيلة، وزعم ان االله بعثه مخلّصا، تعهد بتنفيذ المرحلة الأولى من المخطط باسم
الكتاب المقدس. اما المرحلة الثانية فقام بتنفيذها الرئيس اوباما الذي ارسل لنا «ربيعه العربي» الذي حمل الينا الدم والدمار من ليبيا
الى سوريا مرورا باليمن والعراق، ونسجّل للرئيس اوباما نجاحه في توظيف ادوات عربية واقليمية تخوض حروبه البديلة المصطنعة
لتغيير قواعد وفصول الصراع في المنطقة.
في نهاية المشهد تم اخفاء «التسوية « أو تصفية قضية الشعب الفلسطيني، الى أن وصل الى البيت الأبيض الرئيس العنصري
المنتخب من المحافظين المتشددين العنصريين في الولايات الجنوبية ومنتسبي الكنيسة المتجددة في أميركا، وجد الأحفاد اليهود
الثلاثة هم ابناء مستشاره الصهيوني كوشنر.
هذا الرئيس الأبيض القادم من العالم الترفيهي الذي يمتلك الكازينوهات والفنادق وملاعب الغولف يسعى الى ايجاد حل للمأزق
الأسرائيلي يقوم على الحق الألهي والديني والتاريخي المزعوم القائم على الخرافة والمدعوم بالبندقية والتوراة. وعلى الرغم من أنه
ليس من المتدينين، يسعى الى اقامة الدولة اليهودية لكل اليهود على انقاض «الدولة الديمقراطية» والتي كانت ديمقراطية شكلا، مع
التذكير بان الدستور الأميركي يمنع الربط بين السياسة والدين.
ولكن حركة ترمب لم تتوقف عند حدود الدعم الكامل للمشروع الصهيوني في فلسطين، بل تجاوز ذلك الى اعلان القدس عاصمة ابدية
لإسرائيل، بل اراد أن يكون قائدا للحروب الصهيونية في المنطقة، وعلى جبهة القدس بالذات، ليكون «دونالد قلب الأسد» أسوة برتشارد
قلب الأسد الذي قاد الحملات الصليبية في القرن الثاني عشر.
اراد ترمب ومعه نتانياهو التقاط الفرصة التاريخية التي وفرتها حروب الربيع العربي وغياب الموقف العربي الموحد، للعمل على اغلاق
ملف القدس، أو تركها معلقة على جدار الفراغ والتيه باحسن الأحوال، وبالتالي تصفية القضية الفلسطينية، ووضع نهاية مأساوية
لفكرة الدولة الفلسطينية المستقلة وقضية اللاجئين. ولكن انقلب السحر على الساحر، فتحطمت موجة الربيع التخريبي على صخرة
الصمود السوري، كذلك في فلسطين وقامت القيامة بفعل الغضب الفلسطيني واحتكاك الحجر على الحجر الذي اشعل شرارة
الأنتفاضة الجديدة، وفجر بعض الغضب العربي والأسلامي والأنساني.
ارادوا ان تشمل صفقة القرن تسوية وتصفية قضية الشعب الفلسطيني، وأن تتطوع السلطة الفلسطينية بحماية مستقبل
المستعمرات وامن سكانها، والتعهد باغلاق ملف القدس وعدم المطالبة، أو مجرد الحديث، عن قيام الدولة أو الأستقلال وتقرير المصير.
ولكن الأنتفاضة الشعبية الواعية أعلنت عن ولادة زمن جديد، بحيث لم يعد الصراع على الحدود لأنها طرحت سؤال الوجود، ونحن نعرف
أن الاسرائيليين يعانون من ازمة وجودية، كما لم يعد الصراع حول ارض متنازع عليها بل حول الأرض المحتلة بكاملها.
سألوا طفل الحجارة: لماذا تقاوم؟ فاجاب: نقاوم دفاعا عن ارضنا ووجودنا ومستقبلنا، نحن هنا من الأزل الى الأبد، والقدس عاصمتنا الى
الأبد.