Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-Apr-2019

توجيه الشباب*د. محمد حمدان

 الراي-لقد كان أحد «كبار المواطنين»، ولا أقول «كبار السن»، أول المنتظرين أمام المصعد في دائرة رسمية عندما إنضمّ إليه شاب يافع وثلاثة رجال آخرون. وعندما حان وقت وصول المصعد، تقدم الشاب للوقوف أمام باب المصعد مباشرة ليكون أول الركاب، تحسباً لاحتمال عدم اتساع المصعد لجميع المنتظرين. وساد لوهلة قصيرة صمت وتبادل لنظرات الاستغراب بين الواقفين، إلى أن بادر «كبير المواطنين» بمخاطبة الشاب مبيّناً له أن سلوكه المذكور يخالف القيم الأخلاقية لمجتمعنا الأردني وللمواطنة الصالحة، لا وبل يخالف النظام المدني العام. ونتيجة لذلك، تراجع الشاب إلى الخلف وظل صامتاً خجلاً حتى لحظة وصوله إلى الطابق الذي يريده.

 
ومن المواقف المشابهة للموقف الموصوف في أعلاه، ما يُشاهد أيضاً في ساعات ذروة الطلب على سيارة الأجرة، من حيث وقوف متتابع لعدد من المواطنين على جانب الطريق في انتظار وصول سيارة أجرة متاحة للركوب، ويكون من بينهم نساء وكبار مواطنين وشباب. وعند توقف أول سيارة أجرة يسارع شاب أو أكثر للوصول إليها قبل الأخرين. وفي هذا السياق، فإنه لمن الضروري أن يتولى واحد من المواطنين الآخرين المنتظرين توجيه الشباب لإعطاء الأولوية، عند وصول سيارة الأجرة، للنساء وكبار المواطنين.
 
وخلاصة القول، فإنه بالإضافة إلى الدور المطلوب في كل من المؤسسات التربوية ومؤسسة التربية الأسرية في غرس وتعزيز القيم الأخلاقية المجتمعية السليمة في نفوس شباب الوطن، فإنه من واجب كل مواطن صالح أن يتخلى عن اسلوب «وأنا مالي» عندما يشاهد أمامه سلوكاً مخالفاً لهذه القيم، وبالتالي ينبري باللطف والحكمة لتوجيه الشاب المخالف نحو السلوك القويم. هذا، وإن النتائج الملموسة في هذا السياق تدل على أن شبابنا المتطلعين إلى النضوج يستجيبون لمثل هذا التوجيه. وأخيراً، فإنه لمن واجب المواطن الصالح الذي يتولى التوجيه أن لا يبدي استياءه أو انفعاله في الحالات النادرة لعدم الاستجابة.