Friday 10th of October 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    07-Oct-2025

إنه نتنياهو

 الغد

معاريف
بقلم: بن كسبيت  6/10/2025
 
 
 
إن الهزيمة التي منيت بها إسرائيل في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) هي الأصعب والأكثر إيلاما وإهانة في تاريخها. حتى في أسوأ كوابيسنا، لم نتخيل يوما أن يحدث لنا شيء كهذا. أن تهزم منظمة فرقة من الجيش الاسرئيلي بسهولةٍ بالغة. أن تحتل منظمة البلدات الإسرائيلية والقواعد العسكرية، وتقتل مئات المدنيين، من نساء وأطفال وكبار في السن، وعائلات بأكملها، وتتصرف داخل الكيبوتسات والمدن كما لو كانت تابعة لها، وتختطف مئات المدنيين والجنود، وتُذل أقوى جيش في الشرق الأوسط، وتترك وراءها أرضا محروقة.
 
 
لن يمحو ما حدث لاحقًا هذا الحدث، أو يشفي الجرح، أو يخفف الصدمة. بعد خمسين عاما ويوما واحدا من نجاح الجيوش النظامية الهائلة لمصر وسورية في مفاجأة الجيش الإسرائيلي، وعبور القناة، والاجتياح إلى مرتفعات الجولان، حدث لنا الشيء نفسه تماما، ولكن بجرعات أكبر. هذه المرة، لم يتلق الجيش الضربة فحسب، بل طالت المدنيين أيضا. دولة إسرائيل، التي أسست لتكون المكان الوحيد في العالم الذي يمكن فيه حماية اليهود، فشلت في دورها، وبشكل غير مسبوق.
ثم جاء النصر. واحد من أعظم وأعظم الانتصارات التي يمكن تخيلها. حيث فشلت الدولة والجيش، انتصر الشعب. كل من ترك كل شيء وطار جنوبًا لإنقاذ الأرواح. صغارًا وكبارًا، مجندين ومُسرحين، نظاميين واحتياطيين، مدنيين، مجرد مدنيين، بسلاح أو من دونه، ولكن بروح معنوية عالية. الجنرالات القدامى (جولان، تيفون، زيف)، العلمانيون والتقليديون والمتدينون، المواطنون الذين أنقذوا الأرواح، الحاخامات وأعضاء ثلل التأهب، سكان الكيبوتسات والشرطة، سكان سديروت ونتيفوت. كل من ساندهم، واتكأ على أكتافهم، وهرع هكذا، بطريقة ما، إلى اللظى. كان ذلك جهدا من شعب نهض فجأةً، صباح السبت، وأدرك أن الناس يثورون عليه لتدميره، وأنه لا حامي له. فدافع عن نفسه. حتى استعاد الجيش الاسرئيلي رشده.
ثم اكتشفنا بعض الأشياء التي نسيناها بالفعل. اكتشفنا التكافل المتبادل. التميز. الشجاعة. العزيمة. اكتشفنا سكان الكيبوتس. نساء الكيبوتس. الجدات الشجاعات، اللواتي أسسن هذا البلد، اللواتي لم يحنين رؤوسهن حتى في وجه قتلة حماس. اكتشفنا هذه المجتمعات الرائعة، التي ازدهرت هناك بهدوء في مواجهة وحش حماس. اكتشفنا أعضاء الصهيونية الدينية. التفاني والشجاعة والالتزام والتضحية. إن حصة أعضاء الصهيونية الدينية في الثمن الذي دفعناه منذ 7 أكتوبر أعلى من نسبتهم في السكان. وهذا يعوض، إلى حد ما، عن القطاع الحريدي، الذي بالكاد تواجد خلال هذه الفترة. كنا نعرف هذا، ولكن منذ 7 أكتوبر رأيناه. في الوحدات العسكرية، في أقسام التأهيل، بين مقاتلي الاحتياط.
واكتشفنا جنود الاحتياط. كنا نسينا وجودهم. في السنوات العشر أو العشرين الماضية، لم يتحدث أحد عن جنود الاحتياط. من حالة كان يستدعى فيها كل جندي مُسرّح من الجيش الاسرئيلي للاحتياط مرة أو مرتين على الأقل سنويًا، تلاشت هذه الظاهرة تدريجيًا. نشأ انطباع بأن قلة من الحمقى الصارخين ما يزالون يتركون كل شيء، ويرتدون الزي العسكري وينطلقون للدفاع عن وطنهم. عالم يتلاشى. سلالة منقرضة.
حسنا، لقد كنا مخطئين. لم ينقرض هذا الجيل، بل أنقذنا من الانقراض. مقاتلو الاحتياط هم العمود الفقري للجيش الإسرائيلي، ولإسرائيل، وللأمن القومي، وللقوة الكامنة فينا. لقد ارتقوا إلى حجم الساعة الرهيبة التي حلت بنا، وهي ساعة تحولت إلى عامين. إنهم منهكون، يئنون، لكنهم يواصلون الخدمة وأعينهم مغمضة عن حكومتهم، التي ما تزال حامية لأولئك الذين لا يخدمون. لا في النظامي ولا في الاحتياط. كتيبة نظامية واحدة تنقذ سبع كتائب احتياط، ومع ذلك – الائتلاف أهم.
في غزة فقط، أصررنا على الاستمرار. حتى "زال التهديد". ربما كان الهدف "إزالة التهديد" عن ائتلاف نتنياهو. لم تحدد إسرائيل قط التدمير الكامل للعدو كهدف حرب لسبب بسيط: إنه أمر مستحيل. نحن مُحاطون بمئات الملايين، بعضهم كانوا أعداءً لنا طوال معظم السنين. لا يمكن إبادتهم. لا يمكن إزالتهم كورم سرطاني. تجب هزيمتهم وردعهم وحرمانهم من قدرتهم على إلحاق الأذى لأطول فترة ممكنة، وتعليمهم أنه لا يجب العبث بنا.
لقد حققنا كل هذا في غزة منذ زمن بعيد. استمرت هذه الحرب حتى هذه اللحظة فقط، بسبب القيود السياسية التي فرضها رهينة يدعى بنيامين نتنياهو.