Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    21-Apr-2019

مقارنة ديمقراطية.. بين حالتين*احمد ذيبان

 الراي-شكلت منصات التواصل الاجتماعي، محركاً أساسياً لثورات «الربيع العربي»، لكنها ليست امتيازاً عربياً، فمن حيث السبق اعتبرت «الثورة البرتقالية» في أوكرانيا عام 2004، «الثورة الرقمية » الأولى في العالم، حيث استخدم خلالها الهاتف المحمول والإنترنت على نطاق واسع.

 
تلك تجربة كانت مفيدة للشباب العربي، الذي كان الوقود المحرك للاحتجاجات، التي انطلقت بزخم كبير ومميز عام 2011، واعتمدت في التواصل بين المبادرين والمنظمين وحشد المتظاهرين، على وسائل التواصل الاجتماعي والهاتف المحمول، بعد أن فشلت الأحزاب السياسية التقليدية خلال عشرات السنين، بإحداث التغيير المنشود في منظومة الفساد والاستبداد.
 
ثمة سؤال لا بد يخطر ببال السياسيين والمراقبين، لماذا نجحت الانتفاضات الشعبية واستقرت الديمقراطية، في دول أوروبا الشرقية والجمهوريات الأخرى التي استقلت عن الاتحاد السوفييتي، بعد انهياره وسقوط جدار برلين 1989، ونتيجة لذلك شهدت «العشرية» الأخيرة من القرن العشرين، متغيّرات استراتيجية غيرت وجه السياسة الدولية، فيما فشلت وتعثرت ثورات الربيع العربي؟
 
استقرت العملية السياسية في تلك الدول وفق مبدأ التعددية، وتداول السلطة عبر صناديق الاقتراع، ونشأت بسرعة أحزاب سياسية فاعلة، بعد أن كانت تخضع لسلطة الحزب الواحد الشمولية، لكن حدث العكس في العالم العربي، حيث تعثرت التجارب الديمقراطية، وتم الاطاحة بثورات الربيع العربي، واشتعلت حروب أهلية تغذيها تدخلات خارجية.
 
واشنطن وحلفاؤها في دول الغرب كانت معنية بدرجة أساسية، بتسجيل «هدف تاريخي» بحسم الحرب الباردة، من خلال تفكيك الاتحاد السوفييتي ومنظومة الدول الاشتراكية، التي كان يهيمن عليها سياسيا، فيما كان الاطار العسكري يتمثل بـ «حلف وارسو».
 
وعليه فقد قدمت واشنطن وحلفاؤها دعما سياسيا ودبلوماسياً كبيراً، لقوى المعارضة وحركات التمرد على هيمنة موسكو، التي انطلقت في العديد من تلك الدول، بعد أن بدأت مؤشرات الترهل والضعف واضحة على الاتحاد السوفييتي، كما قدمت أميركا ودول أوروبا الغربية، مساعدات مالية واقتصاديا وعسكرية وأمنية هائلة، للدول التي خرجت على سلطة «الأخ الاكبر» في موسكو، لجذبها باتجاه المعسكر الغربي، وتم ضم تلك الدول بسرعة الى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الاطلسي.
 
مقابل ذلك بدت واشنطن وحليفاتها الأوروبية غير معنية، بإحداث تغيير في المنظومة السياسية العربية، بل دعمت وشجعت عملياً إبقاء الحال عما هو عليه، وترسيخ «الثقافة الأبوية» المضادة للثقافة الديمقراطية، للحفاظ على مصالحها الاقتصادية والمالية في العالم العربي، ولضمان أمن الكيان الصهيوني، لكن رغم ذلك يمكن اعتبار ما حدث في السودان والجزائر مؤخرا، «نسخة محسنة» للربيع العربي، تؤكد وجود إرداة شعبية حقيقية للتغيير.