Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    01-Dec-2019

التضامن الحقيقي.. والتضامن الشكلي..!!*رشيد حسن

 الدستور

مؤسف  أن يبقى  التضامن  الدولي-على اهميته- مع الشعب الفلسطيني  في دائرة الكلام ، ولم يرق الى مستوى الفعل... منذ أكثر من سبعين عاما..
مؤسف ان  هذا التضامن لم  يرق الى مستوى معاناة الشعب الفلسطيني، وقد حكم عليه بالنفي والتشرد في اربعة رياح الارض.. ولم يترجم الى فعل يلجم الارهاب الصهيوني الذي يتعرض له يوميا، على يد قطعان المستوطنين، وعلى يد ما يسمى بالجيش الذي يمارس دور العصابات، ويذكرنا بعصابات الهاغاناة وليحي وشتيرن والارغون، التي اقترفت اكثر من «100 مجزرة ومذبحة..
مؤسف أن تغمض الامم المتحدة وكافة مؤسساتها  وخاصة مجلس الامن  عيونها عن الجرائم الصهيونية ،التي ترتكب بحق شعب أعزل..مسالم. كل ذنبه انه يطالب بحق تقرير المصير، بالاستقلال وانسحاب قوات الاحتلال من ارضه، واقامة دولة مستقله عبى ترابه الوطني..
مؤسف ان تبقى قرارات هذه المؤسسات الدولية، وقد تجاوزت «800» قرار، مجرد حبر على ورق.. حبيسة الادراج، لم تر النور.. بسبب الموقف الاميركي الداعم للاحتلال والاستيطان والارهاب، يسانده موقف اوروبي متواطىء، وموقف دولي وعربي عاجز..
مفارقة  مؤسفة ومحبطة في الوقت ذاته، ان يطالب الامين العام بالامم المتحدة برفع الحصار عن غزة، وقد تحولت الى ساحة موت.. في حين  بامكانه وهو على راس هذه المنظمة الدولية، ان يسهم وبشكل فاعل في رفع الحصار من خلال دوره ومركزه وصلاحياته الهامة، ويسهم ايضا في لجم الارهاب الصهيوني، واجبار العدو الصهيوني على احترام القانون الدولي..
عجز الامم المتحدة هو عجز سياسي، يؤشر الى ان دور هذا العدد الكبير من الدول المؤيد لفلسطين، وقد تجاوز «140» دولة،غير فاعل.. وغير مؤثر،  ولا تستطيع تنفيذ قرارات الامم المتحدة ومجلس الامن، ما دامت واشنطن  ممسكة برقبة  هذه المنظمة، وتعطل اعمالها  وتجمد قرراتها «بالفيتو».. والذي اصبح مجرد خيمة لحماية العدو الصهيوني من المساءلة و العقوبات الدولية، وبمثابة ضوء اخضر ليستمر العدو في ارتكاب الجرائم والمذابح.. واخرها ابادة عائلة بكاملها «8 افراد» في مدينة رفح بقطاع غزة..
لقد وصلت دول عدة، ومهمة وفاعلة على الساحة الدولية الى استنتاج هام مؤداه: ان الامم المتحدة في ظل القوانين الي تحكم عملها، ليست سوى  نادٍ دولي لبث الشكاوي  والادانات والهموم، واستدرار العطف الدولي، ولكنها  ليست نادٍ او ساحة دولية لتحقيق العدالة  ومحاسبة المعتدين، ما دامت اميركا  ومن يدور في فلكها، متحكمة في هذه المنظمة الدولية..
وهذا السبب علاوة على اشتداد الحرب الباردة بين الاتحاد السوفياتي واميركا في الخمسينيات من القرن الماضي، هو ما دعا زعماء عالميين افذاذ: شو ان لاي «الصين» ونهرو «الهند» وعبد الناصر «مصر»  وتيتو «يوغوسلافيا» وسوكارنو «اندونيسيا» الى تاسيس دول الحياد وعدم الانحياز في محاولة  الى اعادة التوازن  للقرار الدولي، ولجم  الامبريالية المتوحشة، ودعم حركات التحرر.. ولكن -مع الاسف- تراجع دور هذه المنظمة، بعد انتهاء الحرب الباردة، وانتصار اميركا في هذه الحرب، وتفردها بقيادة العالم بعد سقوط  الاتحاد السوفيتي..
امام هذا المشهد المتوحش، الذي تطلق فيه واشنطن يد العدو الصهيوني لمقارفة الارهاب وارتكاب المجازر وحرب الابادة.. يصبح التضامن الشكلي.. اللفظي مع الشعب الفلسطيني عبارة عن صيحة في برية عالم متوحش لا صدى لها.. ولا مجيب.
باختصار..
ندعو الدول الشقيقة والصديقة الى ترجمة التضامن مع الشعب الفلسطيني الى حملة مقاطعة واسعة للعدو ،  ووقف التطبيع بكافة اشكاله.
فهذا أضعف الإيمان..