Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-Jan-2018

هل اقترب الصِدام «العسكرِي».. التركي - الأميركي؟ - محمد خروب

الراي - لم تتراجع واشنطن – حتى الان – عن مشروعها واضح الاهداف, والذي يقف في مقدمته محاولة تقسيم سوريا، عبر تشكيل جيش من المرتزقة قوامه «30 «ألف مقاتل, تحت الاسم المُزيّف: «حرس الحدود» بقيادة كردية/سورية، ومشارَكة من بعض ابناء العشائر العربية في وادي الفرات, حيث سيناط بمرتزقة «قسد»الكردية حراسة الحدود «الشمالية» لسوريا مع تركيا، فيما يتولى باقي المرتزقة من العشائر العربية حراسة المناطق الممتدة من شرقي الفرات الى الحدود العراقية.

 
واذ ادركت انقرة ان الادارة الاميركية قد اختارت الإنحياز الى مرتزقتها (بعد ان خيّرها الرئيس اردوغان حليفها الاطلسي الرئيس اردوغان الإختيار بين بلاده ومَن يعتبرهم ارهابيي قوات حماية الشعب) فان تركيا تجد نفسها في وضع لا تُحسد عليه, وبخاصة ان موسكو وطهران (ودمشق تحديداً في ما خص المشروع الأميركي المشبوه) تقفان الى جانبها في اعتبار المشروع الاميركي محاولة مكشوفة لتقسيم سوريا, وخصوصا لِجهة إفشال محاولات حل الازمة السورية سياسيا, عبر المسارات الثلاثة المعروفة... استانا، جنيف وسوتشي، الامر الذي يفرض على انقرة (إن ارادت وبِنِيّات حسنة وصادِقة) الإقتراب كثيراً من هذا المحور الثلاثي, وأن تتخلّى عن رطانتها الاخيرة, التي تجلّت في التصريحات الاستفزازية التي اطلقها الرئيس اردوغان بحق الرئيس السوري بشار الاسد, ووصفِه بـ»الإرهابي والقاتل» الذي يتوجّب عليه «التنحي»‘ فضلاً عن كفِّ أنقرة احتضان المجموعات الإرهابية
الموصوفة,التي تتمركز في محافظة ادلب,حيث يواصل المسؤولون الاتراك الرهان عليها لتعزيز نفوذهم وإيجاد «جيب» تابِع لهم على الاراضي السورية لتوظيفه على طاولة حل الازمة.
 
التصريحات الغاضبة والتهديدات الواضحة التي يواصل الرئيس التركي إطلاقها في كل مناسبة, عن قرب اجتياح عفرين وتطهيرها من قوات حماية الشعب الكردية وتحذيره واشنطن من المشاركة معها في المواجهة المحتمَلَة, ودعوته اياها الى ان «لا تحول بيننا وبين الارهابيين.. ازيلوا اعلامكم الموجودة في قواعد المنظمة الارهابية (YPG (حتى لا نضطر الى تسليمها لكم» فضلا عن تأكيده الحاسم بان المعركة في عفرين «قد تبدأ في اي لحظة»، ومن بعدها سيأتي الدور على مناطق اخرى».. مستطرداً «ان القوات المسلحة التركية, ستحل مسألتي عفرين ومنبج بأسرع وقت».. تشي كلها بان صبر انقرة آخذ في النفاد، وان شعورها بالخطر «الوجودي» للمشروع الاميركي قد تزايد وارتفع, على نحو يصعب عليها التراجع عن تصعيدها العسكري، الذي لا يعرف احد حتى الان، ما الذي ستفعله واشنطن (في اللحظة الاخيرة) إزاء التهديدات التركية, وخصوصا اذا ما وعندما.. تبدأ الوحدات التركية (الموجودة بشكل غير شرعي, كما القوات الاميركية الغازِية للاراضي السورية.. كما يجب التذكير) عملياتها في عفرين ومنبج.
 
ليس سهلا على انقرة, مهما ادّعت وبرّرت وصعّدت من نبرة تصريحات مسؤوليها واركان حكومتها, إنكار انها تمارِس دورا عسكريا يتعارض مع القانون الدولي على الاراضي السورية, وان ادعاءها محاربة الارهاب, في وقت تحتضن فيه عشرات المنظمات الارهابية المدرَج بعضها على لائحة المنظمات الارهابية, كالنصرة التي تحمل الان اسم هيئة تحرير الشام وخصوصا حليفها ومرعيها الإرهابي الخطير «الحزب الإسلامي التركستاني» الفرع السوري للحزب الاسلامي التركستاني الويغوري الانفصالي في اقليم شينجيانغ الصيني. قد بات مكشوفاً وسافراً.كذلك مشارَكتها بالدعم اللوجستي المباشِر لهذه التنظيمات الارهابية, في هجومها المعاكس على الجيش السوري وحلفائه في ريف إدلب, للحؤول دونهم وتحرير مطار ابو الظهور العسكري.. الامر الذي يفرض على انقرة,( إن ارادت دحر المشروع الاميركي, الذي يُشكل خطرا ماثلا في الاساس على سوريا قبل تركيا)، ان تكون اكثر انسجاما وصَدقية مع شريكتيها الضامنتين في استانا..روسيا وإيران، وان تعمل في الوقت نفسه على كبح مرعياتها وحليفاتها من المنظمات الارهابية في ادلب, التي تواصل حمايتها والإتكاء عليها لعرقلة تقدم الجيش السوري, وإطالة امد الازمة السورية, والإحتمالات المفتوحة لاندلاع معركة «إدلب الكبرى», الواقِعةلا محالة, اذا ما واصلت انقرة اعتبارها منطقة «انتداب ونفوذ»... تركيتين.
 
الموقفان الروسي والايراني.. منسجمان تماما مع الموقف السوري الرسمي, في اعتبار المشروع الاميركي الخطير لانشاء جيش من المرتزقة تحت عنوان حرس الحدود، محاولة مفضوحة لتقسيم سوريا وإطالة ازمتها, وعرقلة للجهود المبذولة لعقد مؤتمر سوتشي, ونسف المسار السياسي برِمّته, سواء حمل اسم جنيف ام استانا وخصوصا سوتشي, الذي يرى فيه الاميركيون وبقايا المعارضات السورية المفلِسة, إطلاق رصاصة الرحمة على مشروع إسقاط الدولة السورية وتقسيم البلاد, وخصوصا ان مؤتمر سوتشي سيكون حوارا بين السوريين انفسهم, بعيدا عن الهيمنة والتدخّلات الخارجية, التي انكشفت طوال سبع سنوات من التآمر واشاعة الفوضى والخراب في سوريا.
 
ما لفت اليه رئيس الدبلوماسية الروسية سيرغي لافروف حول «المشاكل» التي يخلقها المشروع الاميركي بين «الاكراد وتركيا» وعدم مساعدة المشروع في التخفيف من وطأة الوضع القائم في عفرين, كذلك في ان المشروع الاميركي من شأنه «عزل منطقة كبيرة على حدود سوريا مع تركيا والعراق.. الأمر الذي يبعث على القلق».. يؤشر ضمن امور اخرى, نية الاطراف ذات الصلة على معارضة (اقرأ إفشال) المشروع الاميركي, والحؤول دون تنفيذه على ارض الواقع, والكرة الآن في الملعب التركي, إن ارادت انقرة تعديل او تغيير سياستها السورية, والتخلّي عن دعم الارهابيين في ادلب, واتخاذ خطوات جادة وميدانية لتطهير محافظة ادلب واريافها منهم, بمن في ذلك مرتزقة «قسد» ومَن يدربهم الاميركان ليضعوا على رؤوسهم قبّعات...»حرس الحدود».
kharroub@jpf.com.jo