Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    10-Dec-2017

«إعلان» ترمب بعيون.. اسرائيلية - محمد خروب

 الراي - فيما تتضارب الآراء والمواقف الاقليمية والدولية, ازاء اعلان الرئيس الاميركي اعترافه بالقدس عاصمة لدولة العدو الصهيوني. ويبدو المشهد العربي والاسلامي كعادته منقسماً وعرضة للمزايدات والصمت المريب، الاقرب الى التواطؤ والموافقة. وفيما بدت واشنطن «معزولة» أمام سيل الانتقادات اللاذعة التي لم تتعرض لها في محفل دولي كمجلس الأمن في جلسته مساء الجمعة, ولم تجد ممثلة الولايات المتحدة التي تبدو وكأنها مندوبة اسرائيل في مجلس الأمن نيكي هالي، أحداً يتحدث معها سوى مندوب حكومة نتنياهو وظهرت عاقدة الحاجبين وغاضبة تتلفت بعيونها يميناً وشمالاً على وقع عبارات صادِمة لم تتعود سماعها كاميركية وكمتصهينة.. يبدو المشهد في اسرائيل ذاتها منقسم هو الاخر على مستوى الصحافة ووسائل الاعلام, بين مرحِّب ومتحمِّس معتبراً ان ترمب قد أزاح «ظُلماً» تاريخياً لحق بالرواية اليهودية (...) فيما آخرون التزموا الحذَر معتبرين ان نتائج خطوة ترمب محكومة بخواتيمها, ولم يتردد غيرهم في اعتبارها هدية مسمومة لاسرائيل, قدَّمها ترمب لنتنياهو, كي «يُنقذِه» من المحاكمات المنتظرَة والتحقيقات الطويلة المتواصلة معه والتي قد تُنهي مستقبله, وإن كانوا رأوا في خطوة ترمب أكبر «إنجاز» لنتنياهو في مسيرته السياسية خلال اربع «ولايات» في رئاسة الحكومة.

 
أسرة تحرير صحيفة هاآرتس «اليسارية» قالت في افتتاحية الجمعة 8 /12 ...» اقوال ترمب الجميلة عن التزامه السلام, لا تحل ازمة 320 الف فلسطيني يعيشون في القدس بلا حقوق مواطنة، ولا تُسكِّن اليمينيين الاسرائيليين الذين يسعون الى إعادة قيام الهيكل حتى بثمن الحرب الخالدة مع العالم الاسلامي. في مثل هذا الوضع – تواصِل اسرة التحرير – واضح ان اميركا لن تُنقِذ اسرائيل من نفسها، ولن تؤدي الى إنهاء الاحتلال ووقف الإلحاق في المناطق، اسرائيل بحاجة لزعامة تستجيب للتحدي الذي طرحه ترمب وتعمل على تقسيم البلاد، كي تضمَن مستقبل الدولة، أما نتنياهو فقد اثبت انه ليس اهلاً لهذه المهمة».
 
بالمقابل يُرحِب الون بن دافيد في صحيفة معاريف اليمينية وتحت عنوان «فن الصفقة» بخطوة ترمب وبحماسة ليقول: والان.. بعد ان تلقينا الاعتراف المتأخر، حان الوقت لان نعترف نحن ايضاً بعاصمتنا، فهي من المدن الفقيرة في اسرائيل، أقل من نصف سكانها من الراشدين يعملون، ومعدل التلاميذ فيها ممن يستحقون الثانوية يبلغ الثلث، فيها مخيمات لاجئين (فلسطينيين) لم تطأها قدم اسرائيلي، واحياءٌ اصولية لا يمكن لجندي من الجيش الاسرائيلي ان يقطعها وهو يلبس البزة العسكرية (8 /12.( لكن حامي شليف يقرأ المسألة من جانب آخر تحت عنوان «سبب القلق»: «.. الفلسطينيون مدينون بالشكر لترمب، على الاقل على شيء واحد، لقد أعادهم الى العناوين الرئيسة في الولايات المتحدة ايضاً، بعد غياب شهور كثيرة، الآن – يقول شليف – بقي ان نرى هل الأمر يتعلق بفترة زمنية آنية، التي بعدها ستعود المياه الى مجاريها, ام ان الفلسطينيين ومؤيديهم سيحاولون استغلال الزخم وإحداث إخلالات من أجل تذكير العالم انهم موجودون؟ ليخلص الى النتيجة التالية: فقط عندها سنعرِف هل اسرائيل خرجت رابحة من خطوة ترمب؟ أو ان الثمن التاريخي سيكون باهظاً ومؤلماً في الواقع (هاآرتس 8 /12.«( ... أيضاً هناك ما يمكن رصده ايضاً في الايام التي سبقت اعلان ترمب, وبخاصة بعد رواج شائعات عن خطوته المرتقَبة التي يبدو ان تلك الشائعات لم تكن وليدة الصدفة, بل استندت الى معلومات مؤكدة ووقائع معروفة لدى اللوبي المتصهين واليهودي في واشنطن وتل ابيب, وهو ما نلحظه في مقال لمراسل صحيفة يديعوت احرونوت في واشنطن اورلي اوزلاي الذي كتب عشية قرار ترمب مقالة بعنوان «مخلوطة مقدسية... على نمط ترمب «جاء فيها: هذه ليس هدية ودّ لاسرائيل بمناسبة يوم ميلادها السبعين – هذه برميل بارود يوضع أمام بوابتها، فلِمثل هذا الاعلان الان امكانية كامنة لدحرجة الشرق الاوسط نحو فتراته الاسوأ.. ولكن ما يهمه؟ يتساءل اوزلاي ليُجيب: فالثمن نحن مَن�' سيدفعه (يديعوت احرونوت 5 /12 قبل يوم واحد من اعلان ترمب).
 
في الاتجاه ذاته يذهب اودي سيغال في صحيفة معاريف اليمينية بمقال صبيحة يوم السادس من الشهر الجاري وهو اليوم الذي اعلن ترمب فيه قراره كان عنوانه عبارة عن سؤال: أهي خطوة اعتباطية أم سلفة اولية ؟ لخصّه في سؤال آخر: هل هذا الاعلان هو نوع من البقشيش لاسرائيل وبعد ذلك سيكون تعويض العرب؟
 
أم انه بشكل غير ذكي، مجرد ايفاء بوعد انتخابي، بعده – من ناحية ترمب – الطوفان؟.. ليختم قائلاً: مهما يكن من أمر.. علينا ان نتصدى لهذه الاثار ( معاريف 6 /12.( أمّا السفير الإسرائيلي السابق يورام أتينغر فقد كتب مقالاً في صحيفة المستوطنين وأنصار أرض اسرائيل الكاملة يقول فيه بوقاحة»...إن نقل السفارة سيُعبر عن الفكرة الأميركية, من 1620 وحتى اليوم.
 
والتي ترى في القدس مصدر إلهام اخلاقي وديني, تُمثِله خمسين مدينة وبلدة اميركية تُسمى Salem و12/ 6 (Jerusalem.( في السطر الاخير:.. حفِلت وسائل الاعلام الاسرائيلية بنقاشات ومعالجات متنوعة, تراوحت بين التطرف الذي يشطب فيه اصحابه الوجود الفلسطيني من «ارض اسرائيل» ويرون ان الوقت قد حان للمضي قُدماً في اهتبال الفرصة التي وفرها الرئيس الاميركي، فيما ابدى غيرهم تحفّظاً انعكس في التحذير من مغبة الانخداع بقرار رئيس غريب الأطوار يمكن في لحظة ما ان ينقلب على نفسه, وان «يُجبِر» اسرائيل على الانسحاب الى حدود العام «1967 (...) «لكن هناك من وقَف في الوسط, داعياً لانتظار «التطورات» واتخاذ الخطوات اللاحقة.. على ضوئها.
kharroub@jpf.com.jo