Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    25-Nov-2019

الشاعران شنينات وأبو شنار يناجيان المرأة ويحلقان في فضاء الوطن

 الدستور- نضال برقان

نظم بيت الشعر/ المفرق، مساء أول من أمس أمسية شعرية للشاعرين علي شنينات وعدنان أبو شنار في مدينة مادبا بالتعاون مع ملتقى بيت مادبا الثقافي وديوان أبناء ديرابان.
وأشار مدير بيت الشعر/المفرق الأستاذ فيصل السرحان إلى أن هذه الأمسية تأتي استكمالا للدور الذي يقوم به بيت الشعر وتأكيدا على الرسالة التي يحملها في خدمة اللغة العربية وتسليط الأضواء على تجارب الشعراء الأردنيين والتواصل مع جمهور الشعر خارج محافظة المفرق وصولا إلى الأطراف والمدن الأردنية جميعها بعد أن قام بيت الشعر باستضافة العديد من الشعراء الأردنيين في مقره بمدينة المفرق وإقامة الكثير من الفعاليات والأنشطة والمهرجانات.
واستأنف السرحان قائلا: إن بيت الشعر جاء بمبادرة كريمة من سمو حاكم الشارقة الدكتور سلطان القاسمي الذي عرف عنه حبه للغة العربية والشعر والشعراء والتي ترجمها من خلال إقامة عدد من بيوت الشعر في بعض الأقطار العربية من بينها الأردن، وصولا إلى طموحه في بلوغ عددها ألف بيت للشعر.
الأمسية التي حظيت بجمهور من المهتمين والمثقفين والمتذوقين للشعر بدئت بقراءات شعرية للشاعر علي شنينات عضو رابطة الكتاب الأردنيين الذي صدرت له ثلاث مجموعات شعرية هي: (هشاشة ) عام 2011 (زغب النوارس) عام 2013 (شفتاي مبصرتان...ثغركِ أعمى) عام 2019 حلق في أجواء الذات وعبر عن نزفها في عالم يموج بالقيم المادية الاستهلاكية التي تطحن في رحاها قيم الإنسانية النبيلة ولم يغفل مناجاة المرأة التي يرى فيها خلاصا من الواقع المشظى سعيا إلى الاكتمال في عالمها المثالي، بالرغم من هشاشة الواقع واستحالة زغب النوارس على الوقوف بوجه المد الطاغي لكواسر الحياة الجارحة، ولكن يُبقي الشاعر عينيه مفتوحتين وصولا للأحلام البعيدة على ذلك الثغر المستحيل ومما جاء في قراءته:
أفِلَتْ قُلُوبُ العَاشِقيْنَ عنِ الهَوى/ إلا فُؤادِي ظَلَّ يَغْزِلُ ما أفَلْ/ وَتقَطَّعَتْ أوْصَالُهُ قِطَعَاً فَلا/ بَاحَتْ شِفَاهِي إذْ تَجَلَّدَ وَاحْتَمَلْ/ هَذِي النُّجومُ عَلَى جَبيْنِكِ حِرْفَتِي/ وَصَنيْعَتي تِلْكَ الشُّمُوسُ عَلَى المُقَلْ/ وقرأ أيضا: «يَقْتَحِمُ الشّارِعَ/ يَمْشي حَتَّى تَصْهَرَهُ الشّمْسُ/ يَتَمدّدُ فَوْقَ الإسْفَلْتِ/ يَذُوبُ/ يَصيْرُ رَصيْفَاً يَتّسِعُ لأقْدَامِ العُشّاقِ..!».
تلاه في القراءة الشاعر عدنان أبو شنار الذي يحمل بكالوريوس اللغة العربية من الجامعة اللبنانية والذي أصدر مجموعة شعرية تحمل عنوان»همسات في أذن الزمان» ويعد لطباعة ديوانه الجديد من «وحي الروح» والذي يعبر عن تجربته الشعرية من خلال النمط العمودي فقد قرأ قصائد تعبر عن عواطفه وأحاسيسه التي تربطه بالأنثى والوطن موظفا جماليات اللغة وطاقتها التعبيرية في نصوصه معتمدا على ما تقدمه القصيدة العمودية من مساحة رحبة في التواصل مع الجمهور عبر إلقاء شعري جاذب استطاع من خلاله الإمساك بخيط الانتباه لما يقوله للجمهور الذي تفاعل معه عبر قوافيه المتمكنة ومن قراءته:
يجفُّ النّهرُ تَفتَرقُ الملاقي/ ولا صوتٌ سوى رَجْعِ السّواقي/ يَذوبُ لعهدِهِ شَوقًا فيبكي/ ولا دمعٌ لتَذرِفُهُ المَآقِي/ وتهجُرُهُ النَّوارِسُ دونَ ذَنْبٍ/ ولمّا يُبْدِ أسبابَ الشّقاقِ/ فمهلاً يا نَوارسَه أتُنْسَى/ لصَرْفِ الدّهرِ أيّامُ العِنَاقِ/ تَجِفُّ عُروقُهُ ويَظَلّ يَحيا/ على أمَلِ الرّجُوعِ أو التّلاقي».
وقرأ أيضا من قصيدة «رحلة العمر» وفيها يقول: يا رحلة العمر كم طوفت بي زمنا/ وما لرحت ببحر الغيب ترميني/ وكم بسِفْرك أقلامي لها أثر/ على سطورك قد خطت عناويني/ ذا قاربي بيدي قد رحت أدفعه/ والموج يخفض بيس حينا ويعليني/ ما قد خشيت من الأمواج تغرقه/ في لجة البحر من حين إلى حين».
وفي نهاية الأمسية التي شارك على هامشها الشعراء د. بكر السواعدة ومحمود الضوات وجاسر البزور وخالد الشرمان بقراءة عدد من قصائدهم أكد رئيس ملتقى بيت مادبا الثقافي السيد فوزان الحوراني على أهمية مثل هذه الأمسيات التشاركية بين بيت الشعر في المفرق والهيئات الثقافية في المحافظات الأردنية لرفد الحركة الثقافية وتفعيلها ودعم الشعراء والتعريف بهم شاكرا لبيت الشعر هذه الخطوة الإيجابية ومسديا الشكر لديوان أبناء ديرابان على هذه الاستضافة الكريمة وختمت الأمسية بتوزيع المجلة الثقافية من بيت الشعر على الحضور الكرام وتكريم الشعراء.