Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    20-Oct-2017

متطهرو اليسار - جدعون ليفي

 

هآرتس
 
الغد- أنا يساري طاهر، وأنا لا استطيع تحمل التفكير بأنه يرأس حزب العمل شخص يقول "أنا لا أنشغل بحقوق الفلسطينيين". (من إذا ينشغل بذلك؟ أفيغدور ليبرمان، نفتالي بينيت، أو ربما مروان البرغوثي من السجن؟). شخص يسأل، سواء بسبب الجهل أو بسبب السذاجة المصطنعة "اذا صنعت السلام، فما ضرورة الاخلاء" ويتفاخر بصفته آخر البلطجية في اليمين "إذا قاموا بإطلاق صاروخ فيجب عليك اطلاق عشرين صاروخا، هكذا يفهمون في الشرق الاوسط"، ويؤسس وجود الدولة على وعد إلهي لإبراهيم، ويعارض اخلاء "80 ألف مستوطن" وأن هذا العدد كاف في أي وقت لتأسيس حل نصف عادل، والذي يسمي الفلسطينيين "عربا" ويقول إنه ليس لديه شيء مشترك مع القائمة المشتركة.
أنا تطهري يساري، كذاك الذي يحب "اليساريون في نظر أنفسهم"، يحبون الآن مهاجمته، هم ليسوا متطهرين، هم عمليون وعقلانيون وواقعيون وبراغماتيون. وهم لا يحبون المتطهرين، ويعتقدون أن آفي غباي هو مرشح مناسب ومن المحظور توجيه الانتقاد له لأن هدف كل يساري غير تطهري هو التخلص من بنيامين نتنياهو – وبعده الطوفان. أنا تطهري يعتقد أن من يتقمص شخصية نتنياهو ليس افضل من الأصل، وأن صمت اعضاء الكنيست الجبناء من حزب العمل ازاء تصريحات زعيمهم، أمر مخجل، وأن هذا الصمت فقط يثبت لماذا لا توجد حاجة إلى حزبهم الملعون، وشتم زعيمه الجديد. يائير لبيد على الأقل تصور في حلبة المصارعة حتى لو كانت مضحكة.
أنا يساري طاهر، يعتقد أنه يجب العودة والتفكير مرة تلو الاخرى بالفيل الذي في الغرفة، بالذات لأن هذا ممل جدا ويثير الغضب. ما هو متوقع وليس أصلي، يكرر نفسه بالضبط مثل الاحتلال الذي يكرر نفسه. يساري، كما يبدو، تركوا الانشغال به قليلا، لكنهم يعرفون أنه غير واقعي وغير جذاب وبالأساس غير انتخابي. الشعب يميني، ولهذا جميعهم يمينيون. هناك الكثير من الامور يجب الانشغال بها، مربيات رياض الاطفال هامة أكثر، لكن لا يوجد أمر أقل انتخابية من التقليد.
حزب العمل ليس في الحكم بسبب تلعثمه فقط، وبسبب أنه لا يوجد ما يقدمه سوى نفسه، ولا يوجد فيه شخص مثل جيرمي كوربن كي يعالجه. في هذا اليسار عدد كبير من محتالي وجبناء اليسار، الذين يتسلحون بمستشاري اليسار والذين يقولون لهم إنه فقط اذا حولوا نظرهم إلى المركز وقلدوا اليمين وتجاهلوا الاحتلال ولم ينشغلوا بحقوق الفلسطينيين فسيتم انتخابهم، بالتأكيد سيتم انتخابهم. يتسحاق هيرتسوغ بعد شيلي يحيموفيتش، انتخابات تلو انتخابات دائما انتهت بالبكاء.
الحديث هنا لا يدور عن طاهرين، بل العكس. ولا يدور أيضا عن اليسار. إن التمسك بالمبادئ الاساسية، والأكثر اساسية لدى اليسار، مثل الاعتقاد أن الانشغال بالاحتلال يفوق كل شيء آخر وأنه أكثر مصيرية وحسما واقلاقا من أي أمر آخر، ليس تطهريا. إنه الأمر الواقعي الذي لا مثيل له، قمة الواقعية السياسية. وبالذات الذين يتجاهلونه وينكرونه هم الاغبياء والمضللون – يضللون انفسهم والآخرين. إنهم يعتقدون أنه اذا لم ينشغلوا بحروق النار فستشفى من تلقاء نفسها، لكنها لن تشفى إلى الأبد. كما أنه لن يتم انتخابهم.
يوجد يسار ويوجد يمين، وبينهما يوجد 50 نوعا من الالوان الرمادية والشرعية أيضا. وغير الشرعي هو الخداع غير القائم في اليمين. بتسلئيل سموتريتش ليس مخادعا، ولا أحد يقول إنه "تطهري يميني". ونتنياهو أيضا لا يمثل. مقابل قوميتهم المتعالية، يستطيع اليسار القول فقط شيئا مخالفا. غباي يقول يمين ويسلب شرعية مواقف اليسار باخفائها. لذلك هو يواصل الطريق الاكثر اخلاصا لحزبه. ليس هناك يساري يمكنه الصمت على ذلك، واذا صمت فهو يقول "غباي محق". لا يجب علينا الانشغال بحقوق الفلسطينيين التي هي صورة إسرائيل الاخلاقية. تعالوا نقوم بنقل المصانع إلى الصين مثلما يقترح غباي، ونقوم باطلاق عشرين صاروخا مقابل كل صاروخ يطلق علينا، ونقوم ببناء مستوطنات لن نقوم باخلائها أبدا، ونعتقد أن هذا من حقنا بسبب الوعد الالهي لابراهيم. الاساس هو انتخاب غباي، ولينفجر كل المتطهرين.