Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    31-Jul-2017

نتنياهو والعقدة الأردنية !! - رجا طلب
 
الراي - الغرور الذي يهيمن على شخصية نتنياهو هو مجرد ستار مصطنع يُخفي حالة من الضعف ، كما يُخفي عقدا نفسية كثيرة من أبرزها على الإطلاق فشله في أن يكون عسكريا محترفا على غرار موشي دايان ورابين وشارون وايهود باراك فقد تم طرده من الجيش الإسرائيلي لعدم التزامه بالانضباط العسكري وهو مازال برتبة رائد.
 
كان حلمه أن يكون جنرالا ثم يتولى رئاسة الوزراء، بمعنى انه خاض الحروب وانتصر فيها ثم عاد سياسيا في أعلى منصب داخل الدولة العبرية، ولهذا نجد الرجل يزاحم على الدوام وزير الدفاع أو رئيس هيئة الأركان، وكان دوما على علاقة غير طيبة مع اي منهما او كلاهما.
 
عوض نتنياهو نقطة النقص هذه في شخصيته بان كان على الدوام على يمين قيادات الجيش الإسرائيلي وقيادات الأجهزة الأمنية، وكانت قراراته أكثر تطرفا منهم، وهو سلوك أراد من خلاله أن يُخفي عجزه العسكري والأمني وتعويضه بقرارات تُظهره أمام الجمهور اليميني المتطرف « كبطل».
 
هذا هو تماما ما فعله نتنياهو في قضية الحرم القدسي الأخيرة، حيث تجاهل وبعنجهية توصيات رئيس جهاز الأمن الداخلي «الشاباك» نداف أرغمان الذي حذره من وضع بوابات الكترونية وكاميرات على مداخل الحرم حيث قال لنتنياهو أن إجراء كهذا سيفجر « ثورة « على أبواب الحرم كما سيفجر أزمة سياسية مع الأردن، غير انه وبدلا من دراسة تلك التحذيرات راح يحرض فريقه السياسي للتهجم على ارغمان والشاباك.
 
كان نتنياهو يهدف من قرار نصب البوابات الالكترونية تحقيق هدفين اثنين :
 
الأول: مغازلة اليمين المتطرف والمزايدة على منافسيه من السياسيين الذي اتهموه بالفشل بعد حادثة إطلاق النار على الشرطيين في الحرم القدسي الشريف من أمثال نفتالي بينت وأيلييت شاكيد وزئيف إلكين.
 
الثاني: إضعاف سلطة الأوقاف الإسلامية على الحرم القدسي الشريف والدور الأردني في رعاية المقدسات الإسلامية في القدس لتنفيذ مشروع تهويد القدس واستباحة المسجد الأقصى وساحاته من قبل المستوطنين والذي بدأه نتنياهو مع الأحزاب اليمينية المتطرفة منذ أكثر من أربع سنوات، ولنتنياهو قناعة راسخة ان مشروع تهويد القدس لا يكتب له النجاح إلا بإضعاف الرعاية الهاشمية للمدينة التي مازالت تشكل «الدرع الواقي» للمدينة ومقدساتها.
 
وعندما نجح الأردن في الضغط السياسي على إسرائيل ودفعها إلى التراجع عن القرار مدعوما بالهبة الشعبية الفلسطينية البطولية في الدفاع عن الأقصى، تحول نتنياهو إلى أضحوكة في نظر اليمين المتطرف ووصلت الأمور حد مطالبة المجموعات الشبابية في الليكود عبر «قروبات الواتس اب» المطالبة باستبداله لفشله في ادارة معركة الحرم القدسي، وعلى طريقته الاستعراضية المعروفة سارع وبصورة غبية إلى استثمار عودة القاتل الإسرائيلي «زئيف» استثمارا مرتبكا يجمع بين الخوف من رد الفعل الأردني وبين الترحاب المتوقع من اليمين الإسرائيلي الذي يخطب وده ويظن انه سيعوضه عن تراجع شعبيته في موضوع الأقصى.
 
فماذا كانت النتيجة ؟؟
 
فشل كامل للاستعراض والقرارات المتسرعة لنتنياهو ويقول بن كسبيت وهو محلل سياسي في صحيفة معاريف تعليقا على رعونة نتنياهو (لقد شهدت بداية هذه الأزمة أيضاَ وضعاً استعراضياً مشابهاً. لماذا كان ينبغي على نتنياهو أن يعلن وهو على الطائرة التي أقلته إلى أوروبا أنه أمر بوضع بوابات إلكترونية على مداخل الأقصى؟ ولماذا حوّل هذه الخطوة التقنية إلى توجيهات قيادية جعلت منها حدثاً؟ في الطريق التي لا تؤدي إلى شيء فقدنا التواضع، والرصانة، والتركيز على الأساسي وترك ما لا لزوم له. إن حاجة نتنياهو إلى إرضاء الوحش اليميني الشره، وإرسال المزيد من «التوجيهات» و»الأوامر» واستعراض زعامته على جمهور لا يشبع، كلّفنا ثمناً غالياً. )
 
يقرأ نتنياهو يوميا عشرات المقالات الناقدة كما يتابع التراجع الكبير في منسوب شعبيته ولكونه لم يتعلم يوما معنى الانضباط العسكري والصبر والتخطيط الذي تعلمه خصومه في المؤسسة العسكرية يسارع الى رد الفعل المتهور والغاضب فيزيد « الطين بلة «.
 
يدرك نتنياهو ان قنبلة الحارس القاتل زئيف لم تنفجر بعد في وجهه وان هذا الملف الساخن مع الأردن لربما يقضى على مستقبله السياسي، فالرجل لديه عقدة مستعصية من الأردن، وبكل تأكيد فان سيناريو اغتيال خالد مشعل وما تبعه من نتائج مذلة له ولحكومته عام 1997 لا تفارق تفكيره، خاصة بعد تصريحات الملك عبد الله الثاني التي هدد فيها نتنياهو بشكل صريح عند قوله: اننا لن نتنازل أو نتراجع عن أي حق من حقوق مواطنينا، وسيكون لتعامل إسرائيل مع قضية السفارة ومقتل القاضي زعيتر وغيرها من القضايا، أثر مباشر على طبيعة علاقاتنا».
 
Rajatalab5@gmail.com