Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    12-Dec-2018

كسر مزراب العين.. - المحامي فخري إسكندر الداوود

الراي - أكتب مقالي هذا من خلال جريدة الرأي الغرّاء بدون مقدمات او دبلجات او محسنّات لغوية، فأنا لست ماهراً بذلك، وبصفتي أمثّل رأي قطاع وازن من رأي المسيحيين الأردنيين العرب الأقحاح وفي مختلف مناطقهم، وأعبّر عن ما يجول بالنفس والخاطر من مراقبتي لما يكتب وينشر على وسائل التواصل الاجتماعي كلّ ينم عن فكر صاحبه، فمنهم الجهلة قليلو الحركة وكثيرو الكلام الذين لم يستطيعوا أن يظهرواَ فكرَهم وشخصياتهم بالعلم والمعرفة، بل اتبعوا اسلوب الاساءة قاصدين الشعبوية السوقية، وهي «الهدف» ليتداوَل الناس اسماءهم بغض النظر عن «الوسيلة»، وأعتقد أن ما يكتبون وما ينشرون لا يمثّل قناعاتهم بقدر ما يمثّل غايتهم ألا وهي «كسر مزراب العين».

إنّ ما يصدر عن هذه الفئة لا يقبله لا المسلم ولا المسيحي ولا غيرهم من أتباع المذاهب وأصحاب الرأي بدلالة أن المتابع لوسائل التواصل الاجتماعي يلاحظ كم استاء إخوتنا وأهلنا من الأردنيين مما يجري بدون وازع من دينهم وبدون فهم للآخر .
إن المسيحية دين تسامح ودين محبة ودين العمل والأعمال، فقد انتشرت سيرة المسيح - له المجد- وتلاميذه على الأرض بالكلمة و المحبة و المغفرة، فهل نعبّر عن إيماننا بالشكوى إلى القضاء من أجل توقيف شخص يوم أو يومين؟ هذا لا الهدف ولا الغاية! إنّ الجهلة يسيئون إلى الإسلام قبل المسيحية، ويسيئون إلى الأردن بسمعته الطيبة العالمية التي رسمها جلالة الملك وتقلّد لقاء ذلك جائزة تمبلتون للوئام بين الأديان لعام 2018 ،وذلك تقديرا لجهود جلالته في تحقيق الوئام بين الأديان، وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وحماية الحريات الدينية.
أيها المسيحيون الأردنيون العرب الأقحاح أكبروا عن الصغائر كما انتم دائماً، وأعطوا المجال لإخوانكم المسلمين للرد على الضالّين أو غيرهم ممن يحتاجون إلى تصحيح المسار، فلا يحتاج الضالون كلّ هذه الفزعة، واقتدوا بمسيرة المسيحية على مرّ الدهور، التي تماهت مع الإسلام عند دخولهم بلاد الشام، وقدّمت الدعم الفكري و الثقافي للدولة الأموية والعباسية، وحاربت الغساسنة المسيحيين مع الإسلام ضد الروم المسيحيين بقيادة جدّنا العظيم جبلة بن الأيهم- والسلام ختام.