Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    30-Nov-2017

سوريا والعراق وصفقة القرن ! - محمد كعوش

الراي -  منذ احتلال العراق حتى اليوم تسعى اسرائيل الوصول الى العمق العربي وانهاء الصراع العربي الأسرائيلي على الصعيد الرسمي، والذي اعتقد أنه انتهى بلا ثمن ولا كلفة.

ومنذ اندلاع الفوضى والعنف والحرب الأهلية في أكثر من بلد عربي، تحت عنوان «الربيع العربي» بطبعته الأميركية الصهيونية، وهي الحالة التي تطورت الى مرحلة الصراع الأقليمي والدولي، خصوصا في سوريا، تم خلق حالة من الأنقسام والكراهية داخل المجتمعات العربية، تبعها تسريب منظم لتصريحات شعبية عربية منفردة ومبعثرة تطالب بانهاء الصراع مع اسرائيل وبدء حالة سلام معها، على حساب القضايا القومية والمصالح العربية ، بعدما انتهى العمل العربي المشترك على كافة المستويات.
 
ومنذ توقيع اتفاقية اوسلو حتى اليوم، تم هدم كل الجدران من حول اسرائيل وفك عزلتها، وبالتالي ترك الزمن الأسرائيلي يتحرك بحرية في كل الجهات ، خصوصا في افريقيا وآسيا، بالمقابل لحست اسرائيل توقيعها ونسفت المعاهدة ولم تلتزم بتنفيذ بنودها ، بل ذهبت الحكومات الأسرائيلية المتعاقبة الى تنشيط حركة الآستيطان والتهويد وضم ومصادرة مساحات جديدة واسعة من الأراضي المحتلة ، بحيث جعلت من اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة مهمة مستحيلة.
 
هذا الواقع الذي حرر اسرائيلي من العزلة والحصار، وحررها من كل التزماتها التي اقرتها معاهدة اوسلو وفرضتها الشرعية الدولية، شجعها على اعلان يهودية الدولة وضم القدس العربية المحتلة ، والتوسع الأستيطاني، كم مهد الطريق أمام الرغبة الأميركية بنقل سفارة واشنطن الى القدس، وهي المسألة التي عاد الرئيس ترمب يتحدث عنها في تصريحاته الخيرة.
 
هذا يثبت أن المشروع الأميركي – الأسرائيلي المتكامل تم البدء بتنفيذه منذ احتلال العراق والسعي الى تقسيمه على قاعدة طائفية ومذهبية ، وتعزز المشروع المشبوه مع اطلاق شرارة الفوضى والعنف والارهاب والحرب الأهلية في سوريا ، وهي الحرب التي تورطت فيها اطراف عربية واقليمية ودولية من أجل ادامتها وتحقيق الهدف الأكبر المتمثل بتفكيك الدولة وتقسيم سوريا الى امارات واقاليم مذهبية وعرقية المشروع بكامله يتم تتطابق مع وصية بن غوريون التي تقول ما معناه أن لا ديمومة لأسرائيل في المنطقة الا وسط محيط من الدويلات الطائفية والعرقية. وهو الهدف الرئيس للحركة الصهيونية اليوم ، خصوصا في سوريا بما تمثله من موقع سياسي وجغرافي وعقائدي.
 
الحقيقة أن أخطر ما حققته رياح الربيع العربي المسمومة يتمثل بحالة الصراع العربي – العربي الجوال ، وزرع الكراهية في عمق المجتمعات العربية ، ومحاولة خلق عدو مصطنع يبعدنا عن الصراع العربي ضد الأحتلال الأسرائيلي , ونخشى أن يكون في الأجندة العربية ما هو اسوأ ، لأننا ما زلنا نطل على صحراء معتمة ، تحجب عنا معالم الطريق.
 
هذا المشهد العربي البائس اليائس الطافح بالتشاؤم ، في زمن تتغير فيه التحالفات والمصالح بسرعة ، قد يصل الى مرحلة الفجر في اية لحظة ، ويبعث في نفوسنا الأمل بنهوض عربي جديد بعد فشل المشروع المشبوه الذي انكسرت موجة اندفاعة على صخرة الصمود السوري ، والذي يعززه صمود وثبات شعبنا قي الداخل فوق ارضه وداخل دياره ، رغم سياسة الترهيب والترويع ومصادرة الأراضي وهدم البيوت التي تمارسها اسرائيل بهدف تهجير الفلسطينيين وتفريغ البلاد من اهلها الصليين الشرعيين ، وفتح البواب امام المهاجرين الجدد من يهود العالم ، فهم يسعون الى تحويل اسرائيل من دولة يهودية الى دولة لكل اليهود..
 
ولكن ليس بالضرورة نجاح هذا المشروع الأميركي – الصهيوني ، الساعي الى تثبيت وجود اسرائيل في « الشرق الأوسط الجديد « وانهاء الصراع العربي الأسرائيلي ، وتصفية القضية الفلسطينية باسم « صفقة القرن «..