Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    07-Oct-2018

نافذتنا على العالم - د. أحمد يعقوب المجدوبة

الراي -  بسبب العولمة التي تفترض ضرورة معرفة المجتمعات بعضها ببعض، وبسبب وجود العديد من القضايا التي يهمنا أن نوصل موقفنا إزاءها للعالم، لا بد من وجود وسيلة إعلامية تقوم بتلك المهمة، من بين منصات بحثية أو أكاديمية أخرى.

ومن أهم الوسائل الإعلامية التي قامت وتقوم بتلك المهمة، بفاعلية واقتدار منذ منتصف السبعينيات من القرن الماضي، صحيفة الجوردان تايمز، الصادرة عن المؤسسة الصحفية الأردنية.
ما يميّزها أنها تصدر باللغة الإنجليزية، وهي لغة التخاطب العالمية الأولى، وأنها تتّسم بجدية لافتة في طرح القضايا وأنها على درجة عالية في المصداقية والجرأة والمسؤولية وتوخّي الحقيقة، إضافة إلى امتلاكها لأساليب التخاطب التي يفهمها العالم.
وما يميّزها كذلك احتضانها للعديد من كتاب الرأي المتمكّنين من القضايا التي يطرحونها، والذين تتسم مقالاتهم بالتنوع والرصانة، والذين يمثلون ويدافعون عن وجهة النظر الأردنية والعربية والإنسانية في أهم القضايا المحلية والإقليمية والدولية.
شهادتي في الجوردان تايمز تنبع من علاقتي الوثيقة بها والتي تمتد لأكثر من أربعين عاماً، أي منذ بداياتها، حينما عملت مراسلاً صحفياً فيها ومترجماً بدوام جزئي في نهايات عام 1977 ثم عدت بعد إكمال دراستي في الخارج لكتابة المقالات فيها بدءاً من عام 1984 ،إلى أن أصبح لي فيها عمود منتظم منذ عام 1993.
معرفتي عن كثب بالصحيفة ورؤساء التحرير المميزين الذين تعاقبوا على إدارتها، وبمعظم العاملين فيها، جعلتني أفخر دوماُ بأن أكون جزءاً من هذه المؤسسة الوطنية المتميزة في مهنيتها وأقدّر عالياً ما تقوم به، وأفهم أهمية دورها على المستويات المحلية والإقليمية والدولية.
فهي صحيفة مقروءة وذات أثر، وأُدرك من خلال التعليقات على مقالاتي ومقالات زملائي والمواضيع الاستقصائية التي تنشرها أن لها متابعين كثراً في الإقليم والعالم.
فلقد تلقيت، مثلما تلقى غيري من كتابها، عبر السنوات العديد من الرسائل والتعليقات وطلبات المقابلة والمشورة من العديد من الأفراد والمؤسسات في أميركا وكندا وأستراليا وألمانيا وبريطانيا وفرنسا والسويد وفنلندا والباكستان والهند واليابان وكوريا الجنوبية والصين وغيرها من البلدان العربية والأفريقية.
يضاف إلى ذلك أنها تكاد تكون الوسيلة الوحيدة المتاحة للسفارات والهيئات الدبلوماسية والمؤسسات الدولية في الأردن، والتي تقوم بدورها بإيصال صوت الأردن لحكوماتها.
نسوق كل ذلك كمقدمة لأهمية أن تلقى الجوردان تايمز الدعم والرعاية الكافيين.
عبر السنوات المتعاقبة، تلقت الجوردان تايمز دعماً لا بأس به من جميع الجهات المعنية، ومنها الحكومة. وشكّل هذا الدعم أحد أهم أسباب نموّها وتطورهاوفاعليتها.
بيد أن الدعم في السنوات الأخيرة بدأ ينحسر، فأخذت الصحيفة في فقدان بعض كتابها المهمين وأجزاء من صفخاتها والعديد من كفاءاتها. وهذا أمر محزن.
لقد زرتها قبل أكثر من شهر فوجدت المكان الذي كان يعج بالحياة والألق، تماماُ كخلية النحل، مليء بالمكاتب الفارغة والمساحات الخالية، وعلمت أن أكثر من عشرين من العاملين فيها قد تم تسريحهم أو أحيلوا على التقاعد بسبب الضائقة المالية. غادرت متألماً.
أمران أريد التأكيد عليهما هنا.
أولاً، تتسابق الدول اليوم، في عصر ثورة المعلومات، ليكون لها صوت مؤثر في الإقليم والعالم، وتبذل الغالي والنفيس في سبيل ذلك. كيف ندع صوتنا الذي حملته وتحمله الجوردان تايمز بكل كفاءة واقتدار يخبو؟
ثانياُ، الجوردان تايمز هي قصة نجاح أردنية بامتياز. كيف نتركها تضعف وتتراجع وتفشل لا قدر االله، في الوقت الذي نبحث فيه عن نهضة إعلامية وعن قصص نجاح نعزي بها أنفسنا في وقت أصبحت فيه قصص النجاح في القطاعات المختلفة جد شحيحة؟
المطلوب حملة لإنقاذ الجوردان تايمز، صوتنا ونافذتنا إلى العالم.
amajdoubeh@yahoo.com