Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    03-Feb-2019

صبحي فحماوي: أكتب لأفجر الأسئلة التي تفتح كوة في جدار الصمت

 الدستور-  عمر أبو الهيجاء

يعتقد الروائي والقاص والمسرحي صبحي فحماوي أن الجوائز لا تصل بالضرورة إلى الكاتب المبدع المستحق، وأنه يحاول أن يكتب رواية حداثية عن الربيع العربي، يمتزج فيها الخيال مع اللامعقول مع التاريخ مع الواقع المعاش، مؤكدا في الحوار التالي: وأنه يكتب أيضا ليسلط الضوء على الزوايا المعتمة التي لا يراها سائر القراء. «الدستور» التقت الروائي فحماوي وحاورته حول تجربته الروائية وحول احتفاء جامعة شعيب الدكالي بالمغرب بمنجزه الروائي، وحول قضايا أخرى أدبية.
]] الكتابة حياة بأكملها.. لماذا يكتب صبحي فحماوي؟
- أكتب للتعبير عن نفسي بما أفكر فيه.. ولأنقل ما في عقلي من أفكار وإبداعات إلى عقول القراء في الوطن العربي، وإلى قراء العالم ما أمكن. أكتب لأجعل النائم يصحو، والصاحي يقفز،  والضاحك يبكي والباكي يضحك، تحت مفهوم؛ «شر البلية ما يُضحك»..أكتب لأسلط الضوء على الزوايا المعتمة التي لا يراها سائر القراء، فيتثقفون..أكتب لأُمتِّع القراء بلذة النص..لأسليهم فأجعلهم ينسون أهلهم وهم يقرأون رواياتي أو سائر كتبي.. لأُعرِّف القرّاء على دروب لم يعرفوها، وأصور لهم صوراً متحركة لم يروها من قبل.. لأواسي الثكلى وأسعف الجرحى من جروحهم وأقول لهم: «كل الوطن العربي مجروح..وعلينا أن نقاوم لنعيش..».. أكتب لأتذكر الذي مضى.. أكتب لأتعرف على الذي سأكتب عنه، أكتب لأنزل الأحمال عن ظهري  فأرتاح قليلاً..أكتب لأصرخ بشدة، فشدة الصراخ  تخفف عن جسدي الوجع..أكتب لأتساءل: «لماذا».. لأفجر الأسئلة التي تفتح كوة في جدار الصمت والجهل والنسيان...أكتب لأطرب أهل الحي، رغم أنني ألاحظ جزئياً أن «أرغول الحي لا يُطرِب.».
]] بعض القراء يقولون أنك في كتاباتك  تكره المرأة، وبعضهم يقولون إنك تصور تفاصيل غير لائقة بماذا تعلق؟ 
- بالعكس، أجدني أومن بإعطاء المرأة حريتها كاملة غير منقوصة، وذلك في التربية والتعليم والعمل والميراث، مثل حرية الرجل، على أن تقوم المرأة بجهد إنساني واجتماعي ومهني وعملي مكافيء لجهد الرجل...وأنه لا داعي للزواج الذي يعقبه طلاق..حيث أن نسبة الطلاق في كثير من المجتمعات العربية تفوق 45% من حالات الزواج...وعدم الزواج أولى من طلاق الزواج..ذلك لأن الطلاق يجلب مشاكل أسرية  نفسية ومادية وخلقية لا حصر لها.وجاء أحدث نقد لروايتي «سروال بلقيس» من حيفا كتبه حسن عبادي أن صبحي فحماوي  نصير المرأة. فأنا لست كاتب إغراء..ولكنني أوظف الجنس في موقعه ليعطي الانطباع الإنساني المطلوب..وهي  بصمات ضبابية غير فاضحة.. ولكنها ضرورية لتصوير الموقف.
]] ماذا عن جوائز الأدب، وهل تعتبرها إيجابية، إذ تبرز بعض الكتاب وتدعمهم مالياً وتشجعهم على الكتابة، أم  تعتبرها سلبية إذ قد لا تمنح بالضرورة إلى الكاتب الأفضل؟ 
- أنت ربما تقول لأولادك: «إذا سمعتم الكلام، فسوف أعطي المطيع منكم هدية جائزة»، وبعد خبرتي الطويلة نسبيا بالجوائز، العربية منها خاصة، أعتقد أن من يستلم الجائزة هو الذي يسمع الكلام..صرت أشعر أن بعض الجوائز تهدف إلى قولبة النصوص الأدبية خاصة الروائية منها، إذ أن الرواية اليوم هي «ديوان العرب» فبذلك يكون الروائي حذراً من  كتابة ما يزعج  توجُّه الجهات المانحة، والتي هي أصلا  لا تمنح الجوائز بصفتها  «تكية»، بل تدفع لتؤثر في تطويع الكاتب ليكتب ما لا يعارض نهجها. وعند لقائي برئيس تحرير أكبر مؤسسة ثقافية عربية قلت له: لماذا لا ترسلون رواياتكم للجوائز؟ فقال بالحرف الواحد: «نحن لا نحصل على الجوائز.» ومثله قال لي رئيس شركة طباعة ونشر من أشهر الدور في بيروت أنه لا يرسل رواياتهم للجوائز، لأن الجوائز موجهة..أو انتقائية..ولا داعي للتفصيل. هذا من جهة، ومن جهة أخرى، تجد أن بعض النقاد - ولا أعمم- مزاجيون في منح هذا الروائي، أو الحجب عن ذاك، وهذا المزاج قد يخضع للفئوية، أو الجهوية، أو الفكرية، وأحيانا  للمصلحة الشخصية..وفسر المصلحة الشخصية  كما تشاء.
]] ماذا عن المؤتمر الدولي الثالث للرواية العربية في جامعة شعيب الدكالي في المغرب، وكيف جاء متخصصاً، تحت عنوان: (دورة صبحي فحماوي)؟
-  سبق وأن شاركت في  المؤتمر الثاني للرواية في الجامعة نفسها، فقدمت ورقتي بحضور رئيس المؤتمر، الدكتور عز العرب إدريسي أزمي، الذي بعد يومين طلب مني أن أقدم محاضرة عن الرواية العربية، لوفد أوكراني زائر من طلبة ماجستير ودكتوراه.. فقدمتها بحضوره ومراقبته الحثيثة، وفي اليوم الأخير من المؤتمر قال لي إن لجنة المؤتمر، بعد أن قرأ كل منهم رواية من رواياتك العشر، قرروا أن يكون المؤتمر الثالث بعنوان: (دورة  الروائي صبحي فحماوي)، وخلال سنة التحضير للمؤتمر، الذي سيعقد في 15-4-2019- قال لي الرئيس أنهم تلقوا عدة دراسات  مقدمة للمؤتمر لروائيين آخرين، ولكنهم رفضوها، وأصروا أن يكون المؤتمر متخصصا برواياتك، ذهلت لهذا الكرم المغربي الذي لم أحصل عليه حتى في بلدي الأردن، الذي عشقته وزرعت فيه أكثر من مليون شجرة، ناهيك عن الشجيرات والأزهار.
]] هل من رواية جديدة تكتبها خلال هذه الأيام؟
- أبتعد كثيرا عن كتابة رواية تسرد حادثاً ما، مثل ذاك الروائي الذي كتب رواية عن الطبيب النسائي الفلسطيني الذي يجري العمليات للنساء الإسرائيليات، قائلاً إن العلم لا يعرف وطناً.. ولكنه فوجيء في الاعتداء الإسرائيلي على غزة عام 2009، بأن جيش العدوان قتل بناته الثلاث إضافة إلى ابنة شقيقه دفعة واحدة. مفارقة مذهلة...ولكنني أرى أن الروائي ليس مؤرخاً بقدر ما هو كاتب خيال متأثر بالواقع ومؤثر فيه. أما وقد كُشِفت أسرار الربيع العربي، فإنني أجد نفسي مضطراً لكتابة ما يوحى به الجن الذي يركب رأسي ويدعوني للكتابة في موضوع  لم أكن أفكر فيه..أجده يملي عليّ ما يريد، فأكتشف أنني قد عرفت ما لم أكن أعرف..نعم أحاول أن أكتب رواية حداثية عن الربيع العربي، يمتزج فيها الخيال مع اللامعقول مع التاريخ مع الواقع المعاش.