Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    13-Apr-2018

الخصومة مع إيران تخيّم على أعمال القمة العربية في السعودية

 

الرياض- تتركز أعمال القمة العربية التي تستضيفها السعودية الأحد حول ثلاثة مواضيع رئيسية، هي الحرب في سورية التي تستعد لضربة غربية محتملة على خلفية هجوم كيميائي اتهمت دمشق بتنفيذه، ومستقبل القدس قبل شهر من نقل السفارة الأميركية اليها، والتصعيد في اليمن.
 
الا ان الرياض ستسعى خلال القمة ال29 في مدينة الظهران في المنطقة الشرقية، الى التعبئة ضد ايران، خصمها الأكبر، قبل أسابيع من قرار أميركي مرتقب قد يؤدي الى انسحاب واشنطن من الاتفاق الدولي حول البرنامج النووي الايراني، بحسب ما يرى محللون.
 
ويقول المحلل في "معهد الدراسات الدولية والشؤون الاستراتيجية" كريم بيطار ان السعودية "ستدفع باتجاه موقف أكثر حزما ضد ايران، ليس بالضرورة حول الملف النووي، لكن أيضا بشأن النفوذ الايراني في دول عربية، وخصوصا العراق وسورية ولبنان واليمن".
 
وتتمتع ايران بنفوذ كبير في الشرق الاوسط وتدعم مجموعات شيعية مسلحة موالية لها في عدد من دول المنطقة، على رأسها حزب الله اللبناني.
 
وتتحالف ايران في سورية مع نظام الرئيس بشار الاسد، وتقدم له دعما عسكريا كبيرا بشكل مباشر وعبر مستشارين عسكريين ومجموعات مسلحة، ما ساهم في استعادة القوات السورية خلال السنوات الاخيرة، لمناطق كانت خسرتها لصالح مقاتلي المعارضة او التنظيمات المتطرفة.
 
وفي اليمن حيث تخوض السعودية على رأس تحالف عسكري حربا منذ أكثر من ثلاث سنوات، تؤيد طهران بشكل علني المتمردين الحوثيين الشيعة الذين يقاتلون هذا التحالف، لكنها تقول ان تأييدها هذا ينحصر بالسياسية، نافية تهريب أسلحة لهم.
 
كما ان الجماعات المسلحة الموالية لايران في العراق تحظى بنفوذ كبير وهي قريبة من الحكومة.
 
ويرى اندرياس كريغ، الاستاذ المساعد في الدراسات الدفاعية في "كلية كينغز" في لندن، ان "السعودية والامارات ودولا عربية اخرى بينها مصر" تقود الدفع نحو "احتواء" ايران في المنطقة. ويضيف ان السعودية توجهت أيضا نحو العراق "من أجل محاولة بناء علاقات والتعامل مع الميليشيات هناك".
 
وتابع "يمكن القول ان ايران في صلب القمة".
 
ويشارك في القمة قادة ومسؤولون من 21 دولة عربية من أعضاء جامعة الدول العربية ال22، وتغيب سوريا التي لا تزال عضويتها معلّقة منذ ان اتخذ قرار بذلك قبل نحو سبع سنوات على خلفية تعامل النظام السوري بقسوة مع التظاهرات المطالبة بالتغيير في بداية النزاع.
 
وتنعقد القمة في وقت تواجه إدارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب، الحليف الرئيسي للسعودية، اختبارا صعبا حيال كيفية التصرف في سوريا بعد التقارير عن استخدام أسلحة كيميائية في هجوم في الغوطة الشرقية قرب دمشق.
 
وكان ترامب أعلن عن ضربة وشيكة على سوريا، لكنه عاد كتب في تغريدة "لم أقل قط متى سينفذ الهجوم على سوريا. قد يكون في وقت قريب جدا أو غير قريب على الإطلاق".
 
ومن المتوقع أن يصدر عن القمة بيان بشان الهجوم في سوريا حيث تدعم السعودية مجموعات مسلحة معارضة.
 
وقال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال زيارة رسمية لباريس هذا الاسبوع ردا على سؤال حول إمكانية انضمام بلاده إلى ضربات محتملة في سوريا، "إذا كان تحالفنا مع شركائنا يتطلب ذلك، فسنكون جاهزين".
 
وبعد سنوات من المطالبة بتنحي الاسد، بدّلت السعودية من موقفهاوبدت على لسان ولي العهد الشاب مقتنعة بأن الرئيس السوري باق.
 
ويوضح بيطار ان "القوى الاقليمية التي بدت في السابق مصممة على إسقاط النظام السوري، وخصوصا السعودية وتركيا، قبلت الآن بالوضع الراهن، وبأن الاسد باق".
 
لكنه يضيف ان الايرانيين "يدركون جيدا" بدورهم أن الأسد "غير قادر على تسيير الامور وحده، وقد بدأوا يقتنعون بانه سيتوجب عليهم أن يتفاوضوا حول حدود نفوذهم" في سوريا.
 
الى جانب التطورات السورية، يمثل الوضع في اليمن والاتهامات السعودية لايران بتأجيج النزاع فيه، موضوعا رئيسيا على جدول أعمال القمة خصوصا مع تصعيد المتمردين الحوثيين هجماتهم الصاروخية على أراضي المملكة.
 
وأعلن التحالف العسكري في اليمن مساء الخميس ان القوات السعودية تمكنت من اعتراض صاروخ بالستي أطلق باتجاه المملكة، غداة قيام المتمردين الحوثيين بمهاجمة السعودية بطائرتين من دون طيار وبثلاثة صواريخ بالستية.
 
وبدأت السعودية على رأس تحالف عسكري عملياتها في اليمن في آذار/مارس العام 2015 دعما للسلطة المعترف بها دوليا وفي مواجهة الحوثيين الشيعة الذين سيطروا على العاصمة ومناطق اخرى. وقتل منذ هذا التدخل نحو عشرة آلاف شخص.
 
ويأتي انعقاد القمة العربية قبل نحو شهر من نقل السفارة الاميركية الى القدس في أيار/مايو المقبل، الامر الذي تراه تل أبيب "تاريخيا"، في حين يندد به الفلسطينيون.
 
وتعتبر إسرائيل القدس بشطريها عاصمتها "الأبدية والموحّدة"، في حين يطالب الفلسطينيون بان تكون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المنشودة.
 
وجدد وزراء الخارجية العرب في اجتماع تحضيري للقمة في الرياض الخميس رفضهم الخطوة الاميركية، معتبرين ان قرار نقل السفارة يعتبر "باطلا" ويشكل "خرقا خطيرا للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة".
 
وينتظر من القمة أن تصدر إعلانا بهذا الشأن، الا أنه من غير المؤكد ما اذا كانت الدول العربية ستتخذ خطوات فعلية لمواجهة هذا القرار، اما انها ستكتفي بالادانة.(أ ف ب)