Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    09-Jan-2020

«الانتقام لسليماني».. طهران تضرب وواشنطن تهون والعالم قلق

 عواصم - قصفت طهران قوات أمريكية في العراق، فجر أمس الأربعاء، وسط احتفاء إيراني لافت وتهوين أمريكي، بالتزامن مع قلق دولي دفع إلى توقف رحلات الطيران إلى العاصمة بغداد، والمطالبة بضبط النفس.

وفي وقت سابق أمس، أعلن الحرس الثوري الإيراني استهداف قاعدتين أمريكيتين بالعراق، بعشرات الصواريخ الباليستية، ردًا على مقتل الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق «القدس»، بغارة أمريكية في بغداد، الجمعة الماضي. كما تحدثت وكالة «فارس» شبه الرسمية، عن وقوع 80 قتيلا على الأقل، في الهجوم الذي قالت إنه أوقع أضرارا كبيرة في قاعدة «عين الأسد»، وهو ما نفاه مسؤول أمريكي في تصريح لقناة «سي إن إن».
ولاحقًا أعلن متحدث الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، أن بلاده لا تملك إحصائيات حول عدد القتلى والأضرار جراء الهجوم، وإن «لا تؤيد أي إحصائية». وعقب الهجوم الإيراني على القاعدتين، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس دونالد ترامب أحيط علمًا بالهجوم، وأنه يتابع تطورات الأوضاع عن كثب.
المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، قال إنّ بلاده «وجهت صفعة على وجه الولايات المتحدة»، مؤكدا أنّ العمل العسكري ضد واشنطن «ليس كافيا». وعلق الرئيس الإيراني حسن روحاني على القصف الصاروخي قائلا: «لقد قطعوا يد سليماني، وانتقام ذلك سيكون عبر قطعنا لأقدامهم عن المنطقة». وأعلن وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، انتهاء رد طهران على اغتيال سليماني، مشيرا أنّ بلاده هاجمت القاعدة الأمريكية التي استغلتها واشنطن لشن هجوم استهدف سليماني الأسبوع الماضي.
أما من الجانب الأمريكي، فأعلن البيت الأبيض أن الرئيس دونالد ترامب أحيط علمًا بالهجوم، وأنه يتابع تطورات الأوضاع عن كثب. وفي أول تغريدة عقب الهجوم الإيراني، قال ترامب عبر «تويتر»، إن بلاده تجري تقييمًا للخسائر والأضرار التي نجمت عن القصف الصاروخي الإيراني لقاعدة «عين الأسد» بمحافظة الأنبار غربي العراق، ولقاعدة أخرى بأربيل (شمال).
وبعد القصف، كتب ترامب: «كل شيء على ما يرام! لدينا أقوى جيش ومجهز تجهيزا جيدا في أي مكان بالعالم، إلى حد بعيد».
فيما نقلت فضائية «سي إن إن» عن مسؤول أمريكي (لم يفصح عن اسمه) نفي وقوع قتلى بصفوف جنود بلاده جراء الهجوم، بحسب معلومات أولية، قائلا: «لم يقتل أي أمريكي جراء الهجمات الصاروخية، والتحقيقات متواصلة بهذا الخصوص». وأكد مسؤول أمريكي آخر، للفضائية الأمريكية ذاتها، أن القوات الأمريكية تلقت تحذيرًا قبل الهجمات، وأن الجنود دخلوا إلى الملاجئ قبل وقوعها.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال إن إسرائيل ستوجه «ضربة ساحقة»، في حال أقدمت إيران على ضرب أهداف إسرائيلية، ردا على مقتل سليماني.
ودعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فان دير لين، إلى وقف فوري للتصعيد المسلح بالشرق الأوسط، والعمل على حل المشاكل العالقة عن طريق الحوار.
الصين بدورها دعت واشنطن وطهران لمواصلة ضبط النفس، محذرة من أن سوء الأوضاع بالشرق الأوسط لا يخدم مصلحة أحد.
الخارجية البريطانية أدانت الهجوم الصاروخي الإيراني، وأعربت عن قلقها حيال سقوط عدد من المصابين في الهجوم (دون تحديد).
ألمانيا أيضا لم تتأخر في إدانة الهجوم الإيراني، وقالت وزيرة دفاعها أنيغريت كرامب كارينباور، في تصريحات إعلامية، إن بلادها تدين بشدة الهجمات الإيرانية، مؤكدة ضرورة القيام بكل ما من شأنه تهدئة الوضع.
وفي العراق، أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال، عادل عبد المهدي، أن إيران أبلغت بلاده بالضربة الصاروخية ضد القاعد الأمريكية قبل تنفيذها بقليل، دون ذكر مواقع محددة. وقال بيان صادر عن مكتبه، إنه «بعد منتصف الليل بقليل من يوم أمس الأربعاء، تلقينا رسالة شفوية رسمية من قبل الجمهورية الاسلامية في إيران، بأن ردها على اغتيال الشهيد قاسم سليماني قد بدأ أو سيبدأ بعد قليل». وأضاف أن الرسالة تضمنت أن «الضربة ستقتصر على أماكن تواجد الجيش الأمريكي في العراق دون أن تحدد مواقعها».
وأوضح البيان: «وفي نفس الوقت بالضبط، اتصل بنا الجانب الأمريكي، وكانت الصواريخ تتساقط على الجناح الخاص بقواتها في قاعدتي عين الأسد في الأنبار (غرب) وحرير في أربيل (شمال) وفي مواقع أخرى (دون تحديد)». وتابع: «بالطبع كنا قد أنذرنا، فور تلقينا خبر الهجوم، القيادات العسكرية العراقية لاتخاذ الاحتياطات اللازمة، ولم تردنا لحد اللحظة أية خسائر بشرية لدى الجانب العراقي، ولم تردنا رسميا الخسائر في جانب قوات التحالف (الدولي)». ودعا عبد المهدي الجميع إلى «ضبط النفس وتغليب لغة العقل والتقيد بالمواثيق الدولية واحترام الدولة العراقية وقرارات حكومتها، ومساعدتها على احتواء وتجاوز هذه الأزمة الخطيرة التي تهددها والمنطقة والعالم بحرب مدمرة شاملة». (وكالات)