Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    25-May-2018

أسوار المدينة المقدسة وحقول فلسطين وعتبات الأقصى تروى بدماء شهداء الأردن القدس..استمرار الوصاية الهاشمية على المقدسات
عمان -الراي -  منال القبلاوي - لا تكاد تمضي جمعة إلا ويخرج الاردنيون الى جانب التوأم الفلسطيني، دعما للقدس والمقدسيين خاصة والفلسطينيين عامة في كل فلسطين، لمواجهة الاجراءات الاسرائيلية لتهويد القدس ومصادرة المزيد من الاراضي، هذا الدعم من الاهل في الاردن حالة يومية يعبر عنها ابناء المملكة نحو اشقائهم الفلسطينيين المحاصرين، وفقا للإمكانات المتاحة لديهم، وشعورا بالمسؤولية التاريخية والانسانية نحو هذه الارض المباركة.
وفي خطابه في قمة منظمة التعاون الاسلامي في اسطنبول مؤخرا أكد جلالة الملك عبداالله الثاني ان حق المسلمين والمسيحيين في القدس ابدي خالد.
فالقدس في وجدان كل المسلمين والمسيحيين. وكعادته وفي كل محفل دولي لم يتوان جلالته عن طرح مخاطر طمس هوية القدس الاسلامية المسيحية امام الرأي العام. لكن هذا العام التحديات التي تواجهها مدينة القدس اكبر بعد نقل السفارة الأميركية في إسرائيل إليها ومجزرة «مليونية العودة» في قطاع غزة.
وما يدل على اهمية القدس لدى الهاشميين مستوى الوفد الاردني المرافق للملك في قمة اسطنبول والذي شمل اشقاء جلالته الاربعة، الامراء فيصل وعلي وحمزة وهاشم بما يمثل رسالة أردنية تؤكد خصوصية ملف القدس للعائلة الهاشمية من منطلق مسؤولية الإشراف والرعاية للقدس والمقدسات، وفق بعد تاريخي متوارث، كما يمثل في أحد جوانبه ردا على أي ادعاءات لغير الهاشميين بالوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة.
الوصاية حق تاريخي وديني وعقائدي وللحديث عن حق ودور الهاشميين في رعاية القدس على مر التاريخ ، يقول مدير عام دائرة الاقصى في وزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية الاردنية عضو اللجنة الوطنية الاردنية للتراث العالمي في اليونسكو عبداالله العبادي ان «الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس حق تاريخي ديني عقائدي رسمي توثيقي وقانوني ومنذ الازل. وبحكم الوصاية فإن جلالة الملك عبداالله الثاني هو صاحب الوصاية وخادم الاماكن المقدسة في القدس».
فالوصاية الهاشمية» قائمة وليست مهددة ومستمرة ولن تتوقف–باذن االله- واي قرار من قرارات الاحتلال او الرئيس الامريكي دونالد ترمب ليس لها اي اثر قانوني على الارض. فحق السيادة على الارض في الدولة الفلسطينية قائم وموجود لفلسطين والرعاية على المقدسات في القدس قائمة وموجودة للقيادة الهاشمية الاردنية ».
الأقصى.. الأرض وما عليها
وزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية انفقت ما يزيد على مليار دولار في الاعمارات الهاشمية للمقدسات في القدس منذ عهد الشريف الحسين بن علي قائد الثورة العربية الكبرى ولغاية الان.
ويبين العبادي ان مفهوم (الاقصى) حسب التعريف الذي وضعته لجنة فلسطينية اردنية مختصة وتم
تسليمه لليونسكو هو (الارض وما عليها والتي دار عليها السور فوق الارض وتحت الارض من جهاته الاربعة ومساحته ١٤٤ دونما).
ويشمل المسجد الاقصى وقبة الصخرة المشرفة والمساجد الاخرى والقباب والمآذن والبوائك والمدارس والاروقة والابواب والمنابر والمصاطب ومصادر المياه وحائط البراق والمتحف الاسلامي ، واصفا القدس بانها « زهرة المدائن وقبلة المسلمين الاولى وثالث الحرمين الشريفين ومسرى الرسول ومعراجه الى السماوات العلى وهي المدينة التي تعمر القوب وتهواها.
وبحسبه فقد قام الاردن عام ١٩٨١ بادراج البلدة القديمة في القدس واسوارها على لائحة التراث العالمي في منظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم «اليونسكو» من اجل الحفاظ على التراث الانساني والمعماري التاريخي للمدينة مما تم ادراجها على لائحة التراث العالمي المهدد بالخطر عام ١٩٨٢ حتى لا يتم تغيير او طمس المعالم التاريخية والتراثية للقدس.
رعاية منذ عهد الإسلام الأول
يشار الى ان الرعاية الهاشمية للمسجد الاقصى والمقدسات الاسلامية بالقدس الشريف بدأت اصلا منذ عهد الاسلام الاول منذ أن أسري برسولنا الكريم العربي الهاشمي الامين محمد صلى االله عليه وسلم من البيت الحرام بمكة المكرمة الى المسجد الاقصى في القدس وعروجه للسماوات العلا.
وصلى نبينا الكريم بالانبياء اماما فيهم في المسجد الاقصى.ومن هنا بدأت حقيقة الرعاية الهاشمية
للاقصى من النبي الهاشمي الامين.
اما في العصر الحديث فان الشريف الحسين بن علي قائد الثورة العربية الكبرى ناداه وبايعه اهل فلسطين على ان يكون الخليفة وامير المؤمنين ما اقام حكم االله فيهم.
ونادى الشريف اهل القدس لاعمار المسجد الاقصى المبارك وتبرع حينها الشريف الحسين في اول اعمار هاشمي سنة ١٩٢٤ بمبلغ ٢٤ الف دينار ذهبي خص بها المسجد الاقصى المبارك من اصل مبلغ اكبر تبرع فيه للقدس.
وفي السنة نفسها تم تعيين الامير عبداالله الاول ليكون متابع لهذا الاعمار الهاشمي وهنالك رسائل خطية موجهه من اهل القدس يشكرون الشريف الحسين بن طلال والملك عبداالله الاول على اعمارهم للمسجد الاقصى.واستمرت الرعاية والوصاية الهاشمية على القدس والمقدسات الاسلامية والمسيحية فيها.وكان الشريف يؤكد على ان المسيحين بالقدس يجب ان نرعاهم ومن آذى اي نصراني فقد آذاني.
الهاشميون رووا القدس بدمائهم واستمرت الرعاية في عهد الملك عبداالله الاول والذي استشهد على عتبات المسجد الاقصى كما يشهد الجميع معركة عام ١٩٤٨ وكيف الجيش العربي بقيادة الملك عبداالله الاول حافظ على الشطر الشرقي بالقدس رغم كل المؤمرات التي كانت انذاك على العرب والمسلمين بالقدس ، ثم جاء بعد ذلك الملك طلال وكان جندي من جنود الجيش العربي وحارب على اسوار القدس.
وبعدها جاء الملك الحسين بن طلال وفي عهده نفذ الاعمار الهاشمي الثاني والثالث للمسجد الاقصى وفي عهد جلالته آمر بعمل مشروع (قانون لجنة اعمار المسجد الاقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة) والتي بدورها حافظت ورعت ورمتت وصانت المسجد الاقصى بكافة مبانيه ومرافقه بعد ان كانت مباني المسجد الاقصى قد تعرضت لانواع التلف المختلفة.
وبذلك كان لابد من مأسسة عمل رعاية المسجد الاقصى وهذه المأسسة اتت من خلال اصدار القانون الاردني رقم ٣٢ لسنة ١٩٥٤ والخاص لانشاء قانون لجنة اعمار المسجد المبارك وقبة الصحرة المشرفة من ترميم ورعاية وحماية لكامل المسجد الاقصى من قبابه واروقته وسباطه وساحاته ففيه (٢٠٠ (معلم اسلامي منها الاموي والايوبي والمملوكي كلها معالم تاريخية مهمة من جميع العصور الاسلامية السابقة.
ولا ننسى، كيف ان الملك الحسين بن طلال رحمه االله باع بيته في لندن سنة ١٩٩٤ لترميم قبة الصخرة حيث استبدل القبة الخارجية باخرى جديدة مصنوعة من صفائح النحاس المخلوط بالزنك والمعالجة بطبقة من الذهب عيار ٢٤ بعدما كان قد كسا القبة بصفائح الالمنيوم المذهبة وقام بتركيب الرخام على الجدران الداخلية وترميم بلاط القيشاني الخارجي عام ١٩٥٢ كما وتمت صيانة الزخرفة الداخلية في القبة الخشبية وتركيب نظام للانذار والحرائق لاحقا.
اما في عهد جلالة الملك عبداالله الثاني ومنذ توليه الحكم سنة ١٩٩٩ فقد كان المسجد الاقصى المبارك محط اهتمامه.حيث امر جلالته بانشاء (الصندوق الهاشمي لاعمار المسجد الاقصى وقبة الصخرة).ويعمل الصندوق الهاشمي لاعمار قبة الصخرة وفقا لقانون رقم ١٥ لسنة٢٠٠٧.
وهذا الصندوق يعد الذراع المالي للجنة الاعمار، وكان جلالته اول المتبرعين للصندوق وتوالت تبرعات جلالته.
وبحسب العبادي -حاليا لدينا مشاريع اعمار بقيمة (٤-٥ (ملايين دولار منها ما تم انجازه ومنها ما هو مستمر العمل به وجميعها من جيب جلالته الخاص.
للقدس مخصصات بموازنة الدولة
الى جانب موازنة الحكومة الهاشمية السنوية والتي تمنح نحو (١١-١٢ ( مليون دينار كموازنة لدائرة اوقاف القدس و٢ مليون دينار اخرى موازنة لجنة الاعمار الموحدة الى جانب تبرعات جلالته الخاصة.
وكشف العبادي انه منذ عام ٢٠٠٣ ولغاية الان فان كل ما تحتاجه عمليات الاعمار في القدس من مبالغ ناقصة من موازنة الدولة فان جلالة الملك عبداالله الثاني يدفع من جيبه المبلغ الناقص.
وبلغ ما دفعه الهاشميون والاردنيون على اعمار المسجد الاقصى منذ عام ١٩٢٤ ولغاية الان مليار دولار.
فيما بلغت قيمة المشاريع التي قامت بها الاوقاف في القدس من جيب الملك الخاص خمسة ونصف مليون دولار.
فك الإرتباط لم يشمل القدس
كما ان الاردن لم يشمل القدس عند تصريحه الرسمي بقرار فك الارتباط مع الضفة الغربية في ٣١- تموز-سنة ١٩٨٨ .وهذه نقطة سياسية هامة تمثلت باستثناء القدس من قرار فك الارتباط مع الضفة الغربية. فالسيادة على الارض في الدولة الفلسطينية لفلسطين والرعاية على المقدسات للقيادة الهاشمية الاردنية.
وبحكم الاتفاقية فالوصاية تشمل كل الاملاك الوقفية الاسلامية والمسيحية في القدس.
وبين العبادي ان اكثر من ٨٠ ٪من القدس تشكل الاماكن المقدسة واكثر من٦٠ ٪منها املاك وقف اسلامي فيما اكثر من ٨٠ ٪من القدس هي وقف مسيحي وسلامي ، حيث يوجد (١٤٠٠ (عقار هي وقف اسلامي تؤجرها الاوقاف الاردنية وتستثمرها لبقاء واثبات حق المقدسين بالارض وبالقدس.حيث ان توجه جلالته في هذا الاطار عدم رفع الايجار على اهل القدس دعما لهم وبقاءهم في القدس فاحد الايجارات يبلغ مئة دينار بالسنة.
واشار الى ان العديد من الاملاك الوقفية الاسلامية في القدس هي مؤجرة للاخوة المسيحين و منها الكنيسة الانجيلية اللوثرية ومستشفى المطلعة كما هو الحال في جبل الطور (المصعد) فهو جزء من مسجد ومؤجر للاخوة المسيحيين وهنالك (٣٠ (ديرا قائمة على املاك وقف اسلامية. مما يؤكد وجود تآخي حقيقي بين المسلمين والمسيحيين وتشابك تاريخي اسلامي مسيحي قل نظيره.
وصاية مستمرة وليست مهددة فالوصاية قائمة وليست مهددة ومستمرة ولن تتوقف باذن االله واي قرار من قرارات الاحتلال او الرئيس الامريكي ترمب ليس لها اي اثر قانوني على الارض فالحق موجود ولن يذهب والوصاية ايضا موجودة.ونحن مستمرون بالعمل رغم عوائق الاحتلال لعمل الاوقاف الاسلامية هنالك حيث الادارة العامة للاوقاف برئاسة الشيخ محمد عزام الخطيب التميمي والتي تتكون من مجموعة مديريات وهي بمثابة وزارة مصغرة وهي جزء من عمل وزارة الاوقاف الاردنية.واكد العبادي انه ولدعم الجهة التي تقوم بتنفيذ الوصاية الهاشمية على ارض الواقع ممثلة بالاوقاف هناك وكي تبقى قوية فيجب علينا في الاردن رعايتها ودعمها في هذا الاطار.
ومن اشكال هذا الدعم تأتي المكرمات الملكية التي يقدمها جلالته لموظفي الاوقاف هنالك حيث يتم زيادة رواتب الموظفين باستمرار بحيث يزيد الراتب عن ٢٤٠-٢٦٠ ٪عن الراتب العادي لنفس الوظيفة في الاردن اضافة لعلاوات اخرى منهاعلاوة دعم الصمود .