Monday 29th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-Apr-2024

أحيانا يكون من الجدير ضبط النفس

 الغد-هآرتس

بقلم: إيهود أولمرت
 
هجوم إيران على إسرائيل استهدف أن ينقش في وعي جميع المشاركين في هذه الدراما في الشرق الأوسط بأن إيران هي العامل الرئيسي. إيران ليست فقط وكلاءها في الشمال والجنوب وفي سورية والعراق، هي أولا وقبل كل شيء القوة الرئيسية التي تملي الخطوات، التي تقرر جدول الأعمال وتناور بين القوات التي تعمل في المنطقة. الطائرات المسيرة الـ300 التي أطلقتها على دولة إسرائيل وعشرات الصواريخ المجنحة والصواريخ الباليستية هي الدليل على قوتها الكبيرة، والدليل على تنوع الوسائل القتالية لإيران وقدرتها على أن تصبح خصما، ليس فقط لإسرائيل، بل أيضا للدول العظمى التي زعماؤها يتصلون مع آية الله في إيران من أجل ردعه وتحذيره من نيته عن حربه العلنية.
 
 
هذا الهجوم انتهى بهزيمة ساحقة. الليلة بين منتهى السبت وأول من أمس، أنزلت على إيران وحلفائها هزيمة مدوية. هذه كانت ليلة النصر الأكبر لسلاح الجو الإسرائيلي وقادته وطياريه، وبالطبع لرئيس الأركان ومساعديه. في هذه الليلة، مرة أخرى، حاز الجيش الإسرائيلي، أكثر مما في كل أشهر القتال الطويلة، الجرأة والشجاعة للجنود النظاميين وجنود الاحتياط، على ثقة الدولة ومواطنيها. فقد تبين لكل العالم بأنه حتى 300 مسيرة وعشرات الصواريخ المجنحة والصواريخ البالستية لا يمكن أن تضعضع أمن إسرائيل وتفوقها العسكري والعلمي وإنجازاتها التكنولوجية. هذا كان استعراضا للشجاعة والكفاءة العبقرية والدقة والقدرة على السيطرة والتنسيق والقيادة العسكرية المنضبطة والهادئة والمهنية.
تلك الليلة كانت أيضا ليلة النصر الأكبر للرئيس الأميركي جو بايدن. فبالهدوء وضبط النفس والالتزام الكامل بأمن إسرائيل والقدرة على تجنيد لهذا الجهد العسكري أيضا بريطانيا وفرنسا وجهات أخرى ما تزال هويتها سرية، هو خلق الفرق المهم في نتائج هذه المواجهة. إنجاز أميركا ليس فقط في الوقوف العلني والمثير للانطباع للرئيس، بل بالإسهام المباشر في هذا الإنجاز العسكري.
يمكن الافتراض أن أساس عملية الاعتراض هو سلاح الجو الإسرائيلي. أيضا يمكن الافتراض بأنه لولا الأميركيين والبريطانيين، لا سيما في المناطق البعيدة، لكانت إسرائيل ستنجح فقط في إحباط 75 % من هذا التهديد. الفجوة في نسبة نجاح الإحباط هي الفجوة بين ضربة محتملة مؤلمة جدا (تدمير عدد من قواعد سلاح الجو وعشرات القتلى والشعور بأننا مكشوفون ومن دون حماية) وبين نتيجة هجوم إيران الفعلي. بالتالي، إسهام الولايات المتحدة ليس فقط الصورة الدولية لتحالف سياسي وعسكري، بل هو إسهام حقيقي لجنود أميركيين الذين من دونهم ما كنا سنحصل على صورة النصر الحاسم. الاستنتاج المطلوب متعدد الوجوه. أولا، من المهم جدا عدم انجرار إسرائيل إلى حرب تصريحات متبجحة من النوع المعروف في محيطنا. سلاح الجو أعاد للدولة والجيش المكانة التكنولوجية التي تراجعت. مقاتلو سلاح الجو أعادوا إلى وعي الجمهور التفاخر والثقة. ولكن من دون بايدن كل شيء كان سيكون مختلفا. من الجدير تذكر ذلك قبل أن تبدأ أدوات رئيس الحكومة والمحيطين به في إطلاق التصريحات والتهديدات والتحذيرات والطلبات.
في هذا السياق، لا يمكن ألا نعيد النظر مرة أخرى فيما إذا كانت تصفية حسن مهداوي تمت في التوقيت الصحيح. الحديث يدور عن شخص كان متورطا في نشاطات عسكرية استفزازية ضد إسرائيل، وكان عاملا رئيسيا في تنسيق وتفعيل قتال حزب الله والميليشيات الإيرانية في سورية. مع ذلك، من الواضح أنه في الوقت الذي تقرر فيه تصفيته لم يتم فحص إمكانية أن هذا الأمر يمكن أن يكون مرتبطا بتوسع القتال وتدخل مباشر من قبل إيران والخوف من اندلاع حرب شاملة بتدخل من دول عظمى، تهز الشرق الأوسط وتورط إسرائيل في حرب متعددة الجبهات.
أحيانا يكون من الجدير ضبط النفس حتى عندما يكون هناك هدف جدير، ومهداوي كان هدفا جديرا بالتصفية. شخص ما خارج الإطار العسكري المقلص يجب عليه أن يكون مشاركا في هذه الاعتبارات، ومن الأفضل ألا يكون هذا فقط رئيس الحكومة الذي يعمل تقريبا بكل الطرق الممكنة لتوسيع الحرب وإطالتها وتأجيل انتهائها. عندما يتم تنفيذ عملية تصفية في عاصمة دولة عربية يمكن جمع كل قوة ضبط النفس وعدم الانطلاق الى احتفال التفاخر والغطرسة. فهذه أسهمت بالضرورة في رد إيران. في الحقيقة، دولة إسرائيل لم تتحمل المسؤولية عن عملية الاغتيال، لكن قدرة المحللين في جميع القنوات على التحدث عن عملية الاغتيال وتحديد أسماء الضحايا والظروف وسياق العملية على الفور عند حدوثها، كل ذلك أوضح أن الأمر يتعلق باحتفال زائد لإسرائيل.
عندما كنت رئيسا للحكومة، أمرت بتصفية جهات عدة معادية في دول قريبة وبعيدة. معظم عمليات التصفية حتى الآن لم تعترف إسرائيل بتنفيذها. ولم يأت أي رد من الدول التي قمنا باغتيال شخصيات رفيعة فيها. وقد دمرنا أيضا المفاعل النووي في سورية. مرت عشر سنوات ولم يتم النشر بأن إسرائيل هي من فعلت ذلك. الأسد، الذي عرف بالضبط من نفذ الهجوم، صمت ولم يرد. الحكومة التي تنشغل كل الوقت في محاولة تصفية، بالأساس، الخصوم السياسيين والذين يطالبون بإسقاطها، غير قادرة على الامتناع عن التفاخر بعد كل إنجاز، حتى عندما يكون أحيانا من الصحيح إخفاء ذلك. ولكن بما أن بنيامين نتنياهو هو رئيس الحكومة، فإن هذا شر لا يمكن تجنبه كما يبدو.
الليلة بين منتهى السبت ويوم الأحد ألغت نهائيا قدرة إسرائيل على الدخول إلى رفح. يجب على نتنياهو التقرير إذا كان يريد حماية أميركا من إيران أو أنه يريد شرخا مكشوفا، علنيا وخطيرا، مع القيادة الأميركية والشركاء في بريطانيا وفرنسا وألمانيا، إزاء اقتحام رفح. هذا الخيار ما يزال أمامنا. ضغط ايتمار بن غفير وأعضاء عصابته على نتنياهو سيستمر. فهم لن يتنازلوا عن مواصلة الحرب في رفح. بايدن حذر من هذه العملية. بعد هذه الليلة، فإن هجوم إسرائيل على رفح، خلافا لموقف الولايات المتحدة وأوروبا، يمكن أن يدهور دولة إسرائيل نحو الهاوية.
إذا حدث ذلك، فإنه في المواجهة المقبلة مع إيران، التي يمكن أن تكون في القريب، نتنياهو وبني غانتس وغادي ايزنكوت سيضطرون إلى اتخاذ القرارات دون أن تكون بجانبهم الدولة الأقوى في العالم. وأيضا من دون عقد مجلس الأمن الأميركي جلسة ماراثونية في واشنطن لتنسيق الحماية لدولة إسرائيل، التي حكومتها تصمم على إدارة حرب لا حاجة إليها.
رئيس الحكومة ووزير الدفاع لم يتوقفا عن التحذير من أنه إذا قامت إيران بمهاجمتنا من أراضيها، فإن دولة إسرائيل سترد من دون أي تردد وبكل القوة. هذه التصريحات سمعت كثيرا، حتى من وزراء، بعد هجوم إيران وبعد إعلانها بأنها أنهت العملية. أنا أطلب وأوصي بضبط النفس. أي رد لإسرائيل هو أمر غير مطلوب. فهذا الرد أعطي في منتهى السبت - صباح يوم الأحد.
الرئيس بايدن كان على حق عندما قال إن إسرائيل انتصرت، في الحقيقة بمساعدة مهمة جدا من أميركا. وحتى الآن إسرائيل انتصرت بشكل حاسم. هذا إنجاز سيتم تعليمه في الكليات العسكرية. قدرة غير مسبوقة للتنسيق بين جميع المنظومات وتفعيل بالتوازي جميع طبقات الحماية المضادة للأسلحة الجوية، القبة الحديدية ومقلاع داود والحيتس في ساحة غير ضيقة وفي تزامن مدهش ومثير للانفعال. إن صلافة إيران كانت واضحة في هذه المرة، إرسال 300 مسيرة وصواريخ مجنحة وصواريخ بالستية وإلحاق ضرر هامشي فقط بقاعدة واحدة لسلاح الجو، التي لم يتوقف عملها للحظة، ومن دون خسائر في أرواح الجنود والمواطنين، باستثناء فتاة أصيبت بشظايا قذيفة إسرائيلية. هذا فشل ذريع ويمكن أن يساعد على إعادة القيادة الإيرانية إلى اتزانها الصحيح.
لقد حان الوقت للتوقف. وحان الوقت لعقد الصفقة مع يحيى السنوار لإعادة جميع المخطوفين. من المناسب لنا عقد هذه الصفقة بعد العملية الناجحة. ومن المناسب للسنوار التوصل إلى مثل هذه الصفقة بعد أن عرف أن راعيه الرئيسي غير قوي، كما كان يأمل.