Tuesday 16th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    01-Apr-2018

الموت للسلام - فايز الفايز

الراي - ما إن انتهى أفيغدور ليبرمان وزير حرب إسرائيل ورئيس أركان الجيش غادي أزنكوت من تنصيب الجنرال كميل أبو ركن مسؤول معابر غزة حاكما عسكريا على الضفة الغربية،عشية جمعة الزحف الفلسطيني بذكرى يوم الأرض،حتى إنطلق الجميع الى الجنوب حيث الشباب الفلسطيني المنطلق من مخيمات غزه يتدافعون بعشرات الآلاف نحو الجدار السلكي الحاجز بين غزة وأرضهم المغتصبة، فيقتل قناصة الجيش الإسرائيلي 16 شهيدا ويجرح الآلاف منهم، وكأن الجيش المدجج بأفتك الأسلحة إستغل المناسبة لإجراء مناورات عسكرية حية، والأهداف بشرية جاهزة، والعالم العربي بالطبع لا يهتم كثيرا،والعالم غير مسؤول أخلاقيا، والإسرائيليين غير مسؤولين قانونيا، فلهم قانون خاص بالقتل المباشر.

كان متوقعا أن تخرج المسيرات الإحتجاجية في الثلاثين من آذار في كل بلاد العرب كما اعتدنا منذ سنين طويلة، ولكن الجيل الجديد في مخيمات غزة هو الوحيد الذي توجه الى قبلتهم الأولى، فمن هناك جاء آجدادهم هاربين من حرب 1948 التي شهدت ولادة الكيان الإسرائيلي ، ومع إقتراب الذكرى السبعين للنكبة، لم ينس الشباب تاريخ أرضهم التي لا يستطيعون النظر إليها حتى، ومع هذا فالعالم يعاقبهم على التظاهر، العالم الغربي «الحرّ» شريك بصمته عن جرائم الحرب الإسرائيلية، بريطانيا التي تعاطفت الجمعة مع المتظاهرين هي المسؤولة الأولى عن إخلاء قطاع غزة 1948 بعدما عدلت عن بناء قاعدة عسكرية عليها.
قطاع غزة يشبه إبن العم، فهو من العائلة ولكنه ليس شقيقا، هو شريك بالإسم ولكنه ليس شريكا في الميراث ، ومنزل بيت العم أًصبح بيت الجميع الكل يتدخل في تفاصيل حياته، منذ خروج المصريين المؤقت منه 1956 ثم الخروج النهائي 1967 ، بقي القطاع الصغير ملجأ لإثني عشر مخيما للاجئين الفلسطينيين من الساحل الفلسطيني وجنوب فلسطين، وهو خارج حسابات السلطة الفلسطينية غير المؤهلة اليوم في رام االله، والرئيس محمود عباس لم يعد مهتما للمصالحة أو إعادة بناء حكومة تشاركية بعد الإعلان الأمريكي بخصوص صفقة القرن والقدس ومصير الدولتين الميت.
عندما يقدم الفلسطينيون في يوم واحد 16 عشر فتى شهيدا وما يقارب الفي جريح، فهذا يعني أن النار لم تنطفىء بعد ، وأن الحكومة الإسرائيلية بزعامة كل هذا التطرف والعمى السياسي والحقد الإنساني المتأصل في القيادة الإسرئيلية بزعامة نتنياهو وليبرمان وبينيت، لا يختلفون عن أي قيادة لمنظمة إر هابية متطرفة، وبأحسن الأحوال هم النسخة الحديثة للنازية التي يكرهونها، وهذا دليل على أنهم يكذبون بكل حرف يقولوه عن السلام مع العرب، فهم لا يحبون إلا أنفسهم وكينونتهم، وهم يقتلون السلام أينما وجد.
أما عن القيادة الفلسطينية تحت أي إسم فقد حان الوقت لكي يعترفوا بأنهم فشلوا للمرة الألف ولعقود طويلة في بناء نظام فلسطيني قوي يجمع شمل كل أطياف الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة تحت مظلة واحدة وعقيدة وطنية واحدة وجهد واحد ويقبل بمختلف النظريات السياسية والأطر العقائدية والحزبية لكل المكونات، وإذا بقي الحال كما هو عليه فسيبقى الفلسطينيين مجرد مجسمات في ميدان الرماية ، يسمح باستخدامها في أي تمرين عسكري صهيوني.
كميل أبو ركن سجّان القطاع هو عربي من الجنسية الإسرائيلية ومثله مثل الكثير من المنخرطين في جيش الإحتلال والمستعربين والجواسيس االعرب الذين تعج بهم مدن الضفة وغزة، وهم الأدلاء على المعلومات والأماكن ، وهذا لا تجده في الجانب الآخر عند الإسرائيليين الذين ينتظرون موعد الإنتخابات عما قريب ، وإن عاد نتانياهو الى قيادة المعسكر الصهويني من جديد فهذا يعني أن لا مستقبل لأي أحلام كاذبة للسلام معهم ، فهم يؤمنون بالقوة وتطويع الآخر والنزعة الإنسانية لا يتعاملون بها إلا في مجتمعهم فقط، أما شعارهم الجديد فهو الموت للسلام.