Tuesday 28th of October 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    28-Oct-2025

ازدياد الاعتراف بالحاجة لحل الصراع العربي ـ الإسرائيلي

 الغد

 هآرتس
اوري بار يوسيف
 
التغييرات الكبيرة التي أدت إلى انعطافة مهمة في تطور الصراع الإسرائيلي – العربي كانت في معظمها نتيجة عمليات نضجت ببطء، واندلعت فجأة وخلقت تغييرا دراماتيكيا، وأدت إلى تطورات غير متوقعة. قبل أسبوع من اندلاع أزمة أيار (مايو) – حزيران (يونيو) 1967 قدر رئيس "أمان" أنه لا يتوقع أحداثا دراماتيكية في المستقبل المنظور. الحرب التي اندلعت بعد شهر من ذلك غيرت وجه العالم العربي. في اعقاب الانتصار الباهر في تلك الحرب كان من الواضح أنه في السنوات القادمة لن تتجرأ مصر وسورية على تحدي إسرائيل. الواقع أثبت أن هذه كانت سنوات دموية. عشية حرب يوم الغفران قدر رئيس "أمان" بأن المصريين غير مستعدين لشن حرب قبل 1975. وعشية مبادرة السلام لأنور السادات قدر وريثه في المنصب بأن الاستعداد العلني للرئيس المصري للقدوم إلى القدس هو تصريح لفظي وبلاغي فقط. أيضا الانتفاضة الأولى التي اندلعت في 1987 كانت غير متوقعة، وهكذا أيضا عملية أوسلو التي لم تكن لتولد بدون هذه الانتفاضة.
 
 
كل ذلك يجب تذكره الآن. للوهلة الأولى كارثة 7 تشرين أول (أكتوبر) والحرب وتدمير غزة، كل ذلك عمق النزاع والكراهية وأدى إلى نقطة عدم الحل. ولكن التحليل الحذر للأحداث يسمح بتشخيص عمليتين، لم تحصلا على الحجم الجدير لهما في وسائل الإعلام الإسرائيلية، والدمج بينهما يخلق إمكانية كامنة للتغيير الكبير في تاريخ النزاع منذ 1967.
العملية الأولى كانت في أعقاب الحرب في قطاع غزة. كلما استمرت الحرب وفظائعها ظهرت على الشاشات في أرجاء العالم (ليس في إسرائيل)، ازداد الاعتراف بالحاجة إلى إنهاء، ليس فقط الحرب، بل أيضا الوضع الذي ولدها. العملية الثانية، وهي نتيجة الهزائم التي تكبدها حزب الله وإيران وسقوط نظام الأسد في سورية، أدت إلى تقليص قدرات "محور المقاومة" على صد الحل السياسي. معنى ذلك هو أن أحداث السنتين الأخيرتين أدت بشكل متناقض إلى خلق الغلاف الذي يسمح بالتغيير.
في السابق كانت هناك أوضاع، كان يبدو فيها أن السلام قريب، ولكن في نهاية المطاف هو لم ينضج. عملية اوسلو تم وقفها عند قتل اسحق رابين في 1995، وفشل قمة اهود باراك – ياسر عرفات في كامب ديفيد في 2000، واتفاق السلام مع سورية تمت إضاعته في محادثات شبردزستان في 2000. ولكن خلافا لهذه الأوضاع يبدو أنه الآن حدث التقاء بين مركبين أساسيين يمكنهما التحول نحو إمكانية الحل وفق خيار واقعي أكثر مما كان في السابق، الأول هو حقيقة أن دولة إسرائيل توجد في حالة عزلة دولية غير مسبوقة، والثاني هو الرئيس ترامب، الذي سيطلق أي شيء وفقا لخطته، فهو لا ينوي فقط توسيع "الاتفاقات الابراهيمية"، وإنما لديه رؤيا واضحة بأهمية أن تجد الإدارة الأميركية حلا شاملا (للقضية الفلسطينية).