Friday 5th of September 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    29-Aug-2025

من أصعب القرارات لإسرائيل

 الغد

إسرائيل هيوم
 بقلم: اللواء احتياط اليعيزر (تشايني) مروم
 
قرار الكابينت الأخير الذي أوعز للجيش بدخول واحتلال مدينة غزة ولاحقا مخيمات الوسط إلا اذا وافقت حماس على إعادة المخطوفين ووقف الحرب بالشروط التي قررتها إسرائيل، دفعت حماس أغلب الظن لأن توافق على صفقة جزئية وفقا لمنحى ويتكوف، الذي سبق أن رفضته في الماضي، يعلن فيه عن وقف نار لستين يوما ويعاد عشر مخطوفين اأياء و 18 جثة.
 
 
إسرائيل لم ترد بعد على مقترح حماس بشكل رسمي لكن رئيس الوزراء نتنياهو أعلن بان إسرائيل لن توافق الا على صفقة شاملة لإعادة كل المخطوفين وإنهاء الحرب بالشروط التي قررها.
بعد قرابة سنتين من حرب كان فيها هدفان غير مفضلين الواحد عن الآخر للحرب – هزيمة حماس عسكريا وسلطويا وإعادة المخطوفين – قرر كابنت الحرب تفضيل هزيمة حماس على إعادة المخطوفين. وهكذا اكد الكابنت لأول مرة حقيقة أن هزيمة حماس هي الهدف بالأفضلية الأولى، حتى لو أدت الخطوة العسكرية الى تعريض المخطوفين للخطر.
لإسرائيل توجد الآن إمكانيتان. الأولى هي احتلال مدينة غزة ومخيمات الوسط لأجل هزيمة حماس وانهاء الحرب، في ظل الفهم بانه يحتمل أن يصاب المخطوفون في الخطوة العسكرية. الجيش الإسرائيلي سيحتل المدينة، يضرب البنى التحتية وبعد ذلك ينتشر حولها ويفرض عليها الحصار. سيتحكم بما يجري في المدينة من خلال نقاط رقابة، نار واجتياحات. الفرق بين الاحتلال والسيطرة هو تواجد الجنود جسديا في الأرض المحتلة.
هذه العملية ينبغي أن تتواصل لبضعة أشهر وبعدها ينتقل الجيش الى تلك العملية في مخيمات الوسط. هي الأخرى ستستغرق بضعة اشهر. وستنتهي الحملة بهزيمة حماس او اذا اقترحت اتفاقات يتضمن إعادة كل المخطوفين ووقف الحرب مقابل انسحاب الجيش وتحرير قتلة. حرب كهذه ستستمر بضعة اشهر.
الإمكانية الثانية هي صفقة جزئية تؤدي الى مفاوضات من 60 يوما يتعين فيها على الطرفين الوصول الى اتفاق وقف الحرب في غضون 60 يوما. في اثناء هذه الفترة الزمنية معقول أن تعيد حماس بناء قوتها العسكرية وقوتها السلطوية من خلال المساعدات الإنسانية المتزايدة التي ستدخل الى مدينة غزة والى مخيمات الوسط التي تسيطر فيها حماس.
اذا لم يتحقق اتفاق في غضون 60 يوما- سيستأنف القتال وهذه المرة حيال حماس التي كانت قد اعادت بناء نفسها عسكريا وسلطويا ومع طول نفس لوجستي هام. في هذا الوضع قد تنجر إسرائيل الى حرب استنزاف تتواصل لفترة طويلة جدا حيال حماس التي أعادت بناء نفسها.
واضح أن كل إسرائيلي بصفته هذه معني بهزيمة حماس وبإعادة المخطوفين كلهم. السؤال هو ما الاثمان التي ستدفعها دولة إسرائيل حين تختار واحدا من البديلين. زعامة منتخبة في أوضاع ازمة، ومطلوبة قرارات صعبة حتى لو كانت عرضة للنقد. يوم الاحد سينعقد الكابنت ليقرر في الموضوع. القرار الذي سيتخذه هو من اصعب القرارات التي شهدتها إسرائيل وأكثرها تعقيدا.