الغد
هآرتس
شيريت افيتان كوهين
وثائق موقعة من العميد احتياط غي حزوت، رئيس جهاز تعلم الدروس في الذراع البري، تقضي بان الطريقة التي يعتزم فيها الجيش الإسرائيلي إدارة القتال في الحملة في غزة لا تضم الخطوات الحيوية للنصر.
في الوثيقة تظهر بنود مشددة باللون الأحمر– الأعمال المركزية التي لم ينفذها الجيش حتى الآن، بل ولا يعتزم تنفيذها في أثناء احتلال مدينة غزة – حصار كامل، قطع منظمة العصابات عن السكان المدنيين، وتشويش محاور التموين. وهكذا تعترف الوثيقة العسكرية الإسرائيلية نفسها بان الطريقة التي تم اختيارها للمرحلة الثانية تتناقض والمنطق العملياتي والتوصيات المعروفة من الماضي، وأن غياب تنفيذ هذه الخطوات من شأنه ان يمنع إنجازا حقيقيا في المعركة حتى في المرحلة التالية المخطط لها.
بخلاف الادعاءات السائدة في المنظومة العسكرية الإسرائيلية، التي تقول إنه لا يمكن حسم حرب العصابات، تقرر في الوثائق انه يمكن عمل ذلك من خلال خطوات لازمة لم تنفذ حتى الآن. وكتب ضمن أمور أخرى: "يجب العمل بقوى عالية مع استخدام وسائل متنوعة، تطويق المنطقة بالمناورة وحمل العدو على خوض معارك قريبة. إبداء مبادرة وهجومية، وعدم السماح بعمليات اضرب واهرب. بتر المجال الى قطع من الأراضي وعزلها الواحدة عن الأخرى لمنع حرية الحركة للعدو".
كما كتب أيضا في الوثيقة التي تحمل عنوان "كيف هزمت جيوش منظمات حرب عصابات": "قطع منظمة عصابات عن السكان، دمج قوة عسكرية مع خطوات لتحسين حياة السكان، السيطرة في المنطقة ومنع مدن لجوء وقطع محاور تموين للعصابات".
عمليا، الوثيقة العسكرية الإسرائيلية نفسها تقول إن الطريقة التي تم اختيارها للمرحلة الثانية تتعارض والمنطق العملياتي والتوصيات المعروفة من الماضي، وان غياب تنفيذ هذه الخطوات سيمنع باحتمالية عالية تحقيق هدف إستراتيجي حقيقي في المعركة.
مسؤولون عسكريون كبار ردوا على هذه الادعاءات بالقول: "الجيش يشجع خطابا نقديا وفي المداولات التي تجري في المحافل وفي هيئة الأركان وبين المستويات المختلفة تطرح آراء متنوعة حول أنماط العملية التي ينبغي اتخاذها في القتال في قطاع غزة. حملة "عربات جدعون" استوفت أهدافها، في اثناء الحملة فكك الجيش بشكل تام البنى التحتية للارهاب في الأماكن التي عمل فيها. الحملة شددت الضغط العسكري على حماس وأدت الى سيطرة الجيش على ثلاثة أرباع مساحة القطاع وتصفية نحو 2000 مقاتل. قائد الذراع البري أجرى استيضاحا مع العميد احتياط غي حزوت، إذ إن مضمون العرض الإلكتروني ونتائجه لم تكتب بتخويل ولم تمثل موقف الجيش كما هو متوقع من وثيقة رسمية تُنقل الى قوات الاحتياط".
العقيد احتياط حزاي نحما، من مؤسسي منتدى القادة والمقاتلين في الاحتياط، قال انه "لكل من تردد فيما اذا كان المفهوم المغلوط ما يزال هنا، جاء رد الناطق العسكري وأثبت بأن هذا المفهوم يوجد هنا كي يبقى.
"عندما يكتب العميد غي حزوت استنتاجاته بعد عشرين شهرا يقود فيها منظومة التعلم العسكرية الإسرائيلية، يستدعيه الجيش للاستيضاح. باختصار، لماذا يحتاجون إلى أن يتصدون للنذر حين يكون ممكنا تجميد الرسول. يحزننا هذا ولكننا سنواصل الصراخ بصوت عال لنعكس صرخة عشرات آلاف الضباط والجنود".