Tuesday 8th of July 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    08-Jul-2025

نتنياهو في واشنطن.. لا هدايا بالمجان

 الغد

يديعوت أحرونوت
 
ناحوم برنياع   7/7/2025
 
رغم الترهات التي يغرد بها كل ليلة، رغم السلوك المحرج، المبالغات والأكاذيب، فإن الرئاسة الثانية لترامب هي في هذه الأثناء قصة نجاح. فقد أجاز في الأسبوع الماضي في مجلسي الكونغرس قانون يشطب أجيالا من التشريع الاجتماعي، يصفي حقوق أقليات، يغني الأغنياء، يظلم الفقراء ويقوض البرنامج الأساس للحزب الجمهوري. في الكونغرس تعجبوا، لكن القانون أجيز. هو يلعب بالمساعدات العسكرية لأوكرانيا، أحيانا يعطي وأحيانا يمنع. قادة الدول الأعضاء في الناتو أثابوه في خطابات تزلف. بخلاف سياسته الخارجية المعلنة نفسه وبخلاف ميول قلب معظم ناخبيه، قصف فوردو. ناخبوه ردوا بالإعجاب.
 
 
هيئات إعلامية قوية، كانت في الماضي تعرف كيف تصارع الحكم وتهزمه، تدفع الآن "الخاوة" لجيبه الخاص. ما كان في إسرائيل يؤسس للائحة اتهام بالرشوة، الغش وخيانة الأمانة أصبح في أميركا ترامب معيارا للسلوك، نموذجا للقدوة.
أين سحره؟ قبل كل شيء بالإصالة. الناس ملت السياسيين المهندسين، الذين يتحدثون من رأس كتاب خطاباتهم. ترامب يتحدث إليهم من البطن، من دون فلاتر. هو آرتسي بانكر الذي رفع مستواه إلى الغرفة البيضوية. الأهم هو أنه يفعل ما يروق له، يعلي وينزل، يعين ويقصي، يبتز ويركل، هو ملك.
نتنياهو سيلتقي اليوم (أمس) في واشنطن رئيسا أميركيا واثقا بقوته أكثر، راض عن نفسه أكثر مما كان في لقاءاتهما السابقة. ترامب سيلتقي رئيس وزراء إسرائيلي واثق بقوته أكثر، راض عن نفسه أكثر مما كان. نشوة ستلتقي نشوة. احتفال نصر يلتقي احتفال نصر. في الإدارات السابقة دارت لقاءات رئيس الوزراء مع الرئيس وفقا لسيناريو مكتوب مسبقا. التوافقات كانت تامة، وكذا عدم التوافق. أما لدى ترامب، في ولايته الثانية من الصعب أن نعرف. الحدث أمام الكاميرات يمكن له أن يكون قصيدة تمجيدا. هكذا كان في اللقاء السابق، في نيسان (أبريل)، عندما أعلن ترامب أمام عيني نتنياهو الهابطتين للعالم كله بأنه قرر بدء مفاوضات مع إيران، من خلف ظهر إسرائيل.
هذا جزء من قوته: انعدام المعرفة تولد قلقا والقلق يولد طاعة. نتنياهو يخاف من ترامب أكثر مما يخاف من سموتريتش.
صفقة المخطوفين ستكون في مركز اللقاء. نتنياهو سيطلب من ترامب إعطاء إسناد للمواقف التي أملاها على الوفد الذي سافر إلى الدوحة. بعض من التعديلات التي تطلبها حماس تتعلق بالتفاصيل: مديات الانسحاب الإسرائيلي، حجم المناطق الإنسانية، عبر توزيع المساعدات. كقاعدة، ترامب لا يهتم بالتفاصيل. المظهر مهم له، الميل، العنوان.
لكن ليس كل شيء تفاصيل. مندوبو حماس يطالبون بأن يكون ترامب، بصوته، بتوقيعه، هو الذي يتعهد بأن في نهاية الصفقة الحرب تنتهي، والطرفان يجتمعان في وقف نار طويل، لسنوات. لقول ترامب يوجد معنى كبيرا. كلما كان ملزما أكثر، صريحا أكثر، هكذا يصبح وعد نتنياهو بمواصلة القتال حتى النصر المطلق بلا أساس أكثر، كاذب أكثر. كيف سيسوق التغيير لمؤيديه، كيف سيتصدى للإرث التاريخي.
ترامب ونتنياهو يرقصان الواحد مقابل الآخر، على حبل رفيع.
في السبت، في مظاهرة تمزق القلب في ميدان المخطوفين، طرح السؤال المرة تلو الأخرى: لماذا صفقة على مراحل، لماذا الفصل بين أسير وأسير، بين ضحية وضحية، من سيقرر قائمة المحررين وكيف. حتى قبل أن تخرج الصفقة إلى حيز التنفيذ فهي تبئس وتكسر العائلات.
إذا كنت فهمت على نحو صحيح، فإن المنحى المعدل ولد في جهد للتسوية بين الطلب الحماسي لإنهاء الحرب وطلب نتنياهو لمواصلة الحرب. الحل: نتوقف، لكن لا نتعهد بالتوقف. المنحى الإسرائيلي أصبح منحى ويتكوف: نقل الملكية جاء للتخفيف على الطرفين لقبوله. في الأيام الأخيرة، يعرض كـ "منحى قطر"، في محاولة أخرى لإبعاد الشهادة. مسيرة السخافة كانت ستكتب بربارة توخمان عن الطاقات التي بذلت في التذاكي.
نقطة المنطلق كان ينبغي لها أن تكون معاكسة. الكل، كل الخمسين، ومقابل وقف الحرب. الكل، لأن الإسرائيليين تركوا لمصيرهم من قبل حكومتهم وجيشهم والآن حياتهم عرضة لخطر فوري؛ الكل، بسبب حاجة الأسرى وعائلاتهم والمجتمع الإسرائيلي كله لإغلاق الدائرة. الكل، لأن الحرب التي أصر نتنياهو على مواصلتها، حرب "عربات جدعون"، كانت فشلا معروفا مسبقا. الهدف الذي أملي على الجيش كان هدفا غير قابل للتحقق: الكل كان يعرف هذا. الدافع كان سياسيا. عشرات القتلى سقطوا عبثا.
في نظر نتنياهو المخطوفون لم يكونوا أبدا موضوعا بحد ذاته: على مدى كل الطريق كانوا أداة لأغراض سياسية، تارة بالتجاهل، بالكبت، تارة باستفزاز بشع ضدهم والآن بعناق حار، محب، من نير عوز حتى واشنطن. كما صرخ عن حق أبناء العائلات، مصلحة المخطوفين تفترض صفقة واحدة، شاملة، فورية. حسب إحدى الروايات كان يمكن الوصول إلى الصفقة قبل سنة؛ حسب رواية أخرى قبل أربعة اشهر.
نتنياهو يتحدث في خطاباته عن شرق أوسط جديد. بالفعل، الإنجازات العسكرية في الحرب فتحت أمام إسرائيل فرصا في سورية وفي لبنان، في السعودية، في عُمان وفي دول إسلامية أبعد. ترامب يرى أمامه سلسلة احتفالات على الساحة الجنوبية للبيت الأبيض. وهو يتوقع من رئيس وزراء إسرائيل أن يدلي بمساهمته.
طريق نتنياهو إلى هناك أكثر تعقيدا، أكثر اضطرابا. هو ملزم بأن يغير جدول الأعمال. بداية كل صفقة تنهي قصة غزة من دون حيل وأحابيل؛ بعد ذلك مسيرة سياسية. لا توجد هدايا بالمجان.