Friday 5th of September 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    03-Sep-2025

التلاميذ أقاموا مدرسة

 الغد

هآرتس
أسرة التحرير
 
بدأت السنة الدراسية أمس، لكن قسما من الشبيبة لم يدخلوا الى الصفوف، بل خرجوا إلى الشوارع. آلاف التلاميذ من كل أرجاء البلاد تدفقوا نحو المفترقات والميادين وهم يهتفون لصفقة تنهي الحرب وتعيد المخطوفين. في ضوء الصور وأفلام الفيديو لأبناء الشبيبة المحتجين فإن صور العلاقات العامة التي نشرها مكتب وزير التعليم، والتي يظهر فيها يوآف كيش مبتسما مع أطفال الصف الأول، بدت مقطوعة عن الواقع اكثر من أي وقت مضى.
 
 
في الوقت الذي رفض فيه الكابنت التصويت على مقترح الصفقة الذي قبلته حماس، فان تلاميذ الصفوف الثانوية اغلقوا في الليل بوابات الدخول لـ 17 مدرسة في تل ابيب، رمات غان، جفعتايم وبات يم. على اليافطات التي علقوها كتبوا: "47 مخطوفا ومخطوفة لا يزالون في غزة– لن نتعلم كيف نتعايش مع هذا".
لقد أقام التلاميذ مدرسة لوزير التعليم الأكثر فشلا تشهده إسرائيل، مثلما اتهمته حتى زميلته في الحكومة غيلا غملئيل. ولاية كيش لن تذكر بانجازات تربوية، بل كعهد خوف، اسكات وجعل جهاز التعليم أداة سياسية. بدلا من إبداء حساسية للتلاميذ ولأناس التعليم في الساعة الأصعب للدولة، ينشغل كيش في تملق رئيس الوزراء وزرع الشقاق والتحريض.
عندما ألقت أم ثكلى خطابا أمام بيته، رفع كيش صوت الموسيقا كي لا يسمع أحد أقوالها، وكأن به الطفل المعربد في الصف وليس وزير التعليم. عندما شارك مدراء ومديرات في اشرطة الفيديو التي دعت إلى إنهاء الحرب وإعادة المخطوفين، استدعاهم لاستيضاح انضباطي واتهمهم بالتعاون مع حماس. هجمات مشابهة خاضها ضد محاضرين ورؤساء جامعات تحدثوا تأييدا للصفقة. وحتى جائزة إسرائيل أصبحت عنده أداة للمناكفة السياسية.
التلاميذ الذين خرجوا الى الشوارع امس علموه درسا في التربية الوطنية. وكذا المعلمون، المدراء وأناس الطاقم الاكاديمي الذين يواصلون الحديث ضد الحرب ومع الصفقة لاعادة المخطوفين يضربون مثالا عما ينبغي للتعليم أن يكون.
في مداولات الكابنت أمس قال رئيس الأركان ايال زمير للوزراء انهم اذا كانوا يبحثون عن "انضباطا أعمى" فيجمل بهم ان يعينوا شخصا آخر. أبناء الشبيبة من جهتهم ضربوا مثالا على انه لا ينبغي لأحد أن يتوقع منهم ذلك، حتى وإن كانت القدوة الشخصية التي يتلقونها من وزير التعليم ومن باقي أعضاء حكومة نتنياهو هي هز الرأس بخنوع وطاعة. هم قالوا "لا" للطاعة العمياء، "لا" لغياب الضمير و"لا" لفقدان الخجل. بدلا من ذلك رفعوا علم التكافل والمسؤولية الوطنية – كل ما يسحقه كيش ورفاقه في حكومة التخلي بفظاظة ستدخل الى التاريخ.
ان حقيقة انه حتى في أجواء القمع، الإسكات والتحريض، التي تخلقها الحكومة، فان التلاميذ والمعلمين ليسوا مستعدين لأن يصمتوا، هي بصيص نور في هذه الأيام الظلماء.