الغد
هآرتس
أسرة التحرير 10/9/2025
ثبتت اسرائيل امس اكثر فاكثر مكانتها كدولة محبة للحروب. فقد كان القصف في قطر من العمليات الخطيرة، الزائدة والاكثر ضررا التي تتخذها في أي وقت. فقد اكدت حكومة نتنياهو على من كان مشتبها به منذ زمن بعيد: هي لا تريد أي تسوية تؤدي الى وقف الحرب في غزة، ومصير المخطوفين لا يؤثر فيها بأي شكل. هدفها الوحيد هو استمرار الحرب، واذا كان ممكنا، توسيعها ايضا الى ساحات اخرى. ممثلو حماس تحاول تصفيتهم في ذروة المفاوضات، فيما لم تبحث هذه بعد بمقترح الرئيس الاميركي. عندما تحاول دولة ما تصفية – والاخطر من هذا تنجح – محادثيها، بمن فيهم غير المباشرين، فانه يكون واضحا انها غير معنية بالمفاوضات. وحين تفعل هذا حين تكون ايام آخر مخطوفيها معدودة، فواضح ان مصيرهم لا يعنيها.
لقد تبين نهائيا ان المفاوضات مع حماس لم تكن غير تظاهر من اسرائيل، وذلك اغلب الظن باسناد كامل من الولايات المتحدة. فلم تكن أي مفاوضات، ونتنياهو لم يقصد أبدا عقد أي صفقة.
لا يمكن لنا ان ناسف على مصير رجال حماس في قطر، لكن بتصفيتهم لن ينشأ أي ربح لاسرائيل، لا عسكريا، وبالتأكيد لا سياسيا. بدلا من هذا سنحصل على حكم موت للمخطوفين.
لقد قررت اسرائيل رفعهم الى مذبح خطتها المجنونة للسيطرة على قطاع غزة والترحيل "الطوعي" لسكانه. تقشعر الابدان عند تخيل ما من شأنه ان يكون رد فعل حماس بعد ان يتبين للمنظمة بان ليس لها مع من يمكن الحديث وأنها تتعرض للتضليل على مدى كل الطريق.
كما ان الربط الذي عقده الناطقون بلسان الحكومة بالعملية في القدس أول من أمس عديم الاساس. واجب معاقبة المسؤولين عن العملية، لكن التركيز على كبار مسؤولي حماس في قطر في زمن المفاوضات هو فقدان للصواب وفقدان لكل تفكر. وعلى أي حال، فان عملية كهذه تحتاج الى تخطيط واستعداد طويلين. فلماذا نفذت الان بالذات؟ لقد سبق ان كانت عمليات فتاكة في اسرائيل بعد 7 اكتوبر.
العملية في قطر ستضر بقدرة اسرائيل على التفاوض في المستقبل، في كل مجال. فمن سيجلس على طاولة المباحثات مع دولة تصفي المتباحثين معها؟.