Monday 15th of September 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    10-Sep-2025

كما في 1948.. إسرائيل تنفي ارتكابها جرائم حرب

 الغد

هآرتس
 
 
بقلم: ألوف بن  9/9/2025
 
 
قبل أشهر عدة من إصابة اريئيل شارون بجلطة دماغية ونزوله عن الحلبة السياسية، سألته ما الذي تعلمه من حياته العملية الطويلة. "لا يوجد شيء لا يتغير عدا عن الماضي"، أجاب من دون تردد. أنا تذكرت هذه الحادثة عندما شاهدت الفيلم الوثائقي لنتاع شوشاني "1948: أن نتذكر وننسى" الذي تم بثه في منتهى السبت في كان 11 بعد أكثر من سنتين من التأجيل والتأخير بسبب ضغط نشطاء اليمين وتهديد وزير الإعلام شلومو قرعي بالمس بميزانية الهيئة.
 
 
بث الفيلم عن النكبة الفلسطينية في 1948 في التلفزيون الإسرائيلي اعتبر عملا تخريبيا وجريئا حتى بعد مرور 77 سنة على الأحداث. شوشاني سارت في مسار رسمه "المؤرخون الجدد" في نهاية الثمانينيات، عندما هبوا لتحطيم أسطورة المؤسسين بشان إقامة إسرائيل، وعلى رأسهم "قلة أمام أكثرية" و"العرب هربوا بإرادتهم"، وتظهر في الفيلم كيف أن الطرف اليهودي كان يحظى بالتفوق العسكري تقريبا منذ بداية الحرب. وطرد الفلسطينيين تم حسب استراتيجية منظمة ("الخطة د" للهاغاناة). مثل بني موريس، مؤلف كتاب "ولادة القضية اللاجئين الفلسطينيين" الصادر في 1989، أيضا شوشاني ووجهت بسور من الإسكات والإنكار، الذي لم يتبدد مع مرور عشرات السنين.
فقط قلة في المجتمع اليهودي في إسرائيل تهتم بالنكبة والقرى المدمرة والظروف التي حولت مئات آلاف الفلسطينيين إلى لاجئين. الأغلبية تفضل عدم المعرفة وعدم سؤال ما الذي كان هنا من قبل، عندما يمرون في شارع على أسوار الصبر وبقايا بيوت عربية. الحكومة تنشغل في إخفاء الأدلة: في أساس "1948: أن نتذكر وننسى"، يقف الإخفاء المستمر لتقرير شبيرا، الوثيقة التي صاغها المستشار القانوني الأول للحكومة وكشف عن أعمال القتل والاغتصاب والتنكيل من قبل محاربي 1948 في القرى الفلسطينية.
يوجد للإسكات سبب مجد. "رؤية 1948 تؤثر بشكل كبير على الطريقة التي نرى فيها كل التجربة الصهيونية – الإسرائيلية"، كتب موريس في مقاله التأسيسي بعنوان "التاريخ الجغرافي الحديث" في 1988. "إذا كانت إسرائيل، الملاذ لشعب مضطهد، قد ولدت كنقية وبريئة فعندها هي تستحق الشفقة، المساعدات المالية والدعم السياسي الذي أغدقه الغرب عليها، وستكون جديرة بهذا الدعم في المستقبل. ولكن إذا كانت إسرائيل قد ولدت وهي ملطخة وملوثة بالخطيئة الأولى، فإنها في نهاية المطاف لا تستحق شفقة ودعما أكثر من جيرانها".
شوشاني أنهت الفيلم قبل حرب 7 تشرين الأول (أكتوبر)، والوقت الذي انقضى بين الإنتاج والبث فقط زاد الرواية قوة. إسرائيل تنفذ الآن النكبة الثانية في غزة وفي الضفة الغربية، والمجتمع اليهودي هنا مأسور بالقمع والإنكار، بالضبط مثلما في الجولة السابقة في 1948. وكما أوضح بعض من أجريت معهم مقابلات في الفيلم، فإنه محظور على إسرائيل الاعتراف بارتكاب جرائم حرب خشية من رد العالم.
لذلك، لا يتم بث تقارير من غزة في قنوات التلفزيون في إسرائيل، وهم يخفون وجوه الجنود ويقولون للجمهور "ما تم نشره في وسائل الإعلام الأجنبية" عن قتل الأطفال والتجويع الجماعي هو دعاية لاسامية من قبل حماس ومؤيديها، وليس نتيجة هجمات الجيش الإسرائيلي. ومثلما في 1948، أيضا في الحرب الحالية تلقي إسرائيل بكل المسؤولية الأخلاقية عن الكارثة على الطرف العربي في النزاع. هم الذين بدأوا، وهذا ما يستحقونه.
عندما انتهيت من مشاهدة فيلم "1948: التذكر والنسيان"، فهمت أن شارون قد أخطأ رغم حكمته وتجربته. الماضي لا يتغير حقا، هو دائما موجود هنا. ومثلما تبين مرة أخرى، أول من أمس، فإن الدائرة الدموية اليهودية - العربية لن تتوقف حتى عندما يعد القادة بأنه ستكون ضربة واحدة وينتهي الأمر.