Saturday 19th of July 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-Jul-2025

لا يوجد حراس عتبة

 الغد

 هآرتس
بقلم: تسفي برئيل
 
 
 
غالي بهراف ميارا، ومثلها المحكمة العليا ورئيسها، ليسوا حراس عتبة لأنه لم تعد هناك عتبة لحراستها. فعندما تكون السلطة التنفيذية هي عصابة لأشخاص يثيرون الشغب، وتدمر كل جزء ديمقراطي، وعندما تكون السلطة التشريعية تشرعن كل جريمة ضد المجتمع والدولة وتغلفها بعباءة القانونية الكاذبة، وعندما تكون الشرطة فرعا خاضعا لحزب فاشي، وعندما يقتل الجنود في الدفاع عن الائتلاف، وعندما خدعة الحرب يتوقع أن تقضي على المخطوفين الباقين الأحياء، عن أي عتبة بقي علينا الدفاع؟
 
 
 الافتراض بأنه بقي هناك حاجز أمام آخر يمنع البلاد من السقوط في شرك الحكومة هو افتراض خاطئ. هو يرتكز على وهم إمكانية حماية مؤسسات الدولة المسؤولة عن سلامة الديمقراطية، حتى بعد الإثبات بأنها غير منيعة من المذبحة التي تنفذها الحكومة ضدها. تكفي دراسة القوانين ومشاريع القوانين التي تصبح قوانين في القريب كي ندرك بأن "حراس العتبة" قد يحصلون على نصب تذكاري رائع في مقبرة الذاكرة التاريخية للبلاد التي كانت ديمقراطية ذات يوم. ولكن النصب التذكاري يقام للموتى. من الضروري الآن التمييز بوضوح بأنه ليس حراس العتبة هم الذين تقوم الحكومة بالقضاء عليهم، بل العتبة نفسها التي بدأت تتعفن.
الدليل الواضح جدا على فقدان العتبة وحراسها يكمن في السخرية المأساوية، التي تتمثل بتعليق الآمال على رئيس الشاباك رونين بار، في أن ينقذ الدولة من عملية تحولها إلى فاشية التي تقضمها بنهم. مدير الجسم المسؤول في القانون عن العمل بطرق غير ديمقراطية من أجل حماية الدولة اعتبر منقذا للديمقراطية. وتبين أنه هو أيضا غير منيع، وبدلا منه يتوقع أن يتم تعيين "رجل قيمي"، مسيحاني، يعد بـ"حرب خالدة"، التي إزاءها مطلوب من الديمقراطية إغلاق فمها.  مع ذهاب بار، انتقلت الأموال لتعلق على رئيس الأركان ايال زمير. ربما سينجح في وقف الهستيريا، حيث تبين في السابق أنه لا يخشى من قام بتعيينه. هو يشرح بشكل واضح بأن "الحرب الخالدة" أو "المدينة الإنسانية" هي معسكر التجميع نفسه الذي يخطط فيه لإسكان مئات آلاف الغزيين، وهي فقط تضمن المزيد من الجنود القتلى، والمزيد من الدمار عديم الجدوى في غزة وتعريض مكانة إسرائيل الدولية للخطر وتصفية مركزة للمخطوفين. مثل بار، زمير أيضا لا يقف على رأس مؤسسة ديمقراطية، ومقابل رئيس الشاباك هو حتى غير مسؤول حسب القانون عن حماية أسس الديمقراطية في إسرائيل وحقوق الإنسان أو المساواة أمام القانون.
رغم ذلك، هو يعد "حارس عتبة" لأنه يعتبر من يعرف كيف يتحدث مع العصابة بلغتها، وهو يتوجه إلى العتبة المتدنية جدا - حماية حياة الجنود. هكذا هو يتمتع الآن بمكانة "ممثل الجمهور"، والمتحدث باسم الآباء والأمهات لآلاف الجنود الشباب والبالغين، سواء الذين يذهبون للموت والذين قتلوا أو انتحروا. ولكن كان يكفي الاستماع إلى حلم مسيحانيي الموت في الكنيست وفي الحكومة ورؤية الجهود الحقيرة لإعفاء الحريديين من التجنيد من أجل فهم أنه أيضا لم يبق لزمير أي عتبة للدفاع عنها.
ليس عن حراس العتبة يجب الآن الدفاع، بل عن تعريف العتبة، والمسؤولية عن ذلك يجب أن تنقل إلى أيدي الجمهور نفسه. ذات يوم كانت هذه "الأمهات الأربع" التي أحدثت الثورة وأنقذت إسرائيل من استمرار التمرغ في وحل لبنان. بعد ذلك كان هؤلاء مئات آلاف المتظاهرين الذين أرادوا وقف الانقلاب النظامي الذي عمل على تغذية هجوم حماس القاتل في 7 أكتوبر. الآن، حيث يقف على الأجندة وجود دولة إسرائيل، ليس أمام تهديد إيران أو حماس، بل أمام هجوم وحشي لحكومة فتحت باب جهنم على مواطنيها، والتي تعتبر ضياع الدولة ضررا هامشيا. يجب على الجمهور التجند من أجل حماية نفسه. لم يعد هناك أي حراس باستثنائه هو نفسه.