Wednesday 19th of November 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    19-Nov-2025

في جهاز الأمن يحذرون.. تجاوزات المستوطنين تقرب الضفة من الانفجار

 الغد

هآرتس
 ينيف كوفوفيتش
 
جهات رفيعة في جهاز الأمن تحذر من أن إضعاف مكانة المستوى العسكري في الضفة الغربية كسيد على الأرض، بضغط وزراء وأعضاء كنيست في الائتلاف، يؤدي إلى توتر أمني من شأنه أن يندلع في أي وقت. "لا يوجد اليوم من ينشغل بالضفة الغربية"، قال مصدر أمني للصحيفة. "الجميع يعرفون أننا على شفا الانفجار، لكن لا يوجد من ينهض ويتحدث. هناك خوف حقيقي لدى القادة على الأرض من طرح مشاكل وتنفيذ القانون، لأنهم على الفور سيصبحون هدفا للمتطرفين الذين يحصلون على الدعم من وزراء وأعضاء كنيست". وحسب أقوال ضابط كبير كان مشاركا في استخلاص نتائج مناورة كبيرة جرت الأسبوع الماضي في فرقة الضفة الغربية، "الضفة هي الساحة الأكثر تفجرا"، رغم أن إسرائيل تركز على غزة ولبنان. "نحن نصمت، لكن حدثا واحدا يمكن أن يشعل كل الضفة الغربية. كل الجيش الإسرائيلي سيعاني من ذلك في الضفة الغربية"، قال.
 
حسب جهات رفيعة في جهاز الأمن، فإن الحكومة وجهاز الأمن لم يعقدا منذ أشهر نقاشا استراتيجيا فيما يتعلق بما يحدث في الضفة. حسب أقوالهما فإنه رغم أنه خلال سنوات كانت هناك أحداث كثيرة هوجم فيها ضباط وقادة كبار في قيادة المنطقة الوسطى على يد يهود في الضفة، إلا أن الوضع الحالي هو الأصعب. هذا بسبب أن من يخرقون القانون والذين يعتدون على الفلسطينيين وعلى قوات الجيش الإسرائيلي في الضفة يحصلون على دعم متخذي القرارات، الذين يخلقون لهم مناخا مناسبا للقيام في الضفة بكل ما يخطر ببالهم. فقط في الشهر الماضي، كانت هناك ست حالات وبسهولة كان يمكن أن تنتهي مثلما حدث في قتل عائلة دوابشة في دوما، قال أحد القادة الميدانيين.
حسب ادعاء جهات في جهاز الأمن، فإن وزير الدفاع يسرائيل كاتس رفع يديه عن أي تدخل فيما يحدث في الضفة. وحسب أقوال هذه الجهات، فإن بتسلئيل سموتريتش، الوزير في وزارة الدفاع ومن أخذ على عاتقه المسؤولية عن الإدارة المدنية، يطبق مع الوزيرة اوريت ستروك ضم الضفة فعليا، ولكن حتى الآن، لم يكن أي نقاش استراتيجي فيما يتعلق بالخطط في الضفة وأمام السلطة الفلسطينية. مصدر رفيع سابق في جهاز الأمن، يعرف بشكل جيد الجهات العاملة، يطرح ادعاءات – التي تسمع ايضا من قبل شخصيات رفيعة تعمل الآن في جهاز الأمن – ايضا ضد سلوك القادة الكبار في الجيش الإسرائيلي. "الجيش الإسرائيلي باعتباره السيد في الميدان فقد كل صلاحياته ومكانته بصورة أصبح فبها لا يوجد هناك من هو مستعد لطرح المشكلات على المستوى السياسي"، قال. "الجميع يدركون أنه في جلسة الكابنت المقبلة أو جلسة الحكومة المقبلة، التي سيتم استدعاء الضباط إليها، سيتحولون إلى كيس اللكمات للوزراء".
في جلسة سابقة، جرى تقييم للوضع فيما يتعلق بعنف المستوطنين، قال رئيس قسم التحقيق أمام رئيس الأركان "إن الفترة الأخيرة هي الوقت الأصعب في الضفة من ناحية عنف اليهود ضد الفلسطينيين". وقد حذر من تدهور وضع سكان السلطة الذين لا يذهبون إلى العمل في إسرائيل منذ بداية الحرب. وأشار إلى أنه بدأ يحدث إحباطا كبيرا في أوساط السكان غير المتورطين بالمقاومة، وحذر من تدهور أمني. ورغم أن الجميع سمعوا ذلك، إلا أن المعلومات لم تخرج من غرفة الاجتماعات في مقر وزارة الدفاع لتصل إلى المستوى السياسي. "الجيش الإسرائيلي يخاف من الحديث، وقد فقد سيادته على الأرض"، قال ضابط كبير كان مشاركا في التدريب في فرقة الضفة الغربية. "في الجيش الإسرائيلي يختفون وراء اعتقال آخر لناشط أو عملية في مخيمات اللاجئين، لكن هذه أحداث محددة. ولا يوجد من يقول ماذا سيكون لاحقا".
في الجيش الإسرائيلي يتقبلون الوضع وتراجع مكانتهم على الأرض أمام عنف المستوطنين على الفلسطينيين وأجهزة الامن الفلسطينية وكأنه أمر واقع. في حوارات مع السكان يتفاخر قائد المنطقة الوسطى، الجنرال آفي بلوط، بإمكانية إقامة 120 بؤرة زراعية، أو باسمها القديم "بؤر استيطانية غير قانونية". قائد ميداني قال: "لقد تم ربط مئات "المزارع" ببنية تحتية تقدر بمليارات الشواكل، والجيش الإسرائيلي يصمت، ويرسل الجنود للمساعدة في إقامتها وحمايتها، رغم أنها بؤر استيطانية غير قانونية". وحسب أقواله فإن "الجميع يتحدثون عن اقتلاع المستوطنين لأشجار الفلسطينيين، ولا أحد يتحدث عن عدد الأشجار التي اقتلعها الجيش للفلسطينيين من أجل غقامة هذه المزارع أو شق طريق أخرى للوصول إلى هذه المستوطنات. يقومون بإرسالنا لحماية هذه المزارع، حيث ربما يوجد عشرة شباب، وبعد ذلك عليك أن تشرح لوالدة الجندي أن ابنها قتل وهو يدافع عن الوطن".
القائد الذي كان له دور مهم في القتال في مخيم طولكرم للاجئين ابتداء من صيف العام الماضي يتفق مع هذه الأقوال ويقول إنه أيضا بعد تلك العملية لم يتم فعل أي شيء. وحسب قوله أيضا الآن الجنود يجلسون داخل البيوت في المخيم من دون أن تنتقل المسؤولية إلى السلطة التي تريد إقامة مركز شرطة في المخيم وتصلح الإنارة وتشق الشوارع وتمنع وضع العبوات. وقال ايضا إنه في الجيش لا يوجد من يطالب بالحصول على إجابات بشأن المستقبل.
مسؤول أمني رفيع سابق مطلع على ما يحدث في قيادة المنطقة الوسطى قال للصحيفة: "حتى الآن لم تتم مناقشة حول أهمية قرار نقل السلطة الفلسطينية إلى نائب الرئيس الفلسطيني. هل هو جيد لنا؟ هل هو سيء لنا؟ كيف سيستقبل في الشارع الفلسطيني؟ كيف ستبدو السلطة بوجوده؟ في السابق كان يطرح مثل هذا الحدث على الفور، وكان الناس يبدأون في تحليل جميع تداعياته. إذا أدى ذلك إلى تقويض السلطة وحدثت انتفاضة فلسطينية، ربما سنكون في وضع استراتيجي صعب، لكن لا أحد يتطرق إلى هذه المسألة".
جهات رفيعة في الجيش الإسرائيلي وفي قيادة المنطقة الوسطى تقر بأنه حتى هذه اللحظة لم يتم إجراء أي نقاش استراتيجي بشأن التغيير الحكومي الوشيك في السلطة الفلسطينية. مسؤول رفيع سابق في المؤسسة الأمنية، مطلع على هذه الأمور اوضح وقال "إن حسين الشيخ هو شخص مقبول من قبل اسرائيل والولايات المتحدة، لكنه يعتبر إشكاليا في السلطة الفلسطينية. الفلسطينيون في الضفة الغربية يعتبرونه فاسدا. وهناك قصص محرجة تحيط بحياته الشخصية. وتجاهل المستوى السياسي لذلك هو فضيحة بكل المقاييس، لكن الجيش الإسرائيلي لا يحرك ساكنا أيضا، ويفضل دفن الرأس في الرمال والهرب إلى الأماكن المريحة له".
من يدعي أنه لا يمكن حدوث هجوم ضد مستوطنة في الضفة الغربية أو ضد مستوطنة قريبة من الخط الأخضر، لا يقول الحقيقة للجمهور. في هذه الأثناء لا يوجد إنذار، لكن من سيقول "نحن لم نعرف أن هذا يمكن أن يحدث"، هو ببساطة يكذب على الجمهور". حذر الضابط الكبير الذي كان مشاركا في استنتاجات المناورة على مستوى فرقة. وأشار إلى أن التنسيق الأمني بين الجيش الإسرائيلي والأجهزة الأمنية الفلسطينية جيد، لكنه أوضح أن "حدثا واحدا مثل جريمة قومية، يقتل فيها عدد من الفلسطينيين، يمكن أن يحول في لحظة الضفة الغربية إلى ساحة حرب أساسية ستجر كل الجيش إلى داخلها".