Friday 5th of September 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    29-Aug-2025

ماكرون محق مرة أخرى

 الغد

هآرتس
 بقلم: أسرة التحرير
 
بعث الرئيس الفرنسي عمانويل ماكرون برسالة من ست صفحات لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، رد فيها على اتهاماته الديموغاجية التي تقول ان خطوة الاعتراف بدولة فلسطينية تشعل إوار اللاسامية. ينبغي تهنئة ماكرون على الصبر والكياسة اللذين ابداهما تجاه نتنياهو، بعد أن وجه هذا له علنا اتهامات عديمة الأساس بالأسلوب البشع الذي اصبح سمة لحكومته المغرورة التي تسارع الى معارك دبلوماسية.
 
 
في رسالته رد ماكرون الاتهامات ردا باتا وذكر بانه منذ 2017 تبنت فرنسا تعريف "IHRA"، الذي يرى في مناهضة الصهيونية نوعا من اللاسامية. منذ 7 أكتوبر، كتب يقول، جند 15 الف جندي لحماية مؤسسات يهودية، سنت قوانين جديدة، أجريت مداولات برلمانية وافرزت قوات هائلة لحماية الطائفة اليهودية والسياح الإسرائيليين. وعليه فان اتهامات نتنياهو ليست فقط عديمة الأساس بل إهانة لفرنسا كلها.
الى جانب ذلك شدد ماكرون على أن التعريف الرسمي للاسامية لا يمكنه ان يشكل غطاء للسياسة الإسرائيلية في غزة وفي المناطق. احتلال متجدد، تجويع واقتلاع، نزع إنسانية وضم، كل هذه لن تجلب نصرا بل عزلة اعمق لإسرائيل. ارتفاع في اللاسامية وخطر على طوائف يهودية في كل العالم. الفلسطينيون لن يختفوا من ارضهم، وإسرائيل لن تتمكن هكذا من الحفاظ على صورتها كدولة ديمقراطية ووطن قومي لليهود.
البديل عرضه بوضوح. دولة فلسطينية ذات سيادة، مجردة من السلاح، تعترف بإسرائيل وتشكل نهاية حماس، وليس استمرارها. بعد نحو سنتين من الحرب، هذا هو الطريق الوحيد للقضاء حقا على حماس ومنع حرب أبدية. لهذا الغرض بادرت فرنسا والسعودية الى لقاء دولي في نيويورك في نهاية تموز، بمشاركة عشرات الدول العربية والغربية التي أعربت عن استعدادها لتحمل مسؤولية امنية مؤقتة في غزة، نزع سلاح حماس، إقامة حكم فلسطيني جديد واعمار القطاع المدمر. هذه الخطوة كما شدد ماكرون لا تنبع فقط من الصدمة الإنسانية، بل أيضا من الفهم بان الجوع والدمار في غزة يشكلان تهديدا مباشرا على أمن إسرائيل وكذا على أوروبا وباقي العالم.
حذر ماكرون من أن قرارا باحتلال متجدد لغزة "سيؤثر على حياة الإسرائيليين بعقود الى الامام"، ترجمة لثمن لا يطاق للفلسطينيين وحرمان إسرائيل من الفرصة التاريخية لتحويل إنجازات عسكرية الى نصر سياسي دائم. شدد على أن فقط وقف نار دائم في اطار دولي هو السبيل الواقعي لضمان الامن وتحرير المخطوفين.
ماكرون محق في كل كلمة. حكومة طبيعية كانت سترحب بمبادرات تدفع قدما بالسلام، تحيي أصدقاء كفرنسا وتفهم بانه لا سبيلا آخر لضمان مستقبلها. لكن في إسرائيل نتنياهو تبقى على عادتها.