للفوز بالانتخابات.. لا غنى للمعارضة عن القائمة العربية
الغد
هآرتس
بقلم: اوري مسغاف
لو أنني كنت أشك في أن لدى منصور عباس نية خبيثة، وأنا لا أشك في ذلك بل بالعكس، لاعتقدت أنه يفعل ذلك بشكل متعمد.
هو يعمل على تحسين وضعه السياسي لإثبات شكل قاطع للمجتمع الإسرائيلي بأنه مجتمع عنصري. لا يوجد أي تفسير منطقي آخر لعدم أهلية عباس للانضمام إلى أي ائتلاف في المستقبل. هو المرشح الأفضل والأسهل قبولا من قبل اليهود.
فما المشكلة في أن يتولى منصب وزير الصحة، المواصلات، البناء والإسكان؟ إذا لم يكن عباس فمن إذا؟.
في هذا الأسبوع أعلن عباس عن نيته فصل حزب "راعم" عن الحركة الإسلامية وعن مجلس الشورى. هذا يعتبر دراما، تقريبا أمر غير معقول.
هذا يشبه إعلان حزب شاس عن انفصاله عن مجلس حكماء التوراة، وهذا أيضا يعرض عباس للخطر، لكنه مصمم، معتدل وحكيم دائما. هو ينظر ويرى خطوتين إلى الأمام. هو بذلك يقوم بتحييد محاولة استبعاده عن الترشح في الانتخابات في المستقبل، واتهام حزبه بأنه من أنصار الإرهاب، هو أيضا يقدم علاجا مبكرا لاستئناف التحريض إذا أرادوا تشكيل ائتلاف معه (التحريض على أنها حكومة الإخوان المسلمين).
حتى قبل ذلك أوضح منصور عباس بأنه لا يرغب في التدخل في مواضيع الأمن القومي، وأنه يريد حل المشكلات الاجتماعية التي تثقل على المجتمع العربي. هذا في نهاية المطاف هو حلم نظرة تفوق اليهودية تجاه أعضاء الكنيست العرب ("الانشغال بشؤون ناخبيهم"، كأن المواطن العربي محظور عليه تولي مناصب في مجال يتجاوز الجريمة، رخص البناء، البنى التحتية والمجاري). ثم يأتي عباس ويقول: على الرحب والسعة، أنا أريد ذلك.
عباس أوضح أيضا بأنه لا توجد لديه أي نية للتدخل في قانون الإعفاء من التجنيد ("هذا ليس من شأننا"). بالمناسبة، الحكومة البيبية الكهانية لم تكن لها أي مشكلة في التوجه في هذا الشهر لحزب "راعم" وجس النبض إذا كان يمكن رشوتهم لتمرير في الكنيست قانون الإعفاء من الخدمة. الطرف الآخر دائما مسموح له ذلك. عباس وأصدقاؤه جاءوا وأوضحوا: نحن لن نقدم طوق النجاة للحكومة.
ماذا نريد أيضا من أجل أن يتبنى المعسكر الذي يطمح إلى إنقاذ الدولة من أنياب بنيامين نتنياهو ومساعديه، هذا الحزب والإعلان بأنه جزء لا يتجزأ من ائتلاف تغيير مستقبلي؟ رئيس المعارضة، يائير لبيد، أوضح دائما في السنة الماضية أن هذا الأمر غير وارد. وقد برر ذلك بأن الرأي العام في إسرائيل "غير جاهز" و"غير مُعَدّ عاطفيا" له. ولكن أي رأي عام هذا؟ أنا مستعد له ومُعَدّ عاطفيا له، وهناك كثيرون مثلي في معسكر التغيير. بالطبع هناك جمهور آخر غير مستعد لذلك، ولن يكون مستعدا له أبدا، بسبب العنصرية والرغبة في أن يكون في السلطة. نتنياهو، كما نتذكر، غازل "رعيم" قبل فترة قصيرة، وكان مستعدا لتشكيل ائتلاف معه. حكومة بينيت – لبيد لم تسقط بسبب منصور عباس، بل بسبب مؤيدي شيكلي وسالمان وأورباخ، في عرض مهين للاستغلال السياسي. لماذا إذا نكافئهم ونقدم هدية لكل المحرضين والعنصريين؟ مؤخرا أنا أدير مع آخرين حملة إلكترونية من أجل تصحيح الرسم البياني في الاستطلاعات التي تعرض في التلفزيون وفي مواقع الأخبار، ومن أجل إدراج الأحزاب العربية في المعارضة، بدلا من إبعادها ووصفها في فئة "العرب". وقد بدأنا نحقق بعض النجاح، وهذا له أهمية تعليمية وتوعوية.
ولكن لا بد من الاعتراف بأن هناك منطقا وجيها في الاستبعاد، طالما أن رؤساء المعارضة يرفضون حتى مجرد التفكير في الجلوس مع منصور عباس. هذا بالطبع غباء سياسي، وهو يشبه قرار المعسكر الآخر، عدم الجلوس مع الحريديم (هم أيضا غير صهاينة ولا يتجندون في الجيش).
إذا أُجريت الانتخابات في السنة القادمة، وإذا عكست الاستطلاعات الحقيقة، فيبدو أن معسكر التغيير لن يحصل على الأغلبية بدون حزب عربي.
أنا لا أعرف ماذا ينتظرون. إذا كنتم تريدون تقديم للدولة أملا وبديلا وقيادة، فيجب أن تبدأوا بمنصور عباس.