Tuesday 11th of November 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-Nov-2025

الشرع حديث النت: من «طيش الشباب» إلى «أعتزّ بتاريخي»
الأخبار
 
 
في أول ظهور إعلامي له بعد وصوله إلى واشنطن، فجّر الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع جدلاً واسعاً بتصريحه المثير: «أنا أعتزّ بتاريخي ولا أخجل من أي مرحلة مررت بها». تصريحٌ بدا للبعض تراجعاً عن اعترافه السابق بارتكابه «أخطاءً في الماضي»، حين كان منضوياً في صفوف القاعدة ثم داعش ولاحقاً جبهة النصرة، وهي التنظيمات التي ارتكبت جرائم حرب وأعلنت تبنّيها عمليات إرهابية في بيانات رسمية.
 
على مواقع التواصل، انقسم السوريون مجدداً. رأى ناشطون أن كلام الشرع ليس سوى نتيجة طبيعية لما وصفوه بـ«تسامح الإعلام والمجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية مع ماضي الرجل»، في وقت تُركت العدالة الانتقائية لتطال طرفاً واحداً من أطراف الحرب السورية، فيما اعتبر آخرون أن الرئيس الجديد يحاول تقديم نفسه بوصفه «رمز المصالحة» بين التجارب المتناقضة التي عايشها السوريون في العقد الماضي.
 
 
لكنّ الجدل لم يتوقف عند الكلام. فبعد فيديو سابق ظهر فيه الشرع يلعب كرة السلة مع وزير خارجيته أسعد الشيباني، انتشر خلال اليومين الماضيين مقطع جديد يوثّق مباراة ودّية جمعتهما هذه المرة مع جنرالين أميركيين، أحدهما قائد القيادة الوسطى في الجيش الأميركي، المتهم بالتخطيط والإشراف على العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة. وفي تقريرها الخاص حول الفيديو اكتفت قناة «الجزيرة» بالإشارة إلى «صفة العسكري الأميركي»، من دون ذكر دوره في الحرب، ما أثار موجة انتقادات عبر المنصات العربية، واتهامات للإعلام الغربي والعربي بـ«تلميع صورة القتلة» ما داموا جزءاً من التحالف الجديد ضد «الإرهاب».
 
 
 
فيديو لعب السلة الذي نشره الشيباني تزامن مع وصول الشرع إلى واشنطن للقاء نظيره الأميركي، وسط تسريبات عن احتمال توقيع اتفاقية لانضمام دمشق إلى التحالف الدولي لمحاربة داعش. خطوة أثارت غضب بعض الفصائل الموالية للشرع نفسه، إذ تعتبر التحالف مسؤولاً عن مقتل قادة سابقين في تنظيماتها. وخلال لقائه الجالية السورية في العاصمة الأميركية، كرّر الشرع عبارته المثيرة للجدل «أنا أعتزّ بتاريخي ولا أخجل من أي مرحلة مررت بها»، ليُقابل بتصفيق حار من الحضور وهتافات ترحّب بـ«سوريا الجديدة».
 
زيارة الشرع إلى واشنطن تأتي بعد شطب اسمه من قوائم العقوبات والإرهاب الأميركية، وعلى المنصات، استعادت حسابات عامة صورة تعود إلى عام 1985، يظهر فيها الرئيس الأميركي رونالد ريغان مستقبلاً «المجاهدين الأفغان» في البيت الأبيض، كتذكير بأن واشنطن لطالما عرفت كيف تُعيد تعريف «الإرهابيين» بحسب الحاجة السياسية من «أعداء الحرية» إلى «مقاتلين من أجلها».