مونتي كارلو :"ألفية الخلاص من الإرهابيين" تقرير يفجر الجدل ويسبب حظر مجموعة إم بي سي في العراق
مونتي كارلو
«ألفية الخلاص من الإرهابيين» هكذا عنون الصحافي السعودي محمد المشاري تقريره الذي بثته قناة إم بي سي السعودية، صنف خلاله قادة حزب الله وحركة حماس في قوائم الإرهاب. مما دفع بهيئة الإعلام والاتصالات في العراق، يوم السبت، إلى إلغاء رخصة عمل قناة إم بي سي في أراضيها، كما تسبب بتخريب مقرات المجموعة في العراق من قبل مواطنين. وفجّر هذا التقرير جدلاً وسخطاً واسعاً سواء من قبل وسائل إعلام عربية أو من قبل رواد ونشطاء منصات التواصل الاجتماعي الذين دعوا إلى مقاطعة مجموعة إم بي سي وكافة قنواتها.
وجاء قرار الهيئة رداً على ما أسمته بـ "انتهاك قناة MBC الفضائية للوائح البث الإعلامي من خلال تجاوزاتها المتكررة وتطاولها على قادة المقاومة"، وتعهدت الهيئة باتخاذ كل التدابير ووقف القناة عن العمل وسحب رخصتها في العراق". بحسب بيان الهيئة الذي نشرته وسائل الإعلام العراقية.
يأتي بيان الهيئة بعيد اقتحام المئات من العراقيين لمكاتب القناة في بغداد وقيامهم بتخريب وحرق ممتلكات المبنى احتجاجاً على "الإساءة لرموز المقاومة"، بحسب تعبير الهيئة.
من جهتها، نشرت الهيئة العامة لتنظيم الإعلام السعودية بياناً على حسابها الرسمي على منصة إكس، أكدت من خلاله أنها استدعت كبار مسؤولي القناة للتحقيق بالتقرير "المخالف للأنظمة والسياسة الإعلامية السعودية"، بحسب البيان.
وقامت إم بي سي بحذف التقرير بعد حملة من الانتقادات والهجوم الواسع التي رفضت التقرير واعتبرته مسيئاً. كما تعرض الصحفي الذي أعده إلى حملة شرسة من الانتقادات اللاذعة دفعت به إلى إغلاق حساباته على منصة إكس.
إلا أن ناشطين كانوا قد سحبوا التقرير وقاموا بتناقله على نطاق واسع على منصات التواصل الاجتماعي. كما أغرقوا الصفحات بوسم قاطعوا إم بي سي.
التقرير الذي افتتحه معده بجملة "تخلص العالم في هذه الألفية من الكثير من الشخصيات الإرهابية التي روعت العالم وسفكت الدماء" جاء في إطار برنامج "إم بي سي في أسبوع".
ويرصد التقرير قائمة بأبرز الشخصيات و"قادة الحركات الإسلامية المسلحة" الذين تم اغتيالهم في الألفية الثالثة، ممن "أشعلوا نيران الإرهاب والتطرف في العالم" حسب كلمات التقرير. ومن أبرز من ذكرهم التقرير: أبو مصعب الزرقاوي الذي ينتمي لتنظيم القاعدة، وأبو محمد الجولاني زعيم هيئة تحرير الشام في العراق الذي انضم إلى صفوف داعش فيما بعد في سوريا، وأبو بكر البغدادي زعيم داعش في العراق والشام، وبدر الدين الحوثي وأسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة، والذي قتل أغلبهم على أيدي القوات الأمريكية.
ولعل أكثر ما أثار عاصفة الجدل والسخط الشعبي هو نهاية التقرير التي تناولت خبر مقتل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله يليه مقتل رئيس حركة حماس يحيى السنوار على أيدي الجيش الإسرائيلي، حيث قال التقرير أن "العالم تخلص من هؤلاء الأشرار".
وضم التقرير إلى "قوائم الإرهاب الدموية التي سفكت دماء الأبرياء" كلاً من قادة حركة حماس إسماعيل هنية رئيس حركة حماس، وصالح العاروري الذي اغتيل في بيروت، إضافة إلى قادة حزب الله فؤاد شكر وعماد مغنية.
وما فاقم الأمر، أن التقرير وصف السنوار بأنه "وجه جديد للإرهاب، وآخر من تخلص العالم منه".
يجدر الذكر أن قناة العربية الإخبارية التي تُبث من العاصمة الرياض، هي جزء من مجموعة إم بي سي التي تم إطلاقها في العام 2003، وتتعرض بدورها لحملة واسعة من الهجوم والمقاطعة من قبل الناشطين على خلفية الحرب في غزة.مونتي كارلو