Monday 14th of July 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    14-Jul-2025

ليس واضحا إذا ما كانت إسرائيل قريبة من الحسم في غزة

 الغد

هآرتس
 
 عاموس هرئيل وينيف كوفوفيتش  13/7/2025
 
السؤال الرئيسي بعد جولة ليلية قصيرة في بيت حانون عشية يوم الجمعة الماضي، هو هل يوجد لهذه البئر قعر. هل المهمة الحالية للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة يوجد في نهايتها هدف واضح - وأنه خلال عدد معين من الأسابيع والأشهر يمكن الوصول إلى تدمير كامل للبنى التحتية لحماس؟ عندما نسأل الضباط الذين تحدثوا معنا من لواء المظليين في الاحتياط 646 الذي معظمهم خدموا في السابق 300 يوم في الحرب، فإن الجواب واضح: الجيش الإسرائيلي ينتصر في الحرب، والأهداف يمكن الوصول إليها، وفي نهاية الحرب فإن مستوطنات شمال الغلاف -من زيكيم وحتى سدروت- ستكون آمنة أكثر، بيت حانون سيتم تدميرها بالكامل، الأنفاق التي ما تزال تحتها سيتم تفجيرها، ورجال حماس لن يكونوا في هذه الأثناء في مرمى النيران التي تصل إلى المستوطنات الإسرائيلية.
 
 
مسافة بضعة كيلومترات من هناك، في الجبهة الداخلية، النغمة السائدة في أوساط الجمهور، وبالتأكيد في الاستوديوهات، مختلفة كليا. فهناك تزداد الأسئلة حول الهدف والفائدة، خاصة بعد أن عاد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من زيارته في واشنطن من دون تفاهمات حول صفقة التبادل. المفاوضات غير المباشرة مع حماس بقيت عالقة. يبدو أنه طالما أن ستيف ويتكوف، المبعوث الأميركي الخاص، لم يسافر إلى الشرق الأوسط من خلال إعلان واضح بأن توجهه هو فرض اتفاق على الطرفين، سيكون من الصعب الحديث مرة أخرى عن انعطافة قريبة.
نشاطات القوات في غزة تتركز على الجهود التدميرية للجرافات والحفارات، حيث إن مهمة الجنود الرئيسية هي تأمين هذه الأعمال. بين حين وآخر هم يتقدمون ببطء من خلال إطلاق النار من أجل تمكين دخول وحدات الهندسة إلى مناطق حضرية جديدة. جولة راجلة مع المظليين في الاحتياط في بيت حانون تقريبا تعطي الشعور بالسير فوق القمر. كل المنطقة مظلمة باستثناء النقطة التي يتم فيها حفر الأرض بهدف العثور على مسارات أنفاق. في الخلفية تظهر فقط ظلال المباني المعدودة التي ما تزال قائمة جزئيا، مكانها. التقدم يجري بين الأنقاض، أكوام الإسمنت والحديد.
السكان هربوا من هناك منذ اللحظة التي عاد فيها الجيش الإسرائيلي للهجوم في آذار (مارس). أيضا حماس لا تظهر للعيان. في الجيش الإسرائيلي يقدرون أنه بقي في هذه البلدة 70- 80 (مقاوما) بقيادة قائد كتيبة لديه تجربة نسبية، يختبئون في الأساس في الأنفاق. هذا ما يزال قتالا من جانب واحد. حماس تقف لبضع دقائق فقط عندما تلاحظ وجود فرصة. هذا ما حدث في الأسبوع الماضي عندما ظهر رجالها بسرعة فوق سطح الأرض ووضعوا حقل الغام، الذي قتل فيه أربعة جنود من كتيبة نيتسح يهودا وجندي في اللواء الشمالي في فرقة غزة وأصيب 14 جنديا. عندما تمت مهاجمة القوة لم يكن أمامها هدف بالفعل لتطلق عليه النار.
حسب معرفة الجيش، لا يوجد هنا مخطوفون. كل شيء يتركز على التدمير. مع ذلك تغيب أقوال التدمير والانتقام مثلما سمعناها أحيانا في قطاعات أخرى. العمليات تتركز على قطاع اللواء؛ من ناحية رجال الاحتياط، الهدف الذي ألقي عليهم استكمال معالجته هو بيت حانون، وليس الأنفاق الدفاعية في مدينة غزة.
الكثير من المحادثات الليلية تطرقت إلى العبء الكبير الملقى على العائلات في البيت، والتنازل الكبير الذي يقوم به كل جندي احتياط يختار المجيء إلى هنا، ويبقي زوجته وأولاده وعمله أو تعليمه خلفه. الضباط يتحدثون عن تحسن تكتيكي واضح مقارنة مع بداية الحرب: الجيش، حسب قولهم، تعلم كيفية العمل بنجاعة أكبر في داخل المنطقة الحضرية المكتظة، التي تم تدميرها في معظمها. من بين المتحدثين معنا كان هناك من اشتكوا من فقدان المعنويات، وقالوا إن الجنود يتصرفون بشجاعة منذ 7 تشرين الأول (أكتوبر)، لكن الحديث الإعلامي عن أهداف الحرب يتجاهل ما ضحوا به وما حققوه.
الزيارة القصيرة في شمال القطاع ذكرت بالأيام الأخيرة في المنطقة الأمنية في جنوب لبنان في نهاية التسعينيات، التي تمكن البعض منا من تغطيتها. أيضا في حينه مال الرأي العام نحو الانسحاب بذريعة أن العمليات استنفدت نفسها، في الوقت الذي صمم فيه القادة على أنه ما يزال هناك ما يمكن تحقيقه وأن الجيش الإسرائيلي متفوق. أشخاص أقدم سيتذكرون نهاية حرب لبنان الأولى في 1983-1984 قبل انسحاب إسرائيل إلى خط النهر الأولي.
في حينه والآن يحلق في الجو سؤال: ما الحسم أمام منظمة حماس وكيف يتم تحقيقه؟ مع ذلك، بقيت في الخلفية ذكرى المذبحة التي تعقد النقاشات بشكل كبير جدا مقارنة مع النقاشات حول لبنان.
نتنياهو عاد من واشنطن من دون أي بشرى، وهو يواصل الوعد بالشيء ونقيضه -اتفاق قريب، لكن أيضا هزيمة حماس. استطلاع نشر في "أخبار 12" في نهاية الأسبوع الماضي، أظهر نتائج غير واضحة من بينها: 82 % من الجمهور مع صفقة تبادل المخطوفين التي ستشمل إنهاء الحرب، في حين أنه فقط 12 % عارضوا ذلك. بتسجيل محرر جيدا من لقاء بين نتنياهو وعائلات في الولايات المتحدة، سمع وهو يعلن بأنه لن يفرط بـ"الحياة والأمن في الغلاف وفي أماكن أخرى"، وكأن الأمر لم يحدث في السابق في 7 تشرين الأول (أكتوبر). التفاؤل السائد هنا قبل أسبوع مرة أخرى تحطم على جدار الواقع. يبدو أن سبب ذلك يكمن في سلوك الرئيس الأميركي. فمن أجل أن يتم عقد صفقة يجب على ترامب أن يلقي بكل ثقله، لكن في هذه الأثناء لا يبدو (على الأقل تجاه الخارج) أنه يستخدم ضغطا كبيرا على نتنياهو. رئيس الحكومة ما يزال ينجح في مناورة الرئيس من أجل غاياته.
طلبات حماس بقيت على حالها: انسحاب إسرائيلي واسع في الطريق إلى إنهاء الحرب مع ضمانات أميركية بحدوث ذلك، وأن نتنياهو لن يستأنف القتال كما فعل في شهر آذار (مارس) الماضي. نتنياهو مرة أخرى عاد إلى النغمة العنيفة التي تعد بتدمير حماس. هو يصمم على طلبين أساسيين لا يلتقيان مع الحد الأدنى الفلسطيني،، وهما بقاء إسرائيل في جزء كبير من أراضي القطاع (على الأقل في الفترة المؤقتة، 60 يوما)، والسيطرة في محور موراغ ومنطقة رفح في جنوبه، هناك هو ينوي الدفع قدما بخطة "المدينة الإنسانية"، أي حشر مئات آلاف الفلسطينيين في منطقة فيها ظروف العيش غير محتملة قرب الحدود مع مصر.
يبدو أن رئيس الحكومة مرة أخرى يريد تفجير المفاوضات، هذه المرة بذريعة حاجة حيوية للبقاء في محور موراغ. في نهاية الأسبوع الماضي نشر تقرير مطول في "نيويورك تايمز"، أكد بالتفاصيل الدقيقة ما كان معروفا منذ زمن: هذه استراتيجية ثابتة لنتنياهو، التي يستخدمها بين حين وآخر منذ أكثر من سنة.
في خلفية هذه الأمور يقف الخوف على بقاء حكومته. أيضا في قسم المقاعد، فإن الاستطلاعات غير مبشرة. الهجوم في إيران لم يثمر حتى الآن النتائج المأمولة بالنسبة لليكود. حتى الذهاب إلى صفقة مؤقتة يمكن أن يعرض للخطر التحالف مع شركائه في اليمين المتطرف. إذا كان هناك اتفاق، فسيكون هناك من يرون في أقوال نتنياهو الأخيرة فقط موقفا لغرض المساومة، فإنه سيكون كما يبدو في نهاية الشهر، حيث ستذهب الكنيست إلى العطلة الصيفية، والخطر الفوري على سلامة الائتلاف سيتلاشى.
بما أن ترامب لا يضغط عليه، فإن نتنياهو يعتبر نفسه معفى من الحسم بين الصفقة وبين استمرار الحرب. رفح تغمز لشركائه لأنها محطة حاسمة في الطريق الى تحقيق طموحاتهم الكبرى -طرد جماعي للفلسطينيين من القطاع وإعادة الاستيطان. المجهول الكبير، بعد ترامب، هو رئيس الأركان ايال زمير. في أوساط الكثيرين في القيادة العليا في الجيش وخلافا للشعور السائد تزداد علامات الاستفهام. الدرس هو أن الضغط العسكري مهما كان كبيرا لا يقود حتى الآن إلى أي علامات على انكسار حماس. في داخل الأنفاق، بقايا القيادة العسكرية المتعصبة في حماس لا تهتم بشكل خاص بحياة البؤس للجمهور الموجود فوق الأرض. وإذا كانت صفقة فإنها مفضلة بالنسبة لزمير على استمرار النشاطات نفسها التي يحاول الجيش بكل القوة عدم تسميتها "مراوحة في المكان".