سوشيال ميديا
طروب العارف
تعتبر الفاكهة مصدرًا طبيعيًا قويًا للفيتامينات والألياف ومضادات الأكسدة وتوفر فوائد جَمَّة لمن يستهلكها. ومع ذلك، هناك عدد كبير من الأساطير المتداولة حول متى وكيف يتم استهلاكها. قد تبدو هذه المعتقدات غير ضارة، ولكنها قد تخلق ارتباكًا غير ضروري حول اختيار طعام بسيط وصحي.
هنا، سيلقي خبراء التغذية في موقع بابا ميل نظرة فاحصة على الأساطير الشائعة حول أفضل وقت لتناول الفاكهة، ويضعون الأمور في نصابها الصحيح حتى تتمكن من الاستمتاع بها بثقة.
الخرافة الأولى: الصباح هو أفضل وقت لتناول الفاكهة
يعتقد البعض أن الصباح هو الوقت الأمثل لتناول الفاكهة، وذلك غالبًا بسبب فكرة أن الفاكهة “توقظ” الجهاز الهضمي.
سبب آخر هو أن بدء اليوم بالفاكهة يضفي نغمة صحية، ويوفر الطاقة والمواد المغذية لتغذية صباحك.
ليس هناك شك في أن الفاكهة هي طريقة صحية لبدء اليوم، ولكن ليس هناك فائدة خاصة لتناولها في الصباح مقارنة بأي وقت آخر. لا يحتاج الجهاز الهضمي في جسمك إلى “الاستيقاظ”، فهو جاهز لمعالجة الطعام منذ لحظة بدء تناول الطعام، بغض النظر عن الوقت. لا تتردد في الاستمتاع بالفواكه في وجبة الإفطار، أو في العصائر، أو مع الزبادي، ولكن لا تشعر بأنك مقيد بساعات الصباح. الفاكهة تعتبر مغذية في أي وقت من اليوم، لذا اختر ما يناسب جدولك الزمني بشكل أفضل.
الخرافة الثانية: أفضل وقت هو بعد الظهر
تزعم إحدى الأساطير الشائعة أن تناول الفاكهة في فترة ما بعد الظهر يعزز صحتك أكثر من تناولها في الصباح أو المساء والتبرير هو أن وجبة خفيفة من الفاكهة بعد الظهر يمكن أن “توقظ” جهازك الهضمي وتثبت مستويات السكر في الدم. ومع ذلك، لا يوجد أساس علمي لهذه الفكرة. فالجهاز الهضمي نشيط على مدار الساعة، وهو مستعد دائمًا لمعالجة الطعام بغض النظر عن الساعة. ومع ذلك، فإن الفاكهة تشكل وجبة خفيفة رائعة بعد الظهر، لأنها غنية بالألياف ويمكن أن تساعد في الحد من الرغبة الشديدة في تناول الطعام.
الخرافة الثالثة: تجنب الفاكهة قبل النوم
يعتقد الكثير من الناس أن تناول الفاكهة قبل النوم يؤدي إلى زيادة الوزن أو يؤثر على النوم. والخوف هو أن السكريات الطبيعية الموجودة في الفاكهة قد تسبب ارتفاعًا في نسبة السكر في الدم في وقت متأخر من الليل أو تعطل عملية الهضم. في حين أنه من الصحيح أن تناول وجبة ثقيلة وغنية بالقرب من وقت النوم يمكن أن يزعج النوم، إلا أن الفاكهة لا يكون لها هذا التأثير عادةً. وتشير مؤسسة النوم الوطنية أيضًا إلى أن بعض الفواكه، مثل الموز، قد تدعم النوم من خلال توفير المغنيسيوم والبوتاسيوم، اللذين يمكن أن يساعدا في استرخاء العضلات ومنع التشنجات. وينصح خبراء التغذية باختيار الفواكه ذات السكر المنخفض مثل التوت أو التفاحة الصغيرة، ويفضل إقران الفاكهة ببروتين مثل الزبادي اليوناني للحصول على طاقة متوازنة ولن يكون لها أي تأثير على نومك.
الخرافة الرابعة: يجب تناول الفاكهة على معدة فارغة
هناك أسطورة أخرى شائعة وهي أن من الأفضل تناول الفاكهة على معدة فارغة لزيادة امتصاص العناصر الغذائية ومنع مشاكل الجهاز الهضمي. غالبًا ما ترتبط هذه الأسطورة بفكرة أن الفاكهة، عند تناولها مع أطعمة أخرى، تبقى في المعدة وتتخمر، مما يؤدي إلى الانتفاخ وعدم الراحة.
في الواقع، الفاكهة لا تتخمر في المعدة، فمعدتنا تعتبر بيئات شديدة الحموضة، مما يعني أن البكتيريا لا تستطيع النمو بسهولة وتسبب التخمر. إن تناول الفاكهة مع الأطعمة الأخرى، وخاصة تلك التي تحتوي على الألياف أو الدهون أو البروتين، يمكن أن يفيد عملية الهضم عن طريق إبطاء امتصاص السكريات. وهذا مفيد بشكل خاص للأشخاص الذين يرغبون في الحفاظ على استقرار مستويات السكر في الدم طوال اليوم. لذا، لا تتردد في إضافة الفاكهة إلى وجباتك، أو مزجها في العصائر، أو الاستمتاع بها مع حفنة من المكسرات. إن الجمع بين الفاكهة والأطعمة الأخرى لن يؤدي إلى التعفن أو التخمير، بل سيؤدي ببساطة إلى الحصول على وجبة أكثر توازناً.
الخرافة الخامسة: يجب على مرضى السكري تجنب الفاكهة مع الوجبة
بالنسبة لأولئك الذين يديرون مرض السكري، هناك أسطورة مفادها أن تناول الفاكهة إلى جانب الوجبة يمكن أن يؤدي إلى تفاقم السيطرة على نسبة السكر في الدم.
من المرجح أن تنبع هذه الفكرة من المخاوف بشأن ارتفاع مستويات السكر في الدم بسبب السكريات الطبيعية الموجودة في الفاكهة إذا تم تناولها مع الكربوهيدرات الأخرى.
في الواقع، العكس هو الصحيح في كثير من الأحيان. إن تناول الفاكهة مع الوجبة، خاصة مع الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من البروتين أو الألياف أو الدهون، يمكن أن يبطئ عملية الهضم ويؤدي إلى إطلاق السكر بشكل تدريجي في مجرى الدم. تشير الأبحاث إلى أن الجمع بين الأطعمة الغنية بالألياف والبروتين أو الدهون الصحية يمكن أن يقلل من ارتفاع نسبة السكر في الدم، مما يجعله نهجًا ذكيًا للأشخاص المصابين بداء السكري. لذلك، بدلاً من تناول الفاكهة بشكل منفصل، يمكن لمرضى السكري الاستفادة من دمجها في وجبات الطعام أو تناولها مع أطعمة مثل المكسرات أو الزبادي أو الجبن. يساعد هذا المزيج على الحفاظ على مستويات السكر في الدم أكثر استقرارًا مع السماح لهم بالاستمتاع بفوائد الفواكه الغذائية العديدة.
الخرافة السادسة: تجنب تناول الفاكهة بعد الساعة الثانية بعد الظهر لمنع زيادة الوزن
هذه الأسطورة شائعة في دوائر الحمية الغذائية وتستند إلى فكرة أن تناول الفاكهة أو الكربوهيدرات في وقت لاحق من اليوم يجعل من الصعب على الجسم حرقها، مما يؤدي إلى زيادة الوزن. ومع ذلك، فإن الجسم لا يتحول من حرق السعرات الحرارية إلى تخزين الدهون بعد فترة زمنية محددة.
الحقيقة هي أن زيادة الوزن تعتمد بشكل أكبر على إجمالي السعرات الحرارية التي تتناولها وتتخلص منها وليس على الوقت من اليوم الذي تتناول فيه الطعام. تحتوي الفاكهة عمومًا على سعرات حرارية منخفضة وألياف عالية، مما يجعلها خيارًا جيدًا للتحكم في الوزن. حتى أن الدراسات أظهرت أن الأشخاص الذين يستهلكون المزيد من الفواكه والخضروات يميلون إلى انخفاض معدلات السمنة.
إذا كنت تشعر بالجوع في المساء، فإن تناول الفاكهة يعد خيارًا أفضل بكثير من الوجبات الخفيفة المصنعة ذات السعرات الحرارية العالية. يمكن لتفاحة أو بعض العنب أو شريحة من البطيخ أن تلبي الرغبة الشديدة في تناول الطعام في وقت متأخر من الليل دون زيادة الوزن.
والآن، ما هو أفضل وقت لتناول الفاكهة؟
الإجابة الأبسط: في أي وقت!
توقيت استهلاك الفاكهة ليس له تأثير يذكر على الفوائد الغذائية التي تتلقاها. الأساطير حول الوقت “المناسب” لتناول الفاكهة هي مجرد أساطير.
ولذلك يخلص الخبراء الى القول إن أفضل “توقيت” لتناول الفاكهة هو ببساطة عندما تشعر أنها مناسبة لك.