Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    09-Jul-2018

ستراحة بين القلم والقدم !! - محمد كعوش

الراي - تعالوا نذهب إلى ملاعب كرة القدم الروسية لمتابعة المونديال، في استراحة قصيرة بعيداً عن ضغوط التطورات السياسية والأمنية والحروب البديلة المصطنعة، التي يفرضها علينا هذا العالم الضيّق الذي تعبث به قوى كبرى استعمارية ظالمة غاشمة غيّبت العدالة وتجردت من مشاعرها الإنسانية.

الحديث عن كرة القدم والعالم الضيّق يقودنا إلى ملاعب المونديال والمباريات الجارية في صراع مشوّق على كأس العالم. انها فرصة للبحث عن مساحة فاصلة بين القلم والقدم في استراحة طارئة،إلا أن هذا العالم الظالم يحرمك من هذه المساحة،حتى أن الرئيس بوتن الذي يتابع باهتمام تفاصيل ما يحدث في المباريات الرياضية،لم ينل حريته وراحته كما اشتهى.
أنا على يقين بأن الرئيس الروسي يجلس أمام شاشة التلفزيون ويتابع المباريات بعين واحدة، وأما العين الأخرى فتحدّق بخريطة البؤر المشتعلة،فهو مشغول بالتطورات المتسارعة في منطقتنا والعالم،وأولها عملية الحسم العسكري الكامل على الجبهة الجنوبية في سوريا،وكذلك التصعيد الساخن بين طهران وواشنطن،إضافة إلى التراشق الحاد بين الصين والولايات المتحدة في بداية اشتعال حرب تجارية بين البلدين وهي حالة غيرمسبوقة عبّر عنها مصدر صيني حين قال ما معناه أن الولايات المتحدة تطلق النار على الآخرين في كل الاتجاهات، وحتى على نفسها!! وبالعودة إلى الملاعب أقول أن الرياضة أصبحت صناعة وتجارة تخضع لنظام عالمي خاص بها مبني على الجدوى الاقتصادية،وأعتقد أن ميزانيات ومخصصات النوادي بالملايين إن لم يكن بالمليارات،وهي ليست بعيدة عن السياسة أيضا،بل فيها من السياسة والتنافس المالي ما يستحق التوقف والبحث في هذه الظاهرة،حتى أصبحت الرياضة،في كثير من الحالات،خالية من التسامح والروح الرياضة،وهذا يشمل حكّام المباريات،فالحكم لا يستطيع أن يكون محايداً بالكامل لأنه لا يمكن أن يتجرّد من مشاعره وغرائزه.كذلك المشاهد في الملعب أو أمام شاشة الفضائية تجذبه السياسة فينحاز لفريق ضد آخر بسبب عوامل سياسية كامنة أو ظاهرة.
ولكن في هذه الاستراحة القصيرة لا أريد ازعاج عشاق كرة القدم بالحديث عن السياسة فحسب،فهذه اللعبة
سبقت كل قضايانا،فهي موجودة قبل قرون طويلة بشكل بدائي،ولكنها مرت بمراحل إصلاحية عديدة وكثيرة حتى وصلت إلى واقعها المعاصر. بدأت لعبة كرة القدم في العام 2500 قبل الميلاد في الصين،كما مارسها بعدهم الفراعنة والاغريق. وكان الصينيون يكرمون الفريق الفائز ويجلدون الفريق الخاسر،ومن حسن حظ ميسي ورونالدو ونيمار ومحمد صلاح، وكل الفرق الكبرى الخاسرة أن قواعد وقوانين اللعبة قد تغيرت.
بدأت عملية تطوير رياضة كرة القدم بوضع قوانين وتقاليد في النصف الثاني من القرن التاسع عشر،عندما مارس البريطانيون هذه اللعبة بشغف وصارت اللعبة الشعبية الأولى في مواجهة رياضة الفروسية التي كان يمارسها النبلاء والأغنياء في بريطانيا وأوروبا وأعتقد،حسب معلوماتي المتواضعة حول هذه اللعبة،أن أول دورة أولمبية عقدت جرت في فرنسا عام 1904،وأول منافسة على كأس العالم كانت في الأوروغواي التي فازت بالكأس في العام 1932.
اللافت أنه في تاريخ هذه اللعبة،لم يفز أي فريق عربي بالكأس، على الرغم من وجود فرق متميزة بارزة مبدعة تنتمي إلى دول وأمم فقيرة وصغيرة من حيث المساحة وعدد السكان،هذه الدول تدعم الرياضة والف التشكيلي والمسرح والموسيقى والشعر والرواية وكل أشكال الإبداع على الرغم من عدم امتلاكها الثروات التي تتباهى بها بعض الدول العربية،وأعتقد أن ثمن قدم لاعب رياضي واحد يتجاوز بكثيرالمبالغ التي انفقتها الدول العربية على دعم الإبداع والأبحاث منذ ابن رشد حتى اليوم، ولكن لا يمكن أن أتجاهل تلك المليارات التي أنفقتها بعض الدول العربية في حروب عربية هي أكبرعملية تدمير ذاتي للأمة.