الراي - كامل إبراهيم -
لاحق متظاهرون إسرائيليون، السبت، وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، أثناء توجهه إلى كنيس في كفار ملال وسط البلاد، مرددين هتافات غاضبة وحاملين صور الأسرى المحتجزين في غزة.
ووفق صحيفة يسرائيل هيوم، واجه المتظاهرون بن غفير، رئيس حزب «عوتسما هيوديت»، بهتافات شديدة اللهجة بينها: «أنت أفشلت الصفقة أيها المجرم الإرهابي»، و"أنت عار على الشعب اليهودي»، كما وصفوه بـ"كاهاني» و"خطأ تاريخي».
وكان الوزير محاطًا بحراس الأمن وضباط من شرطة حرس الحدود، فيما رد على المتظاهرين بالإشارة إلى ابنه الذي يخدم في وحدة «ياهالوم» بالجيش قائلا: «هو يحميكم»، واصفا المحتجين بأنهم «متهربون من الخدمة العسكرية».
تأتي الاحتجاجات ضد بن غفير في وقت تتصاعد فيه ضغوط عائلات الرهائن الإسرائيليين على الحكومة للمضي في صفقة تبادل مع حركة حماس.
وشهد السبت أيضا مظاهرات أمام منزل الرئيس إسحاق هرتسوغ في تل أبيب، وأمام منزل وزيرة المواصلات ميري ريغيف في راس العين «روش هاعين»، للمطالبة بإبرام الصفقة فورًا.
يأتي ذلك فيما أوعز رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ببدء مفاوضات فورية بالتوازي مع خطة لاحتلال ما تبقى من قطاع غزة.
وتؤكد تقارير إسرائيلية أن المقترح الأميركي الأخير، الذي وافقت عليه حماس، يتطابق في معظمه مع ما وافقت عليه تل أبيب سابقا، ويشمل وقفا مؤقتا لإطلاق النار لمدة 60 يوما وتنفيذ التبادل على مرحلتين.
في المقابل، يواصل وزراء اليمين وبينهم بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، التهديد بالانسحاب من الحكومة في حال المضي بالصفقة.
كما تظاهرت عائلات أسرى ونشطاء قبالة منزل رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، في القدس المحتلة أمس السبت، وطالبوه بترك طاولة السبت والانتقال إلى طاولة المفاوضات.
وقالت عائلات الأسرى مخاطبة نتنياهو «بدلا من أن يقول نعم للصفقة المطروحة على الطاولة والتقدم منها نحو إنهاء الحرب وإعادة الجميع، يتجه إلى احتلال غزة ويبيع للجمهور أنه معني بصفقة شاملة. هذا كذب! احتلال القطاع سيفجر المفاوضات».
وأضافت «من يريد صفقة شاملة يضع على الطاولة صفقة شاملة، لا يُدخل بنودا غير قابلة للتطبيق ولا يحتل القطاع. اقبل الصفقة المطروحة على الطاولة وأدخل فورا في مفاوضات لإنهاء الحرب بشروط قابلة للتنفيذ»، مشيرة إلى أنه «يجب ممارسة المزيد من الضغط حتى يقبل نتنياهو بالاقتراح المطروح على الطاولة».
كما نظمت احتجاجات أخرى بالعديد من البلدات والمفارق الرئيسية، بينها يوكنعام ومفرق «نهلال»، وهود هشارون، وجسر «معغان ميخائيل»، وجسر «دروريم».
وأعلنت عائلات الأسرى الإسرائيليين عن تنظيم احتجاجات يوم الثلاثاء المقبل في كافة أنحاء البلاد، سيكون من ضمنها مسيرة باتجاه دوار «المختطفين» في تل أبيب واعتصام يدعو إلى إعادة جميع الأسرى بأسرع وقت ممكن.
وقالت «إنهم يوشكون على إفشال الاتفاق. يوم الثلاثاء إسرائيل ستنتفض، اخرجوا من بيوتكم، وأظهروا تضامنا مع المختطفين. الآن هذا مطلب الساعة لكل إسرائيلي».
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وفق ما نشرته صحيفة «إسرائيل اليوم» الاسرائيلية » ربما يوجد اقل من 20 أسير اسرائيلي لدى حماس على قيد الحياة », وعندما وجه سؤال إلى ترمب: لماذا تدعمون احتلال غزة؟ على الرغم من معارضة عائلات المختطفين؟
أجاب ترمب » العشرين أسير حي ربما ليسوا عشرين وربما لا يتجاوزوا العشرين وفي اسرائيل أعلنوا » يوجد 20 أسير مختطف احياء"
وأثارت تصريحات ترمب، غضب عوائل الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة. وقالت «هناك 50 مختطفًا. بالنسبة لنا، كل واحد منهم عالمٌ بأكمله. لو كان الوزير ديرمر، الذي يتحدث مع الأميركيين فقط ولا يُكلف نفسه عناء التحدث مع عائلات المختطفين أو مقابلتهم، يعلم شيئًا مختلفًا، لكان عليه إبلاغ العائلات أولًا.. من واجبنا المقدس منع التضحية وإعادة الجميع إلى ديارهم».
وقال رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو خلال مقابلة مع شبكة سكاي نيوز الأسترالية: «سنحتل غزة حتى لو وافقت حماس على صفقة».
وسُئل نتنياهو عن أهداف إسرائيل وعن احتمال التوصل إلى صفقة. فأجاب: «لم يكن مطروحًا أصلًا أن نُبقي حماس هناك».
وحسب مصدر أمني، الجيش الإسرائيلي بدأ بتحريك وتوسعة العملية العسكرية في مناطق الزيتون وجباليا، إلى جانب إصدار 60 ألف أمر تجنيد احتياط، وتمديد شهر لاحتياطيين في الخدمة.
وقال الصحفي الإسرائيلي أمنون أبراموبيتش إن نتنياهو يريد استبدال اسم العملية العسكرية لاحتلال غزة من (مركبات جدعون 2) إلى (القبضة الحديدية) – وهو تعبير استخدمه هتلر ضد أعدائه من الداخل.
ومصطلح القبضة الحديدية ارتبط بليلة إحراق الرايخستاغ في 27 شباط 1933. عند وصوله إلى موقع الحريق، قال هتلر: «إذا كان هذا عملاً من الشيوعيين، كما أعتقد، فعلينا أن نسحق هذه الآفة بالقبضة الحديدية."