الغد
معاريف
بقلم: الون بن دافيد 21/11/2025
بذور 7 أكتوبر التالي لإسرائيل زرعت هذا الأسبوع – من السعودية، عبر غزة وحتى قرية الجبعة في عصيون. حكومة الكارثة بقيت مخلصة لإرث إخفاقها، وشاهدت فقط تبطل القوى الأخرى التي تصمم الآن المنطقة ومستقبلنا. هذه لن تكون كارثة تقع علينا صباح غد.
هذا الأسبوع رأينا بداية سياقات تدحر إسرائيل عن المصاف الأول للدول المؤثرة في المنطقة وتصادر منها القدرة على إدارة شؤونها الأمنية بنفسها.
حكومة اليمين الكاملة خاصتنا، تنازلت هذا الأسبوع عن القدرة على أن تدير بنفسها الحرب ضد حماس، تخلت عن التفوق النوعي للجيش الإسرائيلي على جيراننا وفقدت مكانتها كالحليف الأهم للولايات المتحدة في المنطقة.
إسرائيل لم تنجح أبدًا في الحفاظ على مدى الزمن على حصرية استخدام طائرة قتالية أميركية في المنطقة. فقبل نحو خمسين سنة كانت الدولة الأولى خارج الولايات المتحدة التي تلقت طائرة F15.
بعد بضع سنوات من ذلك ورغم احتجاجات إسرائيلية، قررت الولايات المتحدة أن تبيعها للسعودية أيضًا التي تشغل اليوم عددًا أكبر من طائرات F15 بل وأكثر تطورًا من تلك التي لدى سلاح الجو الإسرائيلي. حتى لو أُقر كل شيء، فإن الطائرات التي ستحصل عليها السعودية (F35) ستكون مختلفة عن تلك التي لدى سلاح الجو. فقد أجرت إسرائيل تكليفات مميزة على طائرات F35 لديها. والتجربة العملياتية الهائلة التي راكمتها "أدير" تضمن ألا تكون F35 السعودية قريبة في قدراتها من F35 الإسرائيلية.
المشكلة هي أن هذا لن يتوقف عند السعودية. قطر وتركيا الحبيبتان الجديدتان لترامب ستكونان التاليتين في الطابور. وها نحن في سباق تسلح إقليمي. أضف إلى هذا المفاعل النووي الذي ستحصل عليه السعودية من الولايات المتحدة.
صحيح أن هذا سيكون بلا قدرات تخصيب لليورانيوم على الأرض السعودية. لكن حتى هذا لن يبقى فقط في نطاق مملكة آل سعود.
الدولتان السُنيتان الكبريان – مصر وتركيا – سيصعب عليهما البقاء بغير اكتراث أمام قدرة نووية سعودية. ولا، لا حاجة للسعودية للنووي كي تنتج الطاقة. لا ينقصها مقدرات طاقة أخرى. كل هذا الخير يتلقاه السعوديون دون أن يكونوا تعهدوا، حتى الآن، باتفاق مع إسرائيل.
من الصعب التقليل من أهمية علاقات علنية مع السعودية بالنسبة لإسرائيل، فاتفاق سلام معها سيُثبّت من جديد إسرائيل في المنطقة ويُحسّن دراماتيكياً مكانتنا السياسية والاقتصادية. السعودية تُعد في إسرائيل كحجر الدومينو الأول، فإذا ما سقط – فسيفتح لنا كل العالم العربي والإسلامي.
ليت مثل هذا الاتفاق يُنسَج سراً من خلف الكواليس، لكن كما بدا الحديث هذا الأسبوع فإنه لا ترامب ولا محمد بن سلمان يُسارعان إلى ضم ضلع ثالث لقصة غرامهما. بالنسبة لنتنياهو أيضاً في المستوى الشخصي والحاسم، يمكن لاتفاق مع السعودية أن يُصلح بعضاً من إرثه كرئيس وزراء الكارثة.
فأنا على قناعة بأنه يسعى إلى مثل هذا الاتفاق، لكن يصعب أن نرى كيف يمكن ليد واحدة أن توقع على سلام مع السعودية فيما تسمح اليد الثانية لرعاع اليمين القيام بأعمال الشغب ضد الفلسطينيين. مع عصبة الأقزام التي جمعها حوله كائتلاف، والتي تحظر عليه أن يقول كلمة فلسطينيين، أصبح نتنياهو أداة في يد ترامب.